ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية، بعد الهزيمة القاسية التي تعرّض لها المنتخب المصري لكرة القدم أمام منتخب الأردن بثلاثة أهداف دون رد في بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر.
وبهذه النتيجة، ودّع المنتخب المصري البطولة من دور المجموعات دون تحقيق أي فوز، مكتفياً بنقطتين من تعادلين أمام الكويت والإمارات، في خسارة وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ مواجهات المنتخبين.
ورغم الجدل الذي رافق الخسارة، التزم لاعبو المنتخب الصمت ولم يدلوا بتصريحات عقب المباراة. وفي المؤتمر الصحفي، قال المدير الفني حلمي طولان إنه "يتحمل الخسارة والخروج من كأس العرب"، مؤكدًا مسؤوليته الكاملة عن النتيجة.
لم يخض المنتخب المصري بطولة كأس العرب 2025 بتشكيلته الأساسية، فبحسب ما ورد في الصحف المحلية الرسمية، كان المنتخب الأول يستعد لاستحقاقات أكثر أهمية، وعلى رأسها بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 التي ستنطلق في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر/كانون أول الجاري، وهو ما دفع اتحاد الكرة إلى إرسال تشكيلة بديلة بقيادة حلمي طولان بدلًا من حسام حسن المدرب الرسمي للمنتخب الأول.
وشملت القائمة المشاركة عدداً كبيراً من اللاعبين المحليين ومن العناصر التي لا يتم استدعاؤها بانتظام إلى المنتخب الأول، سواء كانوا بدلاء قليل المشاركة أو لاعبين صاعدين، في إطار تجنّب إرهاق لاعبي الصف الأول قبل المنافسات الكبرى.
وقد أثار هذا التوجه جدلًا واسعًا، إذ رأى البعض أنه كان من الأسباب التي ساهمت في الأداء المتراجع للمنتخب خلال البطولة وفي الخسارة أمام الأردن.
أعقبت الخروج المبكر موجة كبيرة من الانتقادات والاتهامات، سواء من محللين أو جماهير أو مسؤولين سابقين.
فبينما أعلن حلمي طولان تحمّله المسؤولية عن النتيجة، فقد وجّه في الوقت نفسه انتقادات لاتحاد الكرة، معتبرًا أن المنتخب "لم يُمنح الظروف المناسبة" للمنافسة. وأوضح طولان أن رفض إيقاف الدوري المحلي قبل البطولة أدى إلى غياب عدد من اللاعبين الأساسيين، مضيفًا أن بعض المسؤولين في الاتحاد "أهانوا" المنتخب، على حد وصفه.
من جانبه، قال وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، إن الخسارة أمام الأردن كانت "صعبة على الجماهير"، مشددًا على أن الهزيمة لا يمكن تفسيرها بالاعتبارات الفنية فقط. وطالب الوزير اتحاد الكرة بتقديم تقييم واضح لأسباب الأداء الضعيف، مؤكدًا أن الجماهير "تستحق تفسيرًا شفافًا" وأن المستوى لم يكن "على قدر التوقعات".
وانضم لاعبون سابقون إلى موجة الانتقادات، بينهم وائل جمعة الذي وصف ما حدث بأنه "مسلسل فشل"، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عما وصفه بـ"الفضيحة". كما عبّر هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، عن "استيائه الشديد" من الخروج من البطولة، معتبرًا أن الأداء "لم يرتقِ لتوقعات الجماهير".
وتنوّعت الاتهامات بين من حمّلوا المدرب مسؤولية ضعف الأداء وعدم وضع خطة واضحة، وبين من رأوا أن الأولوية التي تُمنح للدوري والأندية على حساب المنتخب الوطني تسببت في إضعاف الفريق خلال البطولة.
أثار الخروج من كأس العرب حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.
فقد أبدى كثيرون استياءهم من الأداء، واعتبروا النتيجة "مخيبة للآمال". وانتقد آخرون الاعتماد على لاعبين ومدربين كبار في السن، مطالبين باللجوء إلى أساليب تدريب وتخطيط حديثة شبيهة بما قدمه المنتخب الأردني.
كما رأى البعض أن ما حدث يعكس أزمات أعمق في المنظومة الكروية، وأن الخروج من البطولة لن يؤدي بالضرورة إلى إصلاحات ملموسة في كرة القدم المصرية.
ويذهب محللون ومتابعون إلى أن خروج مصر من كأس العرب 2025 قد يشير إلى تحديات أعمق تواجه المنتخب والمنظومة الفنية والإدارية، وسط مخاوف من أن تستمر آثارها على الاستعدادات للبطولات المقبلة، وعلى رأسها كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة، التي تتأهل إليها مصر وسط آمال كبيرة من الجماهير.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة