يعد تعلم ابتلاع الحبوب تحديا شائعا بين الأطفال والبالغين على حد سواء. وبالنسبة للعديد من الأطفال، قد تبدو الحبوب كبيرة جدا أو يصعب بلعها، مما يؤدي إلى مقاومة تناول الدواء، خاصة إذا كان طعمه غير مستساغ.
توضح أخصائية علم النفس للأطفال، جينيفر بوتشر، أن هذه المشكلة شائعة لكنها قابلة للحل بتقنيات وأساليب تدريجية. وتضيف: "بالنسبة للطفل، قد تبدو فكرة ابتلاع الحبوب تحديا كبيرا، وقد تبدو الحبة ضخمة بالنسبة له، لكن يمكن للوالدين طمأنة أطفالهم بأنهم يبتلعون قطع طعام أكبر بكثير دون مشكلة".
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الآباء في تدريب أطفالهم على تناول الدواء بسهولة، مع الأخذ بعين الاعتبار تقليل احتمالية التقيؤ، خاصة عند تناول الأدوية ذات المذاق القوي أو الروائح غير المستحبة.
هناك مجموعة من الأخطاء يرتكبها الآباء عند تقديم الدواء لأطفالهم، إذ تبدو تلك اللحظات ثقيلة وحرجة وتحمل الكثير من التوتر خاصة عند استمرار مقاومة الطفل لابتلاع الدواء، فيما يلي أكثر الأخطاء شيوعا:
إظهار مشاعر التوتر أو القلق: إذا لاحظ الطفل توتر والديه، فإنه سيكون أكثر خوفا وترددا.
إجبار الطفل على التدرب تحت الضغط: يؤدي فرض التدريب عند الحاجة الفورية للدواء إلى زيادة التوتر والقلق.
البداية بأشياء كبيرة جدا: عند البدء بحجم حبة دواء كبيرة، يمكن أن يشعر الطفل بعدم قدرته على بلعها، مما يقلل من ثقته بنفسه ويزيد من مقاومته.
عدم مراعاة مشاكل البلع أو التأخر النمائي: بعض الأطفال الذين يعانون من مشاكل البلع أو التأخر النمائي يحتاجون إلى تدخل متخصص مثل أخصائي أمراض النطق أو معالج وظيفي.
يجب أن تكون جلسات التدريب قصيرة لتعزيز ثقة الطفل وعدم إشعاره بأنها عبء. ابدأ في أوقات منخفضة التوتر، وليس عندما يكون الطفل مريضا أو مستعجلا.
ويمكن البدء بالتدريب أثناء تناول الأدوية السائلة، حيث يمكن أن يكون الانتقال إلى الحبوب أكثر سهولة.
منح الطفل مكافآت صغيرة مثل ملصقات أو قصة قصيرة يمكن أن يعزز من حافزه. وتقول بوتشر "يجب أن يظهر الآباء ثقتهم بقدرة الطفل على النجاح. التدريب المستمر هو المفتاح".
الجلوس في وضعية مستقيمة مع شرب القليل من الماء قبل المحاولة يساعد في تسهيل البلع، وتوضح بوتشر "علموا أطفالكم أن حلقهم ولسانهم يشبهان لعبة التزحلق المائية، والحبة هي الراكب الذي يجب أن ينزلق بسهولة".
ضع حبة صغيرة جدا (مثل رشات الحلوى) على منتصف لسان الطفل واطلب منه شرب الماء لابتلاعها. وإذا نجح، يمكن الانتقال إلى حجم أكبر تدريجيا.
بعد النجاح في ابتلاع الحبيبة الصغيرة، جرب إعطاءه حبة حلوى صغيرة، والتدرج في الحجم مهم جدا لتعزيز الثقة وتقليل الخوف.
ولكن تذكر أن بعض الأدوية لا يجب سحقها أو تكسيرها إلى قطع صغيرة للحصول على أفضل مفعول لها، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تكسير الدواء إلى قطع صغيرة.
