آخر الأخبار

"الهافو" سوزوكي .. كاتب التاريخ وضحية العنصرية

شارك الخبر

كتب زيون سوزوكي التاريخ بعدما بات أول حارس مرمى ياباني ينتقل إلى الدوري الإيطالي عبر نادي بارما في يوليو الماضي، بعد 178 يوماً من تعرضه لإساءات عنصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب الهزيمة أمام العراق في دور المجموعات بكأس آسيا.

سوزوكي، يطلق عليه لقب "هافو"، وهو مصطلح باللغة اليابانية يعني "النصف" ويُستخدم للإشارة إلى شخص لديه أصول مختلطة مع أصوله اليابانية، وينظر إليهم المجتمع الياباني إليهم على أنهم "نصف يابانيين" ولا يتمتعون بقدرات الطفل الياباني العادي.

ولم يكن سوزوكي قد خاض سوى أربع مباريات فقط مع اليابان، حين ظهر في أول بطولة كبرى مع بلاده حين شارك بكأس آسيا في قطر، وتسبب في خسارة "الساموراي" أمام العراق، قبل توديع البطولة أمام إيران من ربع النهائي.

ولد صاحب الـ 22 عاماً في ولاية أركنساس بأميركا، إذ يحمل والده صاحب الأصول الغانية، الجنسية الأميركية، بينما تعود أصوله اليابانية لأمه، حيث انتقلت عائلته إلى أوراوا في اليابان بعد ولادته بفترة وجيزة.

الحارس الذي بدأ مسيرته مع أوراوا رد دايموندز وتدرج في الفئات السنية، إلى أن وصل للفريق الأول وساهم في الفوز بدوري أبطال آسيا 2022، كان أكثر ما أحبطه عقب مباراة العراق ليس الانتقادات، لكنه كان يود أن يتوقف الناس عن التعليق على عرقه.

وقال هاجيمي مورياسو مدرب منتخب اليابان: أشعر بخجل وخزي شديد وفزع إزاء تعرض لاعبنا سوزوكي للتمييز العنصري. سأدعمه بأي شكل ممكن من أجل ضمان أن يكون بكامل تركيزه.

ومهد نادي سانت ترويدن البلجيكي، الذي تملكه شركة "إنترنت" مقرها طوكيو منذ عام 2017 والذي يملك العديد من اللاعبين اليابانيين، الطريق لسوزوكي للانتقال إلى أوروبا في أغسطس 2023، قبل أن ينضم إلى بارما في يوليو الماضي حين فاجأ الجميع بحديثه بالإيطالية في المؤتمر الصحافي، كما شارك في مباريات فريقه كاملة حتى الآن.

وتشير دراسات حديثة أجريت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى أن واحدًا من كل 30 طفلًا في اليابان يولدون لأزواج من أعراق مختلفة، ويؤدي ذلك إلى ولادة حوالي 20 ألف إلى 30 ألف طفل من أصول مختلطة سنويًا، وتشمل هذه التقديرات فقط الأطفال المولودين في اليابان ولا تشمل أولئك الذين ولدوا لأزواج يابانيين وأجانب في الخارج ثم انتقلوا إلى اليابان لاحقاً.

وربما تكون لاعبة التنس الشهيرة نعومي أوساكا، التي ولدت في اليابان لأب أميركي من أصل هايتي وأم يابانية، وانتقلت إلى أميركا عندما كانت طفلة، هي الأكثر شهرة بين الرياضيين من "هافو".

وكشفت أوساكا سابقاً معاناتها كـ"هافو" في اليابان إذ قالت لصحيفة "الغارديان": "سمعت مناقشة بين لاعبتين محليتين للتنس، حيث قالت إحداهما: تلك الفتاة السوداء، هل من المفترض أن تكون يابانية؟"، بينما اقترح ثنائي يقدمان فقرة كوميدية في اليابان أنها "تحتاج إلى بعض المُبيض" لأنها "محترقة بشدة من الشمس".

وعانى روي هاشيمورا نجم الدوري الأميركي لكرة السلة من العنصرية أيضاً كونه وُلد لأب بنيني وأم يابانية.، إذ قال عام 2021، إنه "يتلقى رسائل عنصرية كل يوم تقريبًا".

ويشكو العديد من الأطفال "الهافو"من أنهم سمعوا كلمات بذيئة بحقهم في المدارس، مما يدفع بعض العائلات لنقل أطفالهم إلى بلادهم الأصلية.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

إقرأ أيضا