"الجشع كلفني السجن".. هكذا عبَّر لاعب كرة قدم سابق عن ندمه، بعدما تحول من لاعب واعد في الدوري الإنجليزي إلى متورط في واحدة من أكبر شبكات التلاعب بنتائج المباريات، ، جنى من ورائها ملايين الجنيهات، قبل أن ينتهي به المطاف في السجن.
وقال سوايبو، الذي سبق له أن اختير أفضل لاعب شاب في كريستال بالاس، في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إنه التقى في أغسطس 2012 بـ"تان سيت إنغ"، الرجل قصير القامة صاحب النفوذ الهائل، والذي وُصف بأنه زعيم أكبر شبكة تلاعب في نتائج المباريات حول العالم، وذلك في جناح فخم بفندق في "مايفير" بالعاصمة البريطانية لندن.
وأضاف اللاعب الذي نشأ في جنوب العاصمة البريطانية لندن: لم يكن يحتاج لرفع صوته. كانت له هيبة صامتة. وعدني بـ20 ألف جنيه إذا خسرنا المباراة في اليوم التالي ضد إيستبورن.
بهذا العرض، دخل سوايبو عالم التلاعب بالمباريات، وسرعان ما بدأ بالعمل مع المراهنين في الأسواق الآسيوية، وجمع أكثر من مليون جنيه إسترليني خلال سبع مباريات فقط، وكان يقود سيارة فيراري في شوارع لندن.
وأكد سوايبو أن الجشع كلفه غالياً، بعدما التقى بمجموعة إجرامية أخرى كانت تخضع لمراقبة الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، ليتم الحكم عليه في عام 2015 بالسجن 16 شهرًا، قضى منها أربعة فقط.
يقول سوايبو إن تجربة السجن كانت قاسية، مليئة بالعنف، لكن زيارة ابنته "تاليا"، التي كانت في الثانية من عمرها آنذاك، كانت نقطة التحول.
وأضاف: رؤيتها تدخل السجن لزيارتي حطمتني. شعرت أن كل المال الذي جنيته لا يساوي شيئاً أمام تلك اللحظة. قلت لنفسي إنني لا أريد أن أحظى بهذا الشعور مجدداً.
وبعد مرور عشر سنوات، يعيش سوايبو حياة مختلفة تمامًا. فقد أسّس شركة متخصصة في مكافحة الفساد الرياضي، ويتعاون مع هيئات كبرى مثل فيفا واللجنة الأولمبية الدولية.
وأتبع: اللاعبون الذين يخشون الاستبعاد أو يسعون لفرص في أوروبا يكونون في غاية الضعف. علينا أن نغيّر ثقافة كرة القدم، من القمة إلى القاعدة.
وأصبح اللاعب السابق الآن محاضرًا في مؤتمرات كبرى، منها كلمة ألقاها أمام ألف مندوب من "فيفا" في سنغافورة، وزيارة إلى مقر اللجنة الأولمبية الدولية في لوزان.
وزاد سوايبو: أفهم عقلية غرفة الملابس. أستطيع أن أشرح مخاطر المراهنات في 90 ثانية. المشكلة تزداد عالميًا. لم يعد الأمر يتطلب لقاءات سرية في الفنادق. مجرد اتصال بالإنترنت يكفي لتثبيت نتيجة.
وعن الدافع الذي قاده إلى هذا الطريق، قال: لم يكن لدي قدوة في طفولتي. كنت أعيش كمسؤول منذ سن 12. وكنت أحياناً لا أتقاضى أجري. كنت هشاً، واستعملت ذلك كتبرير لما فعلته.
وختم سوايبو: ربما لا أستطيع القول إن نهايتي كانت سعيدة، لكنني مؤمن أن القبض عليّ أنقذ حياتي. اليوم أنام بضمير مرتاح، بفضل السجن والعلاج والفهم.