قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن مشاركين أميركيين وروسا اجتمعوا في سويسرا لإجراء مناقشات غير رسمية بشأن الحرب بأوكرانيا في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الأسبوع الماضي.
ووصفت المصادر المحادثات بأنها قناة جانبية مع حدوث بعض الاتصالات خلال الفترة الانتقالية، التي أعقبت فوز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال اثنان من المصادر إن المشاركين في المحادثات لديهم خبرة دبلوماسية وأمنية، لكنهم ليسوا مسؤولين حكوميين، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت حكوماتهم قد أرسلت أي مسؤولين، ورفضت المصادر تحديد هوية الحاضرين.
وقال أحد المصادر، الذي كان لديه معرفة مباشرة بالأمر، إن عددا صغيرا على الأقل من مستشاري ترامب على علم باللقاءات.
ولا تزال العديد من التفاصيل الأخرى غير واضحة، بما في ذلك أجندات الاجتماعات، وما إذا كان الأوكرانيون حاضرين ومتى بدأت اللقاءات.
لكن الاجتماعات التي لم يتم الكشف عنها سابقا تسلط الضوء على الجهود الأميركية والروسية وراء الكواليس لاستكشاف سبل إنهاء حرب أوكرانيا، على الرغم من التجميد شبه الكامل للاتصالات الرسمية في عهد سلف ترامب الرئيس السابق جو بايدن.
وغيّر ترامب، الذي تولى منصبه منذ شهر واحد فقط، بشكل حاد النهج الأميركي تجاه الصراع الأوكراني المستمر منذ 3 سنوات، حيث تعامل بشكل مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودفع من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب.
والتقى كبار المسؤولين الأميركيين بمسؤولين روس في المملكة العربية السعودية الثلاثاء الماضي، بما في ذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ووصف أحد المصادر محادثات سويسرا بأنها مناقشات المسار الثاني -لغة دبلوماسية للحوار غير الرسمي- الموجه نحو تحسين التواصل وطرح الأفكار، بدلا من تطوير مقترحات ملموسة.
ولم يستجب مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض والحكومة الأوكرانية ووزارة الخارجية الروسية لطلبات التعليق.
وقال مصدران إن لقاء واحدا على الأقل جرى في جنيف خلال مؤتمر ميونخ للأمن الأسبوع الماضي، وهو تجمع لقادة سياسيين دوليين ومسؤولين أمنيين في المدينة الألمانية.
وأفادت رويترز العام الماضي بوجود محادثات منفصلة للمسار الثاني في عام 2023 وأوائل عام 2024، عندما أرسل بوتين إشارات تفيد بأنه على استعداد للنظر في وقف إطلاق النار بأوكرانيا، وبدا أن هذه المحادثات لم تسفر عن شيء.
تاريخيا، ساعدت محادثات المسار الثاني في بناء حوار بين الأطراف المتعارضة التي تتسم بعدم الثقة، على أمل أن يؤدي التواصل الأفضل إلى اختراقات دبلوماسية.
ففي عام 2023، أفادت شبكة إن بي سي بأن مسؤولين سابقين في الأمن القومي الأميركي عقدوا محادثات سرية مع روس يُعتقد أنهم قريبون من الكرملين، حيث التقى بعض الأعضاء في النهاية مع وزير الخارجية لافروف.
وأشار أحد المصادر إلى أن محادثات المسار الثاني ربما فقدت الكثير من أهميتها، حيث أنشأ المسؤولون الأميركيون والروس قنوات رسمية للحوار في الأسابيع الأخيرة.