آخر الأخبار

تتألم وتخاف مثلنا - هل يجب حظر استخدام الحيوانات في الرياضة؟

شارك
إساءة معاملة الحيوانات في الرياضة ولأغراض الترفيهصورة من: Oscar Gonzalez/picture alliance

يستخدم البشر الحيوانات منذ آلاف السنين للترفيه الرياضي. لكن هناك الآن المزيد من المخاوف الأخلاقية بشأن ذلك. وتزداد الأسئلة حول رعاية الحيوانات .

"في أستراليا لدينا سباق خيول كبير كل عام وهو كأس ملبورن. ويثير هذا السباق جدلا متزايدا. ففي كل عام تقريبا تتعثر الخيول في هذا السباق وتكسر أرجلها وتموت"، تقول هيذر براونينغ، التي تعمل أستاذة للفلسفة في جامعة ساوثهامبتون البريطانية في مجال حماية الحيوانات والأخلاق والوعي.

في مثل هذه السباقات غالبا ما يتم إعطاء الخيول أدوية أو جلدها بالسياط حتى تحقق الأداء المطلوب. تقول جوانا غروسمان، المستشارة السياسية الرئيسية لمنظمة "معهد رعاية الحيوان" (Animal Welfare Institute) الأمريكية لحماية الحيوانات : "هناك مخاطرة بأموال طائلة، وهناك مدربون أو أطباء بيطريون عديمو الضمير مستعدون لدفع الخيول إلى أقصى حدودها".

في سباقات الخيل والقفز يجب تحقيق أعلى مستويات الأداء، ولكن كيف يمكن تحفيز الحيوانات على ذلك؟صورة من: Scott Serio/picture alliance

الحيوانات تشعر بالألم والخوف

لطالما كان مدى شعور الحيوانات بالألم والمعاناة والخوف موضوعا مثيرا للجدل. وحسب غروسمان فإن هذا جعل "استغلالها" أسهل. لكن في السنوات الأخيرة تشكلت مجموعة متعددة التخصصات من الباحثين، الذين يدرسون قدرة الحيوانات على الشعور بالسعادة أو المعاناة.

"الجميع لديهم فرضية راسخة بأن الثدييات: الكلاب والخيول والقرود تشعر بالألم مثلنا نحن البشر. لديها أدمغة تشبه أدمغتنا من الناحية الهيكلية"، تقول براونينغ. وفي الوقت الحالي هناك إجماع واسع على أن الطيور والأسماك كائنات حساسة أيضا.

سباقات الكلاب محظورة في معظم البلدان

بعض الرياضات الشعبية التي تعتمد على أداء الحيوانات تم حظرها بالفعل في عدة بلدان. ومن بينها سباقات الكلاب، حيث تطارد الكلاب السلوقية طُعما ميكانيكيا. وكانت هذه الرياضة تجذب أحيانا عددا من المشاهدين أكبر من سباقات الخيل الشهيرة وظلت لعدة عقود من وسائل الترفيه الجماهيري المفضلة.

لكن في الآونة الأخيرة تزايدت الانتقادات الموجهة إلى هذه الرياضة بسبب حياة الحيوانات الوحيدة في الأقفاص وطرق التدريب القاسية. وتقول براونينغ: "التدريب الذي يضمن أداء الحيوانات جيدا قاسٍ للغاية ويقوم على العقاب. وأكبر مصدر للقلق، فيما يتعلق برفاهية الحيوانات، هو ما يحدث لها عندما لا تكون هناك حاجة إليها بعد الآن".

لا تزال سباقات الكلاب مسموحة في عشرة بلدان حول العالم منها إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية.

في عام 2022 لقي 306 كلبا حتفهم في سباقات الكلاب في المملكة المتحدة وحدها، وأصيب أكثر من 4300 كلبا بجروح.صورة من: Zac Goodwin/empics/picture alliance

العروض التي تضم حيوانات برية تقل شعبيتها

كما أن عروض السيرك التقليدية التي تضم حيوانات برية مثل الفيلة والنمور والزرافات والأسود تتعرض لانتقادات متزايدة. وينطبق الأمر نفسه على استخدام الدلافين والأوركا وغيرها من الحيوانات البحرية في العروض. "إنها تتعرض للاستغلال بشكل حقيقي حتى تتصرف بالطريقة التي يطلبها منها المدرب. الحيوانات البرية الغريبة التي من المفترض أن تعيش في البرية لا تميل إلى أداء الحيل"، كما تقول غروسمان، التي تضيف: "لذلك قد يكون من الضروري ضربها حرفيا لإخضاعها وإجبارها على القيام بذلك".

لقد أصبح الآن استخدام الحيوانات البرية في السيرك محظورا في العديد من البلدان، بما في ذلك بوليفيا وكوستاريكا والهند وإيران. لكنه لا يزال قانونيا في العديد من البلدان الأوروبية. لذلك طالب مليون مواطن من الاتحاد الأوروبي في عام 2021 بحظر استخدام الحيوانات البرية في عروض السيرك، بعد أن أظهرت الدراسات أن ما يقرب من 90 في المائة من الحيوانات التي تم إنقاذها من السيرك الأوروبي كانت تعاني من اضطرابات سلوكية أو إيذاء ذاتي أو مشاكل جسدية.

في فرنسا سيتم حظر استخدام الحيوانات البرية في السيرك اعتبارا من عام 2028. وفي ألمانيا لا يزال عرض الحيوانات البرية في السيرك قانونيا حتى الآن. ومع ذلك فإن 75 في المائة من السكان في هذا البلد يؤيدون الحظر، خاصة بعد أن أصبح المزيد من الناس على دراية بالظروف التي تعيش فيها الأسود والدببة والقرود في السيرك. وتوضح براونينغ: "يبدو أنه لا توجد طريقة لإيواء الحيوانات في حظائر كبيرة ومتطورة بما يكفي أثناء نقلها إلى أماكن مختلفة".

الرياضات الدموية ليس لها مستقبل

الرياضات الدموية مثل مصارعة الثيران، حيث يتنافس ثور وماتادور في عرض عام هي أيضا موضع جدل كبير اليوم. وحسب منظمة الرفق بالحيوان الأوروبية يُقتل حوالي 250 ألف ثور سنويا في العالم في مصارعات منظمة.

منذ منتصف الستينيات تم صيد الأوركا بشكل مكثف من أجل أحواض السمك، مما أدى إلى تفكيك مجموعات كاملة من هذه الحيوانات الاجتماعية. وقد لقي العديد من هذه الحيوانات حتفها.صورة من: Howard Lipin/picture alliance

وبالنسبة لغروسمان فإنّ مصارعة الثيران هي "رياضة عنيفة وقاسية للغاية" تقوم على الوحشية. "إذا كان الهدف الوحيد هو إرهاب حيوان مسكين وقتله في النهاية، فإن هذا يمثل بالنسبة لي مثالا صارخا على المعاناة غير الضرورية وغير المبررة".

لكن الخبر السار هو أن مثل هذه الرياضات الدموية يتم حظرها في المزيد من البلدان، كما تقول غروسمان. فقد تم حظر مصارعة الثيران في العديد من الدول التي كانت تحظى فيها بشعبية في الماضي، بما في ذلك الأرجنتين وكندا وكوبا وإيطاليا وبريطانيا. ولا تزال مصارعة الثيران قانونية في ثمانية بلدان فقط، منها إسبانيا وفرنسا والبرتغال.

وعلى الرغم من أنه، بحسب ما تقول غروسمان، سيظل هناك دائما أشخاص يرون أن الرياضات الدموية يجب أن تظل قانونية، فإن عدد المنتقدين في تزايد مستمر. مثل الآلاف الذين يحتجون ضد مصارعة الثيران في إسبانيا على سبيل المثال. وقد لاحظت "أن الجمهور يهتم أكثر بكثير بحماية الحيوانات ".

كيف يمكن استخدام الحيوانات في الرياضة بطريقة مسؤولة؟

"طريقة إيواء الحيوانات ورعايتها تلعب دورا كبيرا. فهي لا تقضي معظم حياتها في ممارسة الرياضة. ويتم قتل الكثير منها ببساطة عندما تصبح غير مفيدة. ولهذا السبب فإن اللوائح المناسبة مهمة للغاية"، كما تقول براونينغ.

بعد حظر مصارعة الثيران في المكسيك عام 2022 حصلت جمعيات مصارعة الثيران على حق مواصلة هذا التقليد الذي يعود إلى 500 عام.صورة من: Manu Fernandez/AP/picture alliance

وترى غروسمان أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت أيضا في إظهار ما يحدث خلف الأبواب المغلقة للناس.

"يرى الجمهور في الأفلام ما يحدث بالفعل"، تقول. وتوافقها براونينغ الرأي. فعندما يرى الناس كيف يتم إساءة معاملة الحيوانات قد لا يرغبون في دفع المال مقابل شيء له علاقة بتعذيب الحيوانات.

أعده للعربية: م.أ.م/ تحرير: صلاح شرارة

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار