آخر الأخبار

أقدم دليل على إشعال النار في تاريخ البشرية

شارك





كشف علماء بقيادة المتحف البريطاني عن أقدم دليل معروف على القدرة على إشعال النار والتحكم بها، وذلك بعد العثور على آثار تعود إلى أكثر من 400 ألف عام في موقع بارنهام، سوفولك.

صورة تعبيرية / salt / Gettyimages.ru

وعثر فريق البحث في الموقع على قطعة طين مسخّنة وفؤوس يدوية من الصوان تضررت بفعل الحرارة، إضافة إلى قطعتين صغيرتين من معدن البيريت الحديدي (معدن طبيعي يُستخدم لضرب الصوان، محدثا شرارات لإشعال الوقود)، يُرجّح أنهما استُخدمتا لإشعال النار من قبل مجموعات مبكرة من إنسان نياندرتال. ويؤكد هذا الكشف أن البشر كانوا قادرين على إشعال النار قبل نحو 350 ألف عام مما كان يُعتقد سابقا.

ورغم أن مواقع عدة في إفريقيا تشير إلى استخدام النار الطبيعية منذ أكثر من مليون عام، فإن اكتشاف بارنهام يمثل أول دليل واضح على إشعال النار وإعادة استخدامها بشكل متكرر، وهو ما يعد خطوة مفصلية في مسار التطور البشري. وحتى وقت قريب، كان أقدم دليل مؤكد على إشعال النار يعود إلى نحو 50 ألف عام في شمال فرنسا.



وقال الدكتور روب ديفيس، من المتحف البريطاني: "إن القدرة على إشعال النار والتحكم بها كانت من أهم محطات التطور البشري، لما وفرته من فوائد عملية واجتماعية أسهمت في تغيير مسار البشرية".

وأمضى الفريق أربع سنوات لتحليل الأدلة والتأكد من أن الطين المسخّن لم يكن ناتجا عن حرائق غابات طبيعية. وأظهرت التحاليل الجيوكيميائية أن المواد تعرّضت لدرجات حرارة تجاوزت 700 درجة مئوية، مع وجود دلائل على استخدام النار في الموضع نفسه مرارا، ما يشير إلى وجود موقد بدائي استخدمه البشر في فترات متعددة.

ويرى العلماء أن القدرة على إشعال النار مكّنت الإنسان المبكر من اختيار مواقع التخييم بحرية أكبر، ومنحت مجموعاته القدرة على الطهي وتسخير النار للبقاء في البيئات القاسية. كما ساهم الطهي في تحسين الهضم وتوفير طاقة غذائية أكبر دعمت نمو الدماغ واتساع حجم التجمعات البشرية.

وأصبحت النار كذلك محورا للتواصل الاجتماعي وتطوير اللغة ورواية القصص والتخطيط الجماعي، ما شكّل بيئة أساسية لنمو القدرات المعرفية لدى الإنسان القديم.

ومن جانبه، قال البروفيسور نيك أشتون، أمين مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني: "إنه أبرز اكتشاف في مسيرتي، والدليل على فهم مبكر لخصائص الصوان والبيريت مثير للإعجاب حقا".

ويشير الفريق إلى أن الدراسة تظهر دلائل أخرى على سلوكيات متقدمة في تلك الحقبة، مثل صناعة الأدوات الخشبية والعظمية واستخدام المواد اللاصقة في تثبيت الأدوات، ما يعكس تحولا كبيرا في السلوك البشري بين 500 ألف و300 ألف عام مضت.

وترجّح الدراسة أن هذه التطورات لم تقتصر على إنسان نياندرتال في غرب أوراسيا، بل ربما ظهرت بشكل مواز لدى أسلاف دينيسوفان في الشرق، وأسلاف الإنسان العاقل في إفريقيا.

نشرت الدراسة في مجلة Nature.

المصدر: ديلي ميل

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار