آخر الأخبار

علماء: الخوف شعور مُعدٍ يُمكن أن ينتقل بين الناس دون سبب

شارك
(تعبيرية نقلاً عن "أيستوك")

يعد الخوف من المشاعر البشرية الشائعة، لكن ما لا ينتبه له الكثير من الناس هو أن الخوف قد يكون معدياً وقد ينتشر بين الناس دون أي سبب، أي أن الخائف سرعان ما ينشر الخوف في الأوساط المحيطة به وهو لا يدري، كمن يخاف في الطائرة فيبث شعوراً لمن حوله بأن ثمة كارثة ستحل بالجميع.

وفي هذا السياق ذكر تقرير مختص نشره موقع "بوبيولار ساينس" أن "الخوف ليس مجرد شعور شخصي، بل ينتشر من خلال البصر والشم وحتى اللاوعي".

وقال أراش جافانباخت، عالم النفس في جامعة واين ستيت ومؤلف كتاب "الخوف: فهم غرض الخوف وتسخير قوة القلق": "نحن كائنات اجتماعية نتعلم من الآخرين. في كثير من الأحيان، نتعلم ما يجب أن نخافه من الآخرين. لذا، باختصار: نعم، إذا كنتَ محاطاً بأشخاص خائفين، ستشعر بالخوف أيضاً".

وأضاف جافانباخت: "يجب أن يكون الخوف معدياً. شعور الخوف بدائي وتطور في الغالب مع وضع التهديدات الجسدية في الاعتبار، فإذا خاف شخص ما من حيوان مفترس، فإن الآخرين ينتبهون ويتفاعلون حتى لو لم يدركوا التهديد مباشرة. لقد ساعد تعلم ما يجب أن نخافه من الآخرين البشر على البقاء على قيد الحياة".

ويؤكد العلماء أن الشعور بخوف الآخرين يؤدي إلى تنشيط اللوزة الدماغية، وهي جزء من الدماغ يستجيب للتهديدات، ثم ترسل هذه اللوزة إشارات إلى الحصين لتنشيط الجهاز العصبي، مما يطلق موجة من الأدرينالين تسرع نبضات القلب وتزيد من سرعة التنفس. وكل هذا جزء من استجابة الجسم للقتال أو الهروب، مما يمنح الإنسان دفعة من الطاقة لمواجهة التهديدات أو الهروب منها.

ويقلد البشر بعضهم البعض بشكل طبيعي، وفي هذا السياق قال جاسيك ديبيك، وهو طبيب نفسي: "العديد من المشاعر اجتماعية بطبيعتها. نحن لا نختبرها فحسب، بل نتواصل ونشاركها مع الآخرين أيضاً".

وتُظهر الدراسات أن البشر يمكنهم تطوير الخوف من شيء ما بمجرد مشاهدة الآخرين يتعرضون لصدمة منه. وحتى الوجوه الخائفة يمكنها تنشيط اللوزة الدماغية لدى الآخرين، مما يشير إلى أن الخوف يمكن أن ينتشر لا شعورياً. وتشير هذه النتائج إلى أنه يمكننا تعلم الخوف من الآخرين دون تجربة مباشرة للموقف "المخيف".

كما أن الحيوانات الأخرى، مثل بعض القوارض، "تقلد" الخوف أيضاً، فعندما تسمع الفئران نداءات الاستغاثة من فئران أخرى تتألم، فإنها تتجمد خوفاً.

وقال ديبيك: "قد ينتقل الخوف بوسائل عديدة، حيث يعتمد البشر بشكل كبير على البصر والسمع، بينما تعتمد الحيوانات الأخرى بشكل أكبر على الروائح والإشارات السمعية".

وغالباً ما تستجيب الحيوانات بقوة للرائحة، فعندما تشعر بالخوف أو تتعرض للإصابة، تطلق العديد من الكائنات الحية - من أسماك الزيبرا إلى النمل - مواد كيمياوية تسمى الفيرومونات. وتحذر إشارات الإنذار "الشمية" هذه من الأخطار المحتملة وتثير الخوف لدى الحيوانات الأخرى من نفس النوع.

ولسنوات، شكك العلماء في قدرة البشر على "شم رائحة الخوف" لأننا نفتقر إلى عضو وظيفي للكشف عن الفيرومونات. ومع ذلك، تُظهر الدراسات الآن أننا نستطيع "شم رائحة الخوف"، فعندما نفعل ذلك، يطلق دماغنا إشارات كيمياوية تنشط اللوزة الدماغية، بحسب ما أورد تقرير "بوبيولار ساينس".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار