جدد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في فعالية للمحافظين الشباب في فينيكس بولاية أريزونا، تعهده بإنجاز المشاريع، التي وعد بها في حملته الانتخابية.
وتحدث ترامب عن قضايا يضعها على رأس أولوياته، عندما يعود إلى البيت الأبيض رئيسا، يوم 20 يناير/ كانون الثاني القادم.
عن العبور الجنسي
تعهد ترامب بإنهاء "جنون العبور الجنسي"، في أول يوم من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
وأضاف قائلا: "بجرة قلم مني سأوقع مراسيم رئاسية في اليوم الأول، وسننهي جنون العبور الجنسي. وسأوقع مراسيم رئاسية لإنهاء التشويه الجنسي للأطفال، وإبعاد العابرين جنسيا من الجيش، ومن المدارس الابتدائية والثانوية".
وتعهد ترامب، أيضا بإبعاد "الرجال من الرياضات النسائية"، في إشارة إلى منع الرجال العابرين جنسيا من التنافس الرياضي مع النساء.
وقال أمام حشود من أنصاره الشباب، إن سياسة الولايات المتحدة الرسمية، تحت إدارة ترامب، ستكون أن هناك "جنسين اثنين، لا ثالث لهما: ذكر وأنثى".
وتنسجم تصريحات ترامب وتعهداته مع توجهات الحزب الجمهوري في التعامل مع مسألة العبور الجنسي، وفق قيم المحافظين، والتراجع عن القرارات، التي اتخذها الديمقراطيون، تحت إدارة جو بايدن وكامالا هاريس.
وبعد سيطرة الجمهوريون على غرفتي الكونغرس، فضلا عن سيطرتهم على البيت الأبيض، فإن ذلك سيسهل عليهم إقرار القوانين والتشريعات، التي توافق توجهاتهم وتنسجم مع قيمهم الاجتماعية والدينية والأخلاقية.
وقد أقر الكونغرس الأسبوع الماضي مادة في ميزانية الدفاع، تمنع تمويل عمليات العبور الجنسي لأطفال العاملين في الجيش.
عن إيلون ماسك
اضطر ترامب إلى الرد على خصومه السياسيين بشأن إيلوك ماسك بعدما تعاظم نفوذ أغنى رجل في العالم، وأصبح في رأي الديمقراطيين، وبعض الجمهوريين المتذمرين "الرئيس ماسك"، أو "رئيس وزراء" الولايات المتحدة.
وقال الرئيس المنتخب إن ماسك لن "يستولي على الرئاسة"، مضيفا أنه يحب أن يحيط نفسه "بالأذكياء من الناس". واتهم خصومه "بشن حملة لتشويه فترته الرئاسية الثانية بالحديث عن دور ماسك"، مثلما حاولوا "الطعن في شرعية فترته الرئاسية الأولى بالحديث عن روسيا".
وهذا في الواقع دليل على أن دور ماسك في إدارة ترامب أصبح يطرح أكثر من سؤال. فقد أفشل، بتغريداته على موقع أكس، اتفاق الحزبين في الكونغرس على ميزانية إنفاق الحكومة الفديرالية، وهو ما دفع الطرفين إلى تقليص المبلغ المتفق عليه لتجنب الإغلاق.
وقد اعترض ماسك على مبلغ 100 مليار دولار، الذي اقترحه الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، ووصف، على حسابه الذين يتابعه 200 مليون شخص على إكس، الاتفاق بأنه "فظيع، وإجرامي"، وطالب أعضاء الكونغرس الجمهوريين بتعطيله.
وأعلن ترامب تكليف ماسك بالإشراف على هيئة مهمتها مراقبة الفاعلية الحكومية بهدف تقليص النفاقات العامة. وقال عنه في حوار مع مجلة تايم إنه رجل "يضع البلاد قبل شركته. يعتبر ذلك أهم مشروع بالنسبة له، ويريد أن ينجزه".
ويعتقد الرئيس الأمريكي المنتخب أن أغنى رجل في العالم، الذين أنفق أكثر من ربع مليار دولار، حسب تقديرات رويترز، لمساعدته على الفوز بالانتخابات الرئاسية، "من بين القلائل الذين يتمتعون بالمصداقية للقيام بهذه المهمة".
ولكن خصومه ينبهون إلى أن شركات ماسك سبيس إكس، وتيسلا أبرمت العام الماضي فقط 17 صفقة مع الوكالات الحكومية الفديرالية. وسيكون إنفاق هذه الوكالات، وفق خطة ترامب، تحت رقابة الهيئة التي سيشرف عليها ماسك نفسه.
عن المهاجرين
كان ترحيل المهاجرين من الشعارات القوية التي رفعها دونالد ترامب في حملته الانتخابية. وقد أكسبته خطة الترحيل التي أعلن عنها شعبية كبيرة في أوساط الناخبين اليمينيين والمحافظين. وتعهد "بأكبر عملية في تاريخ الولايات المتحدة"، وشرع في الإعداد لها.
وتتضمن خطته ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين، البالغ عددهم حاليا 11 مليون نسمة، خلال أربعة أعوام. ولكنه قال إنه يريد أن يستثني من يسميهم "بالحالمين"، وهم المهاجرون الذين دخلوا الولايات المتحدة أطفالا، رفقة أوليائهم أو أقاربهم.
ويعتزم ترامب أيضا إلغاء حق اكتساب الجنسية عن طريق الميلاد في الولايات المتحدة. ولكن مشروعه يواجه صعوبة قانونية، لأن هذا الحق منصوص عليه في تعديل دستوري، ومدعوم بقرار من المحكمة العليا، صادر في عام 1898.
وحض الرئيس المنتخب الجمهوريين إلى إدخال تعديل على الدستور يلغي حق اكتساب الجنسية عن طريق الميلاد. وقال ترامب في هذا الشأن: "ربما يتعين علينا العودة إلى رأي الشعب". ولكن تعديل الدستور الأمريكي عملية معقدة.
وأوكل ترامب مهمة تنفيذ خطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، إلى مراقب الحدود، توم هومان، الذي وصف الهجرة غير الشرعية "أكبر ثغرة في الأمن في البلاد، ينبغي سدها"، حض الكونغرس على توفير التمويل المالي لخطته في ميزانية الحكومة الفديرالية.
عن قناة بنما
هدد ترامب باستعادة السيطرة على قناة بنما إذا لم تخفف الحكومة البنمية الرسوم المفروضة على السفن الأمريكية التي تعبر القناة. وقال في تجمع شعبي في أريزونا: "الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة. إنها غير منصفة. لابد لهذا النهب لبلادنا أن يتوقف فورا".
وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب غضب الرئيس البنمي الذي قال إن "كل متر مربع في القناة والمنطقة المحيطة بها" ملك لبلاده. وأضاف خوزي راوول مولينو أن: "سيادة بنما واستقلالها غير قابلين للتفاوض".
ويبلغ طول قناة بنما 82 كيلومترا. وتربط بين المحطي الأطلسي والمحيط الهادئ. وتمر عبرها 1400 سفينة أمريكية سنويا، من بينها سفن نقل السيارات والسلع المختلفة، وناقلات الغاز الطبيعي، فضلا عنن السفن الحربية.
ويعود فتح القناة إلى عام 1900. وكانت الولايات المتحدة، منذ ذلك التاريخ تسيطر عليها حتى عام 1977. ثم بدأ التنازل الأمريكي التدريجي عنها، إلى أن استلمت الحكومة البنمية الإشراف التام والوحيد عللى القناة في عام 1999.