آخر الأخبار

سوريا في قلب صراع المصالح الإقليمية بين تركيا وإسرائيل

شارك الخبر
سوريا في قلب صراع المصالح الإقليمية بين تركيا وإسرائيل

مع استمرار الأزمة السورية وتحولها إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، يتزايد التنافس بين تركيا وإسرائيل، اللتين تسعيان إلى تعزيز نفوذهما في سوريا وسط تغيرات جيوسياسية كبرى.

وبالتزامن، تحاول إيران إعادة ترتيب أوراقها للتأقلم مع المستجدات، فيما يبرز الدور العربي كعامل أساسي في أي تسوية مستقبلية. هذا المشهد المعقد يضع سوريا في قلب صراع مصالح إقليمي متعدد الأوجه.

صراع المصالح.. تركيا وإسرائيل في دائرة المنافسة

يشير الباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، خلال حواره لسكاي نيوز عربية إلى أن التحول الاستراتيجي الجاري في المنطقة يخلق فراغًا تسعى قوى متعددة لملئه، مثل تركيا وإسرائيل.

ويضيف أن تركيا تعمل على بناء جيش مؤقت يضم حوالي 80 ألف مقاتل، نصفهم من هيئة تحرير الشام، بينما تتخذ إسرائيل خطوات لتعزيز نفوذها الاستخباراتي في المنطقة، في إشارة إلى رغبتها بإنشاء منطقة عازلة تمتد إلى مشارف دمشق.

من جانبه، يرى المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية، جاهد توز، أن "تركيا تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتطهير شمال سوريا من المنظمات الإرهابية".

هذا السعي التركي يترافق مع جهود لنقل الخبرات التركية إلى سوريا الجديدة، حيث تعمل الوفود التركية بالتعاون مع دول عربية وأوروبية على إعادة بناء المؤسسات السورية.

إسرائيل مخاوف أمنية ومناورات إقليمية

الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين يصف الوضع بأنه "واقع جديد على الحدود الشمالية لإسرائيل"، مشيرًا إلى مخاوف من تحركات تركيا وظهور نظام جديد في سوريا قد يكون أكثر خطورة.

ويضيف أن إسرائيل تتخذ خطوات لضمان حدودها مع سوريا وتفادي أي تهديدات غير متوقعة، دون أن تكون لديها أطماع في الأراضي السورية.

ومع ذلك، يظل القلق الإسرائيلي حاضرًا، خاصة مع التوترات الناتجة عن التحركات الإيرانية في المنطقة. يوضح كوهين أن "الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر يُعد جزءًا من مخطط إيراني لتطويق إسرائيل عبر سوريا ولبنان".

إيران في معادلة جديدة

يرى سمير التقي أن إيران تحاول التكيف مع الوضع الجديد في سوريا، مستشهدًا بتصريحات خامنئي حول وجود 130 ألف مقاتل إيراني في سوريا، وهو ما يزيد من توتر الأوضاع.

ويشير إلى أن إيران تسعى لإعادة تشكيل نفوذها في سوريا، رغم الضربات المتكررة التي تعرضت لها من قبل إسرائيل وتركيا.

في الوقت نفسه، يلاحظ أن إيران تستغل الفوضى لزيادة تأثيرها في سوريا عبر استراتيجيات طويلة المدى، وهو ما يثير القلق لدى دول الجوار، بما في ذلك إسرائيل وتركيا.

أهمية الدور العربي في دعم الاستقرار وضمان الانتقال السياسي

وسط هذه التوترات، تحاول الدول العربية تقديم الدعم لضمان تحقيق مرحلة انتقالية شاملة في سوريا. ويرى جاهد توز أن الدول الخليجية، بما في ذلك السعودية وقطر، تشارك في جهود إعادة الإعمار من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وتنفيذ مشاريع في مجالات الصحة والتعليم.

لكن يبقى السؤال عن قدرة هذه الدول على لعب دور الوسيط الفاعل في ظل صراع المصالح الإقليمي بين اللاعبين الكبار.

مستقبل في مهب الريح

مع اشتداد التنافس الإقليمي والدولي، تبدو سوريا عالقة بين أطماع القوى الكبرى ومصالح اللاعبين الإقليميين. تركيا تسعى لتعزيز دورها كقوة رئيسية في إعادة الإعمار، بينما تخشى إسرائيل من تبعات أي تغيير في النظام السوري قد يعيد تشكيل الخارطة الأمنية في المنطقة.

وفي هذا السياق، يلخص سمير التقي الموقف بقوله: "التحولات الجارية في سوريا تعكس فراغًا استراتيجيًا خطيرًا قد يحدد مستقبل المنطقة لعقود".

سوريا، التي أصبحت مسرحًا لصراعات متعددة الأطراف، تقف على مفترق طرق. الخيارات المطروحة أمامها تتراوح بين تسويات سياسية هشة أو استمرار حالة الصراع المفتوح.

وفي ظل هذه الظروف، ستظل سوريا نقطة محورية في رسم ملامح شرق أوسط جديد، حيث لا تزال المعادلة الإقليمية والدولية غير واضحة المعالم.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا