فبينما استثمرت شركات كبرى مثل "OpenAI" و"أنثروبيك" و"غوغل" مليارات الدولارات في تدريب نماذج عملاقة، بدأت الشركات الناشئة في تغيير قواعد اللعبة.
وتركز الشركات الناشئة على تخصيص الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العملية وواجهات الاستخدام، بدلًا من التوسع في تدريب النماذج الأساسية، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
التحول واضح، لم تعد الشركات الناشئة ترى نماذج التأسيس كميزة استراتيجية، بل كسلعة يمكن استبدالها بسهولة، مثل "حبوب البن" التي تُباع إلى مقاهٍ كبرى مثل "ستاربكس".
المستخدم النهائي لم يعد يهتم إذا كان المنتج يعتمد على GPT-5 أو كلاود أو جيميني طالما أن الأداء متشابه.
يُضعف هذا الواقع نفوذ الشركات العملاقة التي اعتُبرت في السابق "المفتاح الذهبي" لثورة الذكاء الاصطناعي.
فالعوائد المتناقصة من التوسع في التدريب المسبق جعلت التقدم الأهم يتحقق اليوم من خلال الضبط الدقيق والتعلم المعزز، أي في مرحلة ما بعد التدريب.
ومع وفرة البدائل مفتوحة المصدر، يتضاءل الهامش الربحي لنماذج الأساس، مهددًا بتحويل كبريات الشركات إلى مورّدين ثانويين في سوق سلعية.
صحيح أن هذه المختبرات العملاقة لا تزال تمتلك أوراق قوة مثل البنية التحتية الضخمة، والسيولة، والانتشار العالمي، لكن استراتيجيتها القائمة على "الأكبر هو الأفضل" لم تعد مغرية كما كانت.
ومع إنفاق مليارات على سباق قد لا يمنحها أي ميزة دائمة، تبدو رهانات بعض اللاعبين، مثل "ميتا"، شديدة الخطورة.
بكلمات أخرى، قد يكون المستقبل القريب للذكاء الاصطناعي ملكًا للشركات التي تبني التطبيقات، وليس بالضرورة للشركات التي تملك النماذج.