بدأ متعافون من مرض الإدمان مرحلة جديدة من حياتهم، بعد أن أثبتوا قدرة على الالتزام والاستمرارية في تحقيق التعافي وتجاوزوا محطات بالغة الصعوبة، لجأوا فيها إلى مركز «إرادة» للعلاج والتأهيل في دبي، الذي احتفل بتخرجهم في احتفالية إنسانية شارك فيها أفراد من أسرهم كانوا عوناً لهم طوال فترة المرض.
وتفصيلاً، احتفل مركز «إرادة» للعلاج والتأهيل في دبي بتخريج الدفعة الـ10 من منتسبي البرنامج العلاجي والتأهيلي، تزامناً مع ختام «عام المجتمع»، وفي محطة جديدة تعكس دور المركز في دعم المتعافين وتمكينهم من الاندماج الإيجابي والمستدام في المجتمع.
وشهد الحفل تخريج 48 متعافياً من أصل 105 التحقوا بالبرنامج في دورته الأخيرة، بنسبة نجاح بلغت 46%، إلى جانب تكريم 39 متعافياً ممن أمضوا أكثر من عام في رحلة العلاج والتأهيل، تقديراً لالتزامهم واستمراريتهم في رحلة التعافي.
وقال المدير التنفيذي لمركز «إرادة» للعلاج والتأهيل في دبي عبدالرزاق أميري، إن تخريج الدفعة الـ10 يمثل محطةً مهمة في مسيرة أصحاب الإرادة، ويجسد رؤية المركز في تقديم نموذج علاجي متكامل يضع الإنسان في صميم الاهتمام، ويعزّز من دوره كفرد فاعل ومنتج في المجتمع.
وأوضح أن البرنامج العلاجي والتأهيلي في مركز «إرادة» يمتد لمدة تراوح بين خمسة وستة أشهر، ويقدّم منظومة متكاملة من الخدمات العلاجية والتأهيلية لمرضى الإدمان، تشمل العلاج الطبي والنفسي، والعلاج التعويضي، وبرامج تأهيلية متخصصة، من أبرزها برنامج «ماتريكس»، وبرنامج الخطوات الـ12، والبرنامج الديني، إضافة إلى برامج داعمة تشمل إدارة الغضب، والمجموعات العلاجية، والجلسات الفردية والأسرية، والأنشطة البدنية، وذلك ضمن نهج شامل يراعي الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية للمتعافين.
وأكد أن «تزامن هذا الإنجاز مع ختام عام المجتمع يؤكد أهمية تكامل الأدوار بين الأسرة والمؤسسات والمجتمع في دعم رحلة التعافي المستدامة، ويعكس التزام مركز (إرادة) بتمكين المتعافين بالمهارات والقيم التي تساعدهم على بناء مستقبل صحي ومستقر، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة وتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية».
وشهد حفل تخريج الدفعة الـ10 لحظات إنسانية مؤثرة تعكس حجم التحديات والجهود المبذولة على مدار رحلة التعافي، سواء من جانب المرضى الذين قاوموا مرضاً صعباً ومدمراً، أو من جانب الخبراء والاستشاريين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المركز الذي تمكن من تخريج 10 دفعات منذ إطلاقه في عام 2022 ما يعكس فاعلية البرامج العلاجية والتأهيلية التي يقدمها، واستمرارية جهوده في دعم التعافي وتعزيز الصحة المجتمعية.
وأشار المركز إلى أن هذا الإنجاز يأتي انسجاماً مع مستهدفات عام المجتمع، التي تركز على ترسيخ قيم التلاحم المجتمعي، وتعزيز مسؤولية المؤسسات في تمكين الأفراد ودعم اندماجهم، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك وصحي ومستدام.
يُذكر أن المركز يطبق خطة علاج متكاملة في إطار برنامج «ماتريكس» تلزم المريض بحضور 70% من الجلسات الجماعية، إضافة إلى جلسات فردية ومتابعة مع الأطباء والعلاج الدوائي، لأن المركز يصمم مساراً مستقلاً لكل مريض.
ويُعد تجاوز المريض لبرنامج «ماتريكس» مؤشراً إيجابياً، لأن مؤشر التعافي المبكر يكون بعد إكماله أول 90 يوماً من العلاج، يخضع خلالها لخطة تداوٍ مكثفة، سواء داