قُتل 6 فلسطينيين، مساء الثلاثاء، بقصف إسرائيلي على مخيم جنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفادت الوزارة، في بيان مقتضب، بـ"وصول 6 شهداء، بينهم مراهق، وعدة إصابات إلى مستشفى جنين الحكومي"، جراء قصف إسرائيلي على مخيم جنين.
وقالت الوزارة إن من بين القتلى الفتى محمود أشرف مصطفى غربية البالغ من العمر 15 عاما.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له أن طائرات تابعة لسلاح الجو شنت غارة جوية على مدينة جنين في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل 6 فلسطينيين.
وأضاف أنه في عملية مشتركة للجيش والشاباك نفذت طائرة تابعة لسلاح الجو هجوما بثلاثة صواريخ على مخيم جنين في منطقة جنين.
و هذه هي الغارة الأولى من نوعها منذ شهر ونصف.
وذكر شهود عيان أن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت مجموعة من المواطنين بالقرب من دوار العودة في مخيم جنين بثلاثة صواريخ، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص منهم وإصابة آخرين.
وأكدت القناة 14 الإسرائيلية أن أحد أهداف القصف كان مسؤولاً كبيراً في الفصائل المسلحة في المدينة. فيما افادت وسائل إعلام اسرائيلية أن المستهدف في القصف هم منفذو عملية الفندق التي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين الأسبوع الماضي في السادس من يناير/ كانون الثاني.
وبحسب مصادر محلية فلسطينية فإن القصف استهدف مجموعة من المسلحين التابعين لكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس - الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، في بيان تعقيباً على الحادث "إن المؤسسة الأمنية الفلسطينية تؤكد على أنه في ظل التقدم الذي تحرزه المؤسسة الأمنية لفرض الأمن والنظام وبسط سيادة القانون، وفي ظل المرونة التي أبدتها المؤسسة الأمنية مع المبادرة التي أطلقها المجتمع المحلي في مدينة جنين لمعالجة الأوضاع الراهنة، أقدم جيش الاحتلال، على قصف مخيم جنين بالصواريخ، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين".
وأضاف أن ماحدث "يٌعد تدخلا سافرا ومخططا له مسبقًا من أجل خلط الأوراق وإفشال كافة الجهود التي تُبذل في سبيل حفظ الأمن والنظام واستعادة الحياة إلى طبيعتها، كما يعكس نوايا الاحتلال المبيتة لتعطيل كل مسعى وطني يسهم في حماية الشعب الفلسطيني".
وأوضح رجب أن الأمن الفلسطيني سبق وأن عبر عن مخاوفه الجادة من تدخل جيش الاحتلال في اللحظات الأخيرة لإفشال عملية "حماية وطن"، وتعطيل المساعي والجهود التي تبذلها المؤسسة الأمنية لتحقيق الأمن والاستقرار لأبناء الشعب الفلسطيني".
هذا وكانت لجان الإصلاح، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي في مدينة جنين، قد أطلقت مبادرة تحت عنوان "وحدة الدم والمصير"، بهدف إنهاء الأحداث الجارية في مخيم جنين والمستمرة منذ أربعين يوما.
وتتضمن المبادرة، المكونة من ثمانية بنود، دعوة إلى إنفاذ سيادة القانون وتعزيز الأمن، مع حث القيادة الفلسطينية على مراجعة الآليات الحالية للتعامل مع أوضاع المخيم. يأتي ذلك في ظل حملة أمنية تشنها الأجهزة الأمنية ضد من تصفهم بالخارجين عن القانون داخل المخيم.
وأكدت لجان الإصلاح على ضرورة توحيد الجهود لتجاوز الأزمة وتحقيق السلم المجتمعي، مشددة على أهمية التعاون بين كافة الأطراف المعنية لضمان استعادة الاستقرار في المخيم.
من جانبها، اصدرت كتيبة جنين بيانا اكدت فيه موافقتها على المبادرة المقدمة من لجان الاصلاح و التي تهدف إلى حقن الدم الفلسطيني.
وتشن القوات الإسرائيلية غارات متكررة على البلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967.
ارتفعت وتيرة العنف في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون الإسرائيليون ما لا يقل عن 831 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ بدء حرب غزة، وفقا لوزارة الصحة.
وقُتل ما لا يقل عن 28 إسرائيليا في هجمات فلسطينية أو أثناء الغارات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة خلال نفس الفترة، وفقًا لأرقام رسمية إسرائيلية.
في الأسابيع الأخيرة، شهدت جنين أيضا عنفا فلسطينيا داخليا، حيث اشتبكت قوات السلطة الفلسطينية مع المسلحين الفلسطينيين.
واندلعت الاشتباكات وسط حمله كبرى تنفذها السلطة الفلسطينية على مخيم جنين بعد اعتقال قائد كتيبة جنين في 5 ديسمبر/ كانون الأول بتهمة حيازة أسلحة وأموال غير مشروعة.
وترى الفصائل المسلحة في جنين وأماكن أخرى أنها تقدم مقاومة أكثر فعالية للاحتلال الإسرائيلي من السلطة الفلسطينية، التي تنسق الأمور الأمنية مع إسرائيل.