قالت صحيفة تلغراف البريطانية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقى نصائح من قيادات في حزبه الجمهوري بمنع إنجاز اتفاق تتنازل فيه بريطانيا عن جزر شاغوس لصالح دولة موريشيوس، وذلك على ضوء مخاوف أن يسهل هذا على إيران التجسس على القوات الأميركية.
وتصاعدت المخاوف الأميركية بعدما دخلت موريشيوس في محادثات مع طهران بشأن استضافة فروع للجامعات الإيرانية، إذ يخشى خبراء أمنيون غربيون أن تُستخدم تلك المؤسسات للتجسس على القاعدة الأميركية البريطانية في شاغوس.
ونقلت الصحيفة أمس السبت عن مصادر قولها إن هناك حاليا توقعات واسعة في دوائر البيت الأبيض بأن الرئيس ترامب سوف يعلن اعتراضه على الاتفاق هذا الأسبوع.
وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنها ستتنازل عن سيادتها على أرخبيل شاغوس في المحيط الهندي، لكنها ستحتفظ بالسيطرة على قاعدة عسكرية في جزيرة دييغو غارسيا أكبر جزر الأرخبيل بموجب عقد تأجير لمدة 99 عاما.
وذكرت صحيفة تلغراف أن مقربين من ترامب نصحوه بـ"تمزيق الاتفاق إلى الأبد"، وذلك قبل مكالمته الهاتفية الأولى مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هذا الأسبوع.
وقال العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون نيلي كينيدي للصحيفة إن التنازل عن جزر شاغوس يهدد أمن بريطانيا والولايات المتحدة.
وتساءل "إن كانت موريشيوس تعمل على تعزيز صداقتها مع الصين وإيران فكيف يمكننا أن نتوقع منها إبعاد جواسيس أعدائنا عن قاعدتنا".
ورأى كينيدي أن "من الصعب تصديق أن الصين وإيران لا تحاولان جر موريشيوس إلى محورهما وإبعادها عن الغرب".
وقال إن "الأصدقاء لا يعقدون الصفقات خلف ظهور بعضهم البعض، خاصة عندما يكون أمننا المشترك على المحك".
وكذلك، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جيم ريش إنه "لا تزال لدي مخاوف عميقة بشأن هذا الاتفاق".
وأضاف "لحسن الحظ، أعلم أن الرئيس ترامب يدرك أن الصين تشكل تهديدا هائلا لأميركا، ويعرف أنه من أجل حماية أمننا القومي حان الوقت لتعزيز وجود أميركا وحلفائها في المحيطين الهندي والهادي".
ونقلت تلغراف عن مصدر قوله إنه "بناء على المحادثات الأخيرة مع مسؤولي ترامب فإنهم واثقون جدا من منع هذا الاتفاق".