في عرض لأبرز ما تناولته الصحف، أشارت وول ستريت جورنال إلى انسجام الموقفين الأمريكي والإسرائيلي حيال إيران، مع تشديد مشترك على نزع سلاح حماس. وفي لوموند، طُرح مونديال 2026 على أنه بطولة مثقلة بالاعتبارات السياسية وارتفاع الكلفة بما قد يحدّ من قدرة الجمهور الواسع على متابعتها. أما نيويورك تايمز، فناقشت تصاعد المخاوف من الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التساؤل حول الجهة السياسية التي قد تمثل الأصوات المطالبة بتقييد نفوذه.
في مقال لهيئة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أشارت الصحيفة إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مار-آيه- لاغو، لم يُظهر أي مؤشرات على وجود "انقسام" بينهما، خلافاً لما "تروج" له كثير من وسائل الإعلام.
ورغم تصريحات ترامب التي أكد فيها أن العلاقة بينهما "لا يمكن أن تكون أفضل من ذلك"، فإن الأهم، بحسب الصحيفة، يتمثل في تقارب موقفيهما إزاء قضايا سياسية رئيسية، وفي مقدمتها الملف الإيراني.
إذ يذكر المقال أن إيران تسرّع إعادة بناء قدراتها الصاروخية الباليستية، وهو ما تعدّه إسرائيل "تهديداً وجودياً"، لافتاً من أن تراكم هذه الصواريخ قد "يُغرق" أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وحلفاء واشنطن حتى دون سلاح نووي.
وترى الصحيفة أن توحيد الموقف في مواجهة إيران يُعدّ الخيار الأكثر فاعلية لدفع النظام إلى القبول باتفاق يقيّد برنامجيه النووي والصاروخي، بما يجنب إسرائيل شنّ ضربة جديدة. غير أن الرئيس ترامب حذّر من أنه إذا سعت إيران إلى "إعادة البناء"، فإن الرد سيكون حاسماً، قائلاً: "سنسقطهم ونقضي عليهم تماماً".
أما في ما يخص غزة، فتوضح الصحيفة موقف الرئيس ترامب من خلال تحديده أولوياته؛ فعندما سُئل عن موعد الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام، التي تشمل حكومة جديدة وإعادة الإعمار، أجاب: "بأسرع ما يمكن، لكن لا بد من نزع السلاح. علينا نزع سلاح حماس".
وترى الصحيفة أن ترامب محق في تقديم ملف نزع السلاح، وبحسب المقال فإنه لا يمكن تحقيق السلام ما دامت حماس تحتفظ بسلاحها الذي يشكّل أساس سيطرتها على غزة. وتقول هيئة التحرير أن حتى أكثر خطط التنمية الاقتصادية طموحاً، التي يطرحها مبعوثو الولايات المتحدة جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، لن تغيّر هذه الحقيقة.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن تسريبات إعلامية تفيد برغبة بعض مستشاري ترامب في "تقييد" إسرائيل على مختلف الجبهات، إلا أنها أشارت إلى أن الرأي العام الإسرائيلي، بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلص إلى أنه "لا يمكن السماح مجدداً "للجماعات الجهادية" بالحكم وبناء قوة عسكرية بلا رادع على حدود إسرائيل"، معتبرة أن هذه السياسة جديرة بدعم الولايات المتحدة.
وتنشر صحيفة لوموند الفرنسية مقال رأي لستيفان لوير، يعتبر فيه أن مونديال 2026، المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بين 11 و27 يونيو/حزيران، سيفتقر إلى "الحياد السياسي وسيكون باهظ الكلفة".
يقول الكاتب إن من أبرز مهارات جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قدرته على التكيّف مع بلد استضافة كأس العالم.
يشير لوير إلى أن رئيس الفيفا نظّم حفلاً لتسليم جائزة سلام استُحدثت خصيصاً للمناسبة، في إطار مساعٍ للتقارب مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي يطمح، إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام.
وفي السياق نفسه، يوضح الكاتب أن أكبر حدث رياضي في العالم ينطلق هذه المرة تحت راية "الولاء السياسي"، متجاهلاً الالتزام القانوني للفيفا بالـ"حياد". ويذكر لوير أن منظمة حقوق الإنسان "فير سكوير" أحالت القضية إلى لجنة الأخلاقيات في الاتحاد الدولي لكرة القدم، معتبرة، بحسب ما ورد في المقال، أن دعم إنفانتينو للأجندة السياسية لترامب يهدد نزاهة وسمعة كرة القدم والفيفا نفسها.
ويلفت المقال إلى أن هناك تناقضاً واضحاً بين ما صرّح به إنفانتينو في عام 2018 حول حياد كأس العالم وما يجري اليوم. ويعتبر أن المشكلة تكمن في استخدام مفاهيم كبيرة مثل "الشمولية" دون تطبيقها عملياً، إذ تحوّلت البطولة، بحسب رأيه، إلى حدث مكلف يصعب على معظم الجماهير حضوره، ما يجعلها حكراً للنخبة الثرية والميسورة فقط. بدل أن تكون متاحة للجميع كما تقتضي روح كرة القدم.
ويوضح أن أسعار التذاكر ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بمونديال قطر، عام 2022، تزامناً مع تكاليف سفر وإقامة مرتفعة بسبب امتداد البطولة عبر ثلاث دول شاسعة، تفصل بين ملاعبها آلاف الكيلومترات.
وبحسب المقال، تبدو هذه النسخة من كأس العالم، التي يصفها الكاتب بأنها "مفتقرة إلى الحياء"، متجهة نحو تحقيق نجاح مالي كبير. ففي غضون أسبوعين فقط، تم بيع أكثر من مليوني تذكرة من أصل سبعة ملايين متاحة. ويُتوقع أن تحقق البطولة ضعف إيرادات نسخة قطر.
يقول الكاتب إن الاتحاد الدولي لكرة القدم، رغم كونه منظمة غير ربحية، يروّج لفكرة أن تضاعف الإيرادات سيصب في مصلحة كرة القدم الشعبية، غير أن الواقع، بحسب تعبيره، يعمّق شعوراً بخيبة الأمل لدى المهتمين بكرة القدم.
ويختتم الكاتب بالتساؤل حول ما قد يحمله تنظيم كأس العالم 2034 في السعودية، مشيراً إلى أن إعلان رئيس الفيفا قراره عبر حسابه الشخصي على إنستغرام، خارج الآليات المعتادة لاختيار الدولة المضيفة، يُعدّ، بحسب المقال، دلالة على حرصه على إرضاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالتوازي مع تأكيده الالتزام بالحياد السياسي وسهولة الوصول والشمولية.
بدأت ميشيل غولدبرغ مقالها المنشور في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالتأكيد على أن للذكاء الاصطناعي استخدامات مفيدة وواضحة، لا سيما في المجال الطبي. لكنها في المقابل تشير إلى أن قائمة الأضرار التي يُحدثها هذا التطور التقني طويلة ومقلقة.
وتعتقد الكاتبة أن انعكاسات الذكاء الاصطناعي على الوظائف باتت سلبية بصورة واضحة، خاصة على الباحثين عن عمل الذين يجدون أنفسهم "عالقين في مسار شاق ومُحبِط تهيمن عليه أنظمة الذكاء الاصطناعي"، وسط توقّعات بأن تتفاقم هذه الآثار في الفترة المقبلة، بحسب المقال.
وتنقل غولدبرغ عن الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان ، إذ كتب في يونيو/حزيران: "سيكون معدّل تحقيق العجائب الجديدة هائلاً. ومن الصعب حتى تخيّل ما سنكون قد اكتشفناه بحلول عام 2035؛ ربما ننتقل من حل مسائل في فيزياء الطاقة العالية في عام إلى بدء استعمار الفضاء في العام التالي".
وترى الكاتبة أنه رغم أن المخاوف من التقنيات الجديدة غالباً ما تكون مبالغاً فيها، إلا أنها تشبّه الذكاء الاصطناعي بالـ" قنبلة النووية" أكثر من كونه اختراعاً إنتاجياً.
وتثير الكاتبة جملة من التساؤلات مع اقتراب انتخابات عام 2026، أبرزها: أيّ حزب سيتبنّى تمثيل الأمريكيين الرافضين لتغلغل الذكاء الاصطناعي في حياتهم والداعين إلى تقييد نفوذه؟. ويخلص المقال إلى أنه في المستقبل القريب سيتضح ليس فقط كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الديمقراطية، بل إلى أي مدى يمكن الحفاظ عليها.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة