أمضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب أشهرا دون أن يتحدثا، لكن علاقتهما أصبحت قوية في الفترة الأخيرة، ومن المؤكد أن للرجلين الكثير من القواسم المشتركة، بدءا من عودتهما غير العادية في مواجهة التهم الجنائية إلى سياسة حافة الهاوية التي ميزت حياتهما المهنية، وفقا لما جاء في صحيفة تايمز البريطانية.
وشددت الصحيفة على أن صداقة ترامب ونتنياهو إستراتيجية أكثر منها شخصية، واصفة اتفاقيات أبراهام التي حققاها في الولاية الأولى لترامب بأنها هي و ما انجر عنها من تطبيع مع بعض الدول العربية "أعظم نجاح دولي في ولاية ترامب الأولى".
وها هما اليوم -تقول تايمز- يجدان نفسيهما مرة أخرى معتمدين على بعضهما البعض لتحقيق نتائج تحدد حياتهما المهنية، فهناك وقف إطلاق النار الهش في غزة، والذي تعهد ترامب بإتمامه في ظل احتجاز 6 أميركيين، في حين يتعرض نتنياهو لضغوط من اليمين في ائتلافه لاستئناف الأعمال العدائية مع حماس.
وأثناء وجود ترامب في السلطة بدا أن علاقته الشخصية مع نتنياهو تتطور، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2019 بعث ترامب إلى نتنياهو رسالة في عيد ميلاده الـ70 ختمها بعبارة "أنت عظيم!".
لكن خلافا برز بين الرجلين في يناير/كانون الثاني 2020 بشأن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، إذ قال ترامب لمجلة تايم في مايو/أيار الماضي "لقد مررت بتجربة سيئة مع بيبي"، مضيفا أن العملية في مطار بغداد كان من المفترض أن تكون هجوما مشتركا مع الإسرائيليين، قبل أن يتراجع نتنياهو.
"هذا شيء لا أنساه أبدا"، ثم ارتكب نتنياهو خطيئة -وفقا للصحيفة- أكثر خطورة في نظر ترامب، إذ هنأ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020.
ولم يستطع ترامب السياسي الذي يعتمد أسلوب المعاملات التجارية في نهاية المطاف قبول أن يغير انتهازي كبير آخر دعمه له ويصطف إلى جانب منافسه، ولذلك فقد اتهمه بالفشل الذريع في حماية إسرائيل من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلا "أعتقد أنه يتحمل اللوم في ذلك وبقوة".
لكن نتنياهو حرص على التقارب من جديد مع ترامب، فالتقى الرجلان لإصلاح الأمور في أول اجتماع لهما وجها لوجه بعد وقت قصير من محاولة اغتيال ترامب في بتلر بولاية بنسلفانيا عندما بدأت عودته إلى الرئاسة تبدو أكثر ترجيحا، وكان ذلك موضع ترحيب واضح من ترامب.
كما سارع نتنياهو إلى تعزيز مكانته لدى ترامب بعد فوز الأخير، وكان من بين أول من اتصلوا به لتهنئته، وسارع كذلك إلى دعم إيلون ماسك في يوم التنصيب عندما ألقى ملياردير "تسلا" و"سبيس إكس" وحليف ترامب تحية عسكرية انتُقدت بوصفها تحية نازية خلال حدث أقيم في ملعب لأنصار ترامب.
وبعد أن لاحظ نتنياهو اهتمام الجمهوريين بزيارته قرر تمديدها يوما آخر حتى نهاية الأسبوع من أجل إتمام مجموعة من الاجتماعات الحاسمة التي تتعلق بشكل كبير بإسرائيل وغزة والرهائن ومستقبل الشرق الأوسط بأكمله.