في خطوة قد تغيّر مشهد صناعة السيارات اليابانية، تستعد شركتا هوندا موتور ونيسان موتور للدخول في مفاوضات حول اندماج محتمل، وفقا لما نقلته صحيفة نيكي اليابانية وأوردته بلومبيرغ في تقريرها.
والاندماج المقترح -وفق بلومبيرغ- قد يتوسع لاحقا ليشمل شركة ميتسوبيشي موتورز، بهدف تشكيل تحالف قوي يُمكنه مواجهة المنافسة الشرسة من عمالقة السيارات الكهربائية مثل تسلا وشركات صناعة السيارات الصينية.
وتعد نيسان المساهم الأكبر في ميتسوبيشي بحصة 24%، تحت الشركة القابضة.
وتعاني نيسان من ضعف الطلب في الصين والولايات المتحدة، مما دفع شركة صناعة السيارات اليابانية إلى خفض التكاليف.
وكانت الشركة قالت الشهر الماضي إن صافي أرباحها في النصف الأول من العام هوى بأكثر من 90% عن العام الماضي، وخفضت توقعات أرباحها التشغيلية السنوية بنحو 70%.
وتخطط الشركتان لتوقيع مذكرة تفاهم تتضمن بحث إمكانية تأسيس شركة قابضة جديدة تتشارك فيها "هوندا" و"نيسان" حصصا متساوية في الأسهم، وفقا لما ذكرته نيكي من دون الإفصاح عن مصادرها.
وبموجب هذا الاتفاق، ستعمل الشركة الجديدة تحت كيان موحد، وهذا يعزز قدرات الشركتين التنافسية ويتيح لهما الاستفادة من الموارد المشتركة لزيادة كفاءتهما في قطاع السيارات الكهربائية المتنامي.
ويعكس هذا التحالف محاولة الشركات اليابانية الرائدة الحفاظ على مكانتها في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الصناعة.
وتشير نيكي إلى أنه مع تزايد هيمنة تسلا في سوق السيارات الكهربائية العالمية وتقدّم شركات صينية مثل بي واي دي، فرضت ضغوط كبيرة على الشركات التقليدية لتسريع تحولها نحو التكنولوجيا النظيفة.
كما أن التحالف المحتمل بين "هوندا" و"نيسان" قد يمثل فرصة لتقاسم التكاليف الاستثمارية الباهظة المرتبطة بتطوير السيارات الكهربائية والبطاريات، إلى جانب الابتكار في الأنظمة الذكية حسب بلومبيرغ.
ويأتي هذا الاندماج المقترح في وقت تواجه فيه الشركات اليابانية ضغوطا متزايدة للحاق بركب التحول الرقمي والتكنولوجي الذي تقوده الشركات الأميركية والصينية.
وفي حال انضمام ميتسوبيشي موتورز لاحقا إلى هذا التحالف، فإن ذلك سيزيد من حجم الكيان الجديد وقوته السوقية، ليصبح منافسا رئيسا في سوق السيارات الكهربائية العالمية.
ومن خلال هذا الاندماج المحتمل، تسعى الشركات اليابانية لاستعادة ريادتها في قطاع السيارات ومواكبة التحولات الكبرى التي تشهدها السوق العالمية، كما تشير بلومبيرغ إلى أهمية هذه التحركات في ضوء التحوّلات المستمرة نحو المركبات الخضراء والمستدامة.
وأصدرت هوندا ونيسان الثلاثاء بيانين يفيدان بأن الشركتين لم تعلنا أي اندماج بينهما.
وقالت الشركتان في بيانين منفصلين "مثلما أُعلن في مارس/آذار من هذا العام، تستكشف هوندا ونيسان إمكانيات مختلفة للتعاون في المستقبل، والاستفادة من نقاط قوة كل منهما"، مضيفتين أنهما ستبلغان الأطراف المعنية بأي مستجدات في الوقت المناسب.
بالإضافة إلى ذلك، قالت شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو -وهي مساهم رئيسي في نيسان- إنها ليس لديها معلومات ورفضت التعليق.