آخر الأخبار

هل الأشخاص شديدو الحساسية أكثر عرضة للاضطرابات النفسية؟ دراسة بريطانية تُجيب

شارك

أظهرت دراسة حديثة أن الحساسية العالية، باعتبارها سمة شخصية، قد تشكّل عاملًا مزدوجًا: من جهة تجعل أصحابها أكثر عرضة للاضطرابات النفسية، ومن جهة أخرى تمنحهم قدرة أكبر على الاستفادة من العلاجات النفسية.

الدراسة، التي أجرتها جامعة سوري (University of Surrey) وجامعة كوين ماري (Queen Mary University) في لندن ونُشرت في مجلة Clinical Psychological Science، استندت إلى مراجعة شاملة لـ33 دراسة سابقة.

وأكدت الدراسة وجود علاقة بين هذه السمة وعدد من حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب الوسواسي القهري (OCD) واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، فضلًا عن رهاب الخلاء (Agoraphobia) والرهاب الاجتماعي واضطراب الشخصية التجنبية.

من هي الشخصية شديدة الحساسية؟

الأشخاص ذوو الحساسية العالية يتميزون بملامح واضحة: يميلون إلى تحليل كل ما يحيط بهم والتدبر فيه بعمق، ويعيشون تجاربهم العاطفية بشكل مضاعف مقارنة بالآخرين، كما أنهم أكثر عرضة للإرهاق بسبب استجابتهم القوية للمؤثرات الحسية.

ومع ذلك، فإن هذه السمة تجعلهم أيضًا أكثر تجاوبًا مع العلاجات النفسية المختلفة مقارنة بالأشخاص الأقل حساسية.

مصدر الصورة جلسة علاج نفسي Canva

البروفيسور مايكل بلويس، أستاذ علم النفس التنموي في جامعة سوري وكبير مؤلفي الدراسة، شدّد على أن "الحساسية العالية ليست مرضًا بحد ذاتها، بل سمة شخصية تفرض على الأطباء والأخصائيين النفسيين اعتماد نهج علاجي أكثر دقة".

وأضاف أن الأفراد شديدي الحساسية أكثر عرضة للإصابة بعدة اضطرابات ، لكنهم أيضًا أكثر استجابة لبعض التدخلات النفسية، ما يعني أن العلاج الموحد لا يفي بالغرض مع هذه الفئة.

أهمية إدماج الحساسية في الممارسات العلاجية

توم فالكنشتاين، الباحث في جامعة كوين ماري والمعالج النفسي والمؤلف الرئيسي للدراسة، أوضح أن نتائج البحث تشير إلى ضرورة إدماج الحساسية بشكل أكبر في الممارسة السريرية.

وقال: "يبدو أنها تمثل عامل خطر تشخيصي مهم، إذ يُقدّر أن نحو 31% من عامة السكان يمكن اعتبارهم شديدي الحساسية".

وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد يستجيبون بشكل أفضل لبعض التدخلات مثل إعادة الهيكلة المعرفية، والوعي الذهني، والعلاجات التي تركز على العواطف.

وخلص إلى أن الحساسية لا تتعلق فقط بمسببات الاضطرابات النفسية، بل تمتد لتشمل مجالات العلاج ، وبناء الوعي النفسي، والوقاية من الانتكاسات.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار