في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ارتدادات سياسية داخل حكومة بنيامين نتنياهو، في ظل معارضة وزراء من اليمين المتطرف، أبرزهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
الاتفاق، الذي جاء بضغط داخلي ودولي، أدى إلى انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية، مما يعكس حالة التوتر بين المصالح السياسية والأيديولوجية.
الضغط الداخلي والخارجي
بحسب محرر الشؤون الإسرائيلية في سكاي نيوز عربية، نضال كناعنة، فإن "نتنياهو يدير الأزمات بطريقة محسوبة، حيث يعتمد على كسب الوقت والمناورة بين الأطراف المختلفة".
وأشار كناعنة إلى أن الاتفاق مع سموتريتش كان بمثابة "تفاهم مؤقت يسمح بتجنب تفكك الحكومة".
وأضاف كناعنة: "نتنياهو يتبنى استراتيجية إدارة الصراعات، التي تهدف إلى إبقاء جميع الخيارات مفتوحة. هذا يشمل ضمان استمرار حكومته من جهة، ومحاولة استرضاء التيار اليميني المتطرف من جهة أخرى".
معارضة من داخل الحكومة
الكاتب والباحث السياسي يوني بن مناحم أوضح أن "اليمين الإسرائيلي، ممثلًا ببن غفير وسموتريتش، يرفض اتفاق وقف إطلاق النار لأنه يرى أنه يمنح حماس انتصارًا سياسيًا دون القضاء عليها عسكريًا".
وأضاف بن مناحم: "اليمين المتطرف يدفع باتجاه استمرار الحرب، ليس لتحقيق أهداف عسكرية فحسب، بل أيضا لتعزيز مواقعه السياسية داخل المجتمع الإسرائيلي".
وأشار إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن 20 بالمئة فقط من مؤيدي بن غفير وسموتريتش يدعمون الاتفاق، مما يضعهما تحت ضغط شعبي كبير للمطالبة بتصعيد عسكري بدلاً من التهدئة.
الرهانات السياسية لنتنياهو
بحسب كناعنة، فإن "نتنياهو يواجه معضلة معقدة: هل يلتزم بالاتفاق الدولي أم يستجيب لضغوط شركائه في الحكومة؟".
وأكد أن "نتنياهو قد يتراجع عن الاتفاق في أي لحظة إذا رأى أن مصلحته السياسية تتطلب ذلك، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية واحتمال عودة دونالد ترامب، الذي يُعتبر حليفًا لليمين الإسرائيلي".
الخلافات الأيديولوجية داخل اليمين
يرى يوني بن مناحم أن "اليمين الإسرائيلي يعاني من تناقضات داخلية، حيث يدعو بن غفير وسموتريتش إلى تهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان، وهي طموحات تتعارض مع الإرادة الدولية".
وأضاف: "هذا الطرح ليس عمليًا ولكنه يخدم خطابهم الشعبوي ويجذب أصوات المتطرفين".
الاتفاق ومستقبل المرحلة الثانية
توقع نضال كناعنة أن "نتنياهو قد يستخدم الاتفاق كأداة لتحقيق مكاسب مؤقتة، لكنه لن يلتزم به بالكامل".
وأوضح: "تعهد نتنياهو بالعودة للقتال بعد انتهاء المرحلة الأولى قد يدفع حركة حماس إلى التشكيك في جدية الاتفاق برمته".
ويبقى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اختبارًا لقدرة نتنياهو على الموازنة بين المصالح المتعارضة داخل حكومته، مع الحفاظ على الدعم الدولي. ومع تصاعد المعارضة من بن غفير وسموتريتش، فإن مستقبل الحكومة الإسرائيلية واستقرارها سيظل مرهونًا بقدرة نتنياهو على المناورة السياسية.