لا تجبر الطفل، وارجع خطوة للوراء إذا لزم الأمر، إذا شعر الطفل بالذعر أو رفض المحاولة، يمكن العودة إلى الحجم الذي كان مرتاحا معه.
إذا كان الدواء سائلاً، يمكن تجميده في قالب آيس كريم صغير، فالبرودة تقلل من حساسية التذوق وتخدّر اللسان، مما يقلل من احتمال الغثيان.
قطعة علكة بالنعناع أو مكعب ثلج قبل الدواء يمكن أن يقلل من الإحساس بالغثيان.
وضع الدواء في كوب صغير مع عصير مفضل واستخدام ماصة رفيعة يقلل من ملامسة الدواء للسان.
يمكن شراء كبسولات جيلاتينية فارغة من الصيدلية ووضع الدواء داخلها.
يعاني بعض الأطفال من الغثيان بسبب رائحة الدواء، لذا يمكن وضع نقطة زيت لافندر أو فانيليا على اليد لتشتيت الانتباه.
لا يجب إعطاء الدواء للطفل وهو مستلق، بل يفضل أن يكون في وضعية جلوس مع ميل الرأس للأمام قليلا.
تعليم الطفل أخذ نفس عميق ثم شرب الدواء بسرعة يسهم في تقليل الشعور بالغثيان.
يمكن تشتيت انتباه الطفل بجعله ينفخ في كوب ماء عبر ماصة بعد تناول الدواء.
تعمل البرودة على تخدير براعم التذوق جزئيا، مما يساعد في تقليل الشعور بطعم الدواء غير المستساغ. كما يخفف من رد الفعل المنعكس للغثيان لأن بعض الأطفال لديهم استجابة قوية للنكهات القوية، والتبريد يمكن أن يضعف هذه الاستجابة.
وضع الثلج خلف الأذن أو على الرقبة قد يساعد في تهدئة العصب المبهم، الذي يلعب دورا في التحكم في ردود الفعل مثل الغثيان ومنعكس القيء.
ويمكن أن يساعد الثلج في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر المرتبط بابتلاع الأدوية.
ضع مكعب ثلج صغيرا على لسان الطفل لمدة 10-15 ثانية قبل تناول الدواء. أو ضع مكعب الثلج خلف الأذن أو على الرقبة لبضع ثوانٍ، ثم قدم له الدواء مباشرة. ويمكن أيضا شرب ماء بارد جدا أو مص قطعة من الثلج قبل تناول الحبة.
تعد هذه الطريقة فعالة بشكل خاص للأطفال الذين لديهم حساسية زائدة للطعم أو أولئك الذين يشعرون بالغثيان بسهولة عند تناول الدواء. ومع ذلك، قد تختلف النتائج من طفل لآخر، لذا يُفضل تجربتها مع طرق أخرى مثل استخدام العصير أو الشاليمو (الماصة).
يوصى بوضع الحبة في منتصف اللسان أو إلى الخلف قليلا، حيث يساعد هذا الموضع على انزلاقها بسرعة مع رشفة الماء، مما يقلل من الشعور بوجودها في الفم ويقلل من احتمالية الرفض أو الغثيان.
مقدمة اللسان: قد تجعل من الصعب تحريك الحبة للخلف، مما يؤدي إلى بقائها فترة أطول في الفم وإثارة القيء.
مباشرة عند الحلق: يمكن أن يسبب شعورا غير مريح أو حتى يؤدي إلى السعال أو الاختناق، لذلك من الأفضل السماح لها بالانسياب مع الماء بشكل طبيعي.
ضع الحبة في منتصف اللسان أو إلى الخلف قليلاً، ثم اشرب رشفة متوسطة من الماء. قم بإمالة رأسك قليلًا للأمام أثناء البلع، مما يساعد على انزلاق الحبة مباشرة إلى الحلق. وإذا واجهت صعوبة، يمكنك استخدام ماصة (شاليمو) لشرب الماء مع الحبة، مما يجعل البلع أسهل دون الإحساس بها.
ويمكن وضع الحبة على ملعقة من الزبادي أو العصير الكثيف لمساعدتها على الانزلاق بسهولة.