آخر الأخبار

قبل 120 سنة.. صوتت النرويج بـ99.95% للانفصال عن السويد

شارك
خريطة للعام 1847 لمملكة السويد والنرويج المتحدة

خلال فترة الحروب النابليونية التي عصفت بالقارة الأوروبية منذ مطلع القرن التاسع عشر، شهدت أوروبا عام 1814 ظهور مملكة السويد والنرويج المتحدة. وعلى الرغم من اتحادهما بدولة واحدة، احتفظت كل من النرويج والسويد بقوانين ودساتير وهيئات تشريعية وإدارات وعملات مختلفة. من جهة ثانية، هيمنت وزارة الخارجية السويدية على السياسة الخارجية لمملكة السويد والنرويج المتحدة.

وبسبب هذا الكم الهائل من الاختلاف بين الطرفين، لم يصمد الاتحاد بين البلدين طويلاً حيث انهار عام 1905 عقب استفتاء شهدته النرويج وأيدته الأغلبية الساحقة من النرويجيين.

توحيد السويد والنرويج

منذ منتصف القرن السادس عشر، كانت النرويج موحدة مع الدنمارك ضمن دولة واحدة. وبسبب تحالفها مع نابليون بونابرت أثناء فترة الحروب النابليونية، اتجهت كل من بريطانيا وروسيا لمعاقبة هذه الدولة عن طريق إقرار فصلها عن بعضها. وبالتزامن مع ذلك، قرر البريطانيون والروس منح النرويج للسويد لتعويضها عن خسارتها لفنلندا لصالح روسيا عام 1809 وتكريمها على وقوفها بجانب التحالف الموجه ضد فرنسا بالحروب النابليونية.

وحسب معاهدة كيل (Kiel) للعام 1814، وافقت مملكة الدنمارك والنرويج على الانقسام والتخلي عن النرويج التي ضُمت للسويد عقب ضغوط روسية وبريطانية.

رفضت النرويج هذا الأمر واتجه برلمانها لإعلان الاستقلال. وعقب تبني البرلمان لدستور جديد للبلاد يوم 17 مايو (أيار) 1814، انتُخب الأمير كريستيان فريدريك (Christian Frederick) ملكاً للنرويج وحمل اسم كريستيان الثامن. أثارت هذه الخطوة غضب السويد التي لم تتردد في التدخل عسكرياً ضد النرويج مجبرةً الملك كريستيان الثامن على التنازل عن عرشه. وبحلول نوفمبر (تشرين الثاني) 1814، عُيّن الملك السويدي تشارلز الثالث عشر (Charles XIII) ملكاً على النرويج ليصبح بذلك ملكاً على ما عرف حينها بمملكة السويد والنرويج المتحدة.

استقلال النرويج عقب استفتاء

صمدت هذه الوحدة لأقل من 100 عام. فأواخر مايو (أيار) 1905، مرر المجلس التشريعي النرويجي قراراً، سانده رئيس الحكومة النرويجية كريستيان ميشالسين (Christian Michelsen)، لإنشاء سفارات نرويجية مستقلة عن السويدية بالدول الأجنبية. ومع نقض ملك السويد والنرويج أوسكار الثاني (Oscar II) لهذا القرار، أعلنت الحكومة النرويجية استقالتها. رفض الملك أوسكار الثاني هذه الاستقالة، وأكد عجزه عن تكوين حكومة جديدة للنرويج. أمام هذا الوضع، أعلنت الهيئة التشريعية النرويجية إنهاء الوحدة مع السويد وتحدثت عن استقالة أوسكار الثاني بسبب عجزه عن تكوين حكومة.

صورة لملك السويد أوسكار الثاني

من جهتها، كانت السويد مستعدة لقبول انفصال النرويج. وللموافقة على ذلك، اشترطت السويد إجراء استفتاء شعبي بالنرويج وتأييد أغلبية ساحقة للاستقلال.

يوم 13 أغسطس (آب) 1905، شهدت النرويج استفتاء تاريخياً لتحقيق استقلالها. وبهذا الاستفتاء، الذي شارك فيه 368208 أشخاص، صوت 368208 نرويجيين، أي 99.95 بالمائة، لصالح الاستقلال، بينما صوت 184 شخص، أي 0.05 بالمائة، فقط بـ"لا" للاستقلال.

مع نجاح الاستفتاء، توصلت النرويج والسويد لاتفاقية حول بنود الاستقلال يوم 23 سبتمبر (أيلول) 1905. وبالشهر التالي، وافق الملك السويدي على منح النرويج كامل مطالبها السيادية.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار