قضت هيئة محلفين في ولاية مينيسوتا الأميركية -أمس الجمعة- بإلزام شركة جونسون آند جونسون بدفع تعويضات قدرها 65.5 مليون دولار لامرأة أميركية -وهي أم لـ3 أطفال- بعد أن خلصت إلى أن بعض منتجات الشركة عرّضتها لمادة الأسبستوس، مما أسهم في إصابتها بسرطان الرئة.
ووفقا للتفاصيل، رأت هيئة المحلفين أن المدعية آنا جين هوتون كارلي (37 عاما) تستحق التعويض بعدما استخدمت بودرة الأطفال التي تنتجها الشركة خلال سنوات طفولتها، قبل أن تُصاب لاحقا بمرض ورم المتوسطة، وهو نوع نادر وخبيث من السرطان يرتبط في الأساس بالتعرض لمادة الأسبستوس المصنّفة كمادة مسرطنة.
خلال محاكمة استمرت 13 يوما أمام محكمة مقاطعة رامزي، عرض الفريق القانوني للمدعية آنا جين هوتون كارلي دفوعه ضد شركة جونسون آند جونسون، مؤكدا أن الشركة واصلت بيع وتسويق منتجات قائمة على "بودرة التلك" للمستهلكين رغم علمها باحتمال تلوثها بمادة "الأسبستوس". وأشار محامو كارلي إلى أن عائلتها لم تتلقَّ أي تحذيرات بشأن المخاطر المحتملة لاستخدام المنتج على الأطفال، لافتين إلى أن المنتج سُحب من الأسواق الأميركية عام "2020".
وقال بن برالي، محامي كارلي، إن "هذه القضية لم تكن تتعلق بالتعويضات فقط، بل كانت تتعلق بالحقيقة والمساءلة".
وفي المقابل، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن إريك هاس، نائب الرئيس العالمي للتقاضي في شركة جونسون آند جونسون، قوله في بيان إن الشركة فازت بـ"16 قضية من أصل 17″ تتعلق بسرطان المبيض رُفعت ضدها سابقا، معربا عن توقعه تحقيق نتيجة مماثلة عند استئناف الحكم الصادر أمس الجمعة.
ووصف هاس قرار هيئة المحلفين بأنه "يتعارض مع عقود من التقييمات العلمية المستقلة" التي تؤكد، بحسب قوله، "سلامة بودرة التلك وخلوها من الأسبستوس وعدم تسببها في السرطان".
استبدلت شركة جونسون آند جونسون بودرة الأطفال التي تنتجها في معظم أنحاء أميركا الشمالية بنشا الذرة عام 2020 بعد انخفاض المبيعات.
وفي أبريل/نيسان، رفض قاضٍ في محكمة الإفلاس الأميركية خطة جونسون آند جونسون لدفع 9 مليارات دولار لتسوية دعاوى قضائية تتعلق بسرطان المبيض وأنواع أخرى من سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي، المرتبطة بمنتجات تحتوي على "بودرة التلك".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، منحت هيئة محلفين في لوس أنجلوس تعويضا قدره 40 مليون دولار لامرأتين، بعد اقتناعها بادعائهما بأن "بودرة التلك" الخاصة بجونسون آند جونسون تسببت في إصابتهما بسرطان المبيض.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، ألزمت هيئة محلفين أخرى في كاليفورنيا الشركة بدفع "966 مليون دولار" لعائلة امرأة توفيت بمرض "ورم المتوسطة"، بعدما خلصت إلى أنها أُصيبت بالسرطان نتيجة استخدام "بودرة أطفال" ملوثة بمادة "الأسبستوس".
وفي القضية الأخيرة، منحت هيئة المحلفين تعويضات بقيمة 18 مليون دولار لمونيكا كينت، و22 مليون دولار لديبورا شولتز وزوجها. وقال محاميهم دانيال روبنسون في ولاية كاليفورنيا: "كل ما فعلوه هو إظهار ولائهم لشركة جونسون آند جونسون كعملاء لمدة 50 عاما فقط. كان هذا الولاء من طرف واحد".
المصدر:
الجزيرة