تحتضن الكويت في الفترة من 21 ديسمبر كانون الأول 2024 وحتى 3 يناير كانون الثاني 2025 النسخة السادسة والعشرين من بطولة كأس الخليج لكرة القدم أو "خليجي 26"، بمشاركة ثمانية منتخبات عربية، مقسمة إلى مجموعتين، كما هو النظام السائد في البطولة في الفترة الأخيرة.
البطولة تجري بنظام المجموعتين، بتقسيم المنتخبات الثمانية إلى مجموعتين تضم كل منها أربعة فرق، تتنافس فيما بينها لصعود أول فريقين إلى نصف النهائي، قبل خوض المباراة النهائية لتحديد بطل المسابقة.
وجاءت فكرة تنظيم البطولة للمرة الأولى على هامش دورة الألعاب الأولمبية 1968، بعدما طرح الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود أمير مكة المكرمة الفكرة، وطرحها الوفد البحريني في الأولمبياد على ستانلي روس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا وقتها، وبعد العودة من الأولمبياد عقد الاتحاد البحريني اجتماعا لمناقشة الفكرة، وهو ما نتج عنه إقامة الدورة الخليجية الأولى في البحرين في 1970 بمشاركة أربعة منتخبات هي الكويت والبحرين والسعودية وقطر.
الكويت سيطرت على البطولة لأربع دورات مختلفة حتى كسر العراق الهيمنة الكويتية بالفوز بدورة 1979، وظلت البطولة حكراً على المنتخبين لعشر دورات متتالية، حتى فاز المنتخب القطري بدورة 1992، ثم السعودية في 1994، لتفوز بها جميع المنتخبات المشاركة بها باستثناء اليمن، وعددها سبع منتخبات.
الكويت هو المنتخب الأكثر تتويجا باللقب برصيد عشر مرات، ثم العراق أربع مرات، فالسعودية وقطر ثلاث مرات لكل منهما، ثم مرتين لكل من الإمارات وعمان، ومرة واحدة للبحرين.
ويعد الكويتي جاسم يعقوب هو الهداف التاريخي لبطولات كأس الخليج، بتسجيل 18 هدفاً في ثلاث دورات فقط، بعد ثلاثة أهداف في دورة 1972، ثم الحصول على لقب الهداف في دورتي 1974 و1976، ثم الاعتزال بداعي الإصابة، ومن خلف يعقوب يأتي السعودي ماجد عبد الله والعراقي حسين سعيد، وكل منهما له 17 هدفاً، ثم الكويتيان جاسم الهويدي وفيصل الدخيل بتسجيل 14 هدفاً، ثم القطري منصور مفتاح والإماراتي علي مبخوت بـ13 هدفاً لكل منهما.
فيما يعد العراقي عمو بابا هو الأبرز في تاريخ المدربين، إذ قاد منتخب بلاده للفوز باللقب ثلاث مرات، ضمن سبعة مدربين عرب فازوا بالكأس، أولهم المصري طه الطوخي الذي قاد الكويت للقب الخليجي الأول في 1970.
ورغم عدم وجود نظام واضح لفترة إقامة الدورة، إذ كانت كل سنتين في البداية، ثم أصبحت كل ثلاث سنوات، ثم أخذت في التراوح بين كل سنتين لكل أربع سنوات، إلا أن عدد المنتخبات شبه ثابت، إذ بدأت بأربع منتخبات، وأخذ عدد الدول المشاركة في التزايد حتى وصل لثمان منتخبات، بداية من الدورة السابعة عشرة في 2004 وحتى الآن، للدورة العاشرة في الكويت على مدار أكثر من عشرين عاماً.
قرعة خليجي 26 أجريت في العاصمة الكويت، في 9 نوفمبر تشرين الثاني 2024، أي قبل أقل من شهر ونصف من انطلاقها، وأسفرت عن وقوع منتخبات الإمارات وقطر وعمان بجانب الكويت في المجموعة الأولى، ومنتخبات العراق والسعودية والبحرين واليمن في المجموعة الثانية، وستجري المنافسات على ملعبيّ جابر الأحمد الدولي والصليبخات.
وتضم البطولة سبعة منتخبات من بين المنتخبات الـ18 المتأهلة للمرحلة الأخيرة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وهي كل منتخبات البطولة باستثناء اليمن، الذي فشل في التأهل للمرحلة الثالثة في التصفيات، وفيها تقع منتخبات الإمارات وقطر سويا في المجموعة الأولى، والعراق وعمان والكويت في المجموعة الثانية بجانب منتخبي الأردن وفلسطين، أما المجموعة الثالثة ففيها تتنافس السعودية مع البحرين.
ويحصل بطل خليجي 26 على مليون دولار كجائزة مالية، فيما يحصل الوصيف على 470 ألف دولار، وصاحب المركز الثالث على 140 ألف دولار.
وبعد إقامة الدورة السابقة في العراق، ومرورها دون مشكلات خاصة مع حضور المنتخب الكويتي للبطولة، استضافت الكويت منتخب العراق لأول مرة منذ حرب الخليج في مواجهة رسمية عندما تواجه الفريقان في سبتمبر الماضي ضمن تصفيات التأهل لكأس العالم 2026، وقوبل المنتخب العراقي بحفاوة بالغة، إلا أن المباراة شهدت العديد من المشكلات، صاحبها استقالة مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بسبب سوء التنظيم والفوضى، لعدم ربط التذاكر بأرقام المقاعد وهو ما تسبب في دخول عدد كبير من المشجعين بدون تذاكر، وحرمان من قاموا بشراء التذاكر من الحضور، فضلاً عن إقامة المباراة في درجة حرارة عالية، وعدم توفير مياه شرب للحضور، ما أدى لحالات إغماء واختناق، وتساؤلات كثيرة حول قدرة الكويت على تنظيم خليجي 26، خاصة وأن الدورة الأخيرة التي نظمتها الكويت خليجي 23، شهدت انهيار جزء من الحاجز الزجاجي لمدرج ستاد جابر، ما نتج عنه إصابة عدد من جماهير منتخب عمان الذين كانوا يحتفلون بالتتويج باللقب.
إلا أن الكويت استعانت بخبرات شركة عالمية ذات الخبرة في تنظيم الأحداث الرياضية، ومنها كأس العالم 2022 في قطر، وتولي مسؤولية البوابات الإلكترونية وإصدار التذاكر وتحسين خدمات الملاعب وغيرها، في الوقت الذي أكدت فيه إدارة البطولة أن جميع ملاعب التدريب جاهزة بعد استكمال أعمال الصيانة، وأن الملعبين الذين سيحتضنان المنافسات تم الانتهاء من صيانتهما بالكامل، كما أعلنت اللجنة المنظمة عن طرح تذاكر مباريات البطولة عبر تطبيق "حياكم" التابع للجنة، من أجل تنظيم أكثر لعملية الحضور الجماهيري.
ولا تعد مشكلات الملاعب والجماهير فقط هي أهم ما قد يعوق الدورة، ولكن كذلك المشكلات الكروية الفنية، إذ كون الدورة خارج أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا يعني عدم سماح الأندية الخارجين للاعبين المحترفين لخوض البطولة مع منتخباتهم، كالسعودي سعود عبد الحميد لاعب روما الإيطالي، والعماني محسن الغساني مهاجم نادي بانكوك التايلاندي، كذلك الجدول زمني وضغط المباريات الذي قد لا يساعد اللاعبين على تقديم أفضل لياقة بدنية ممكنة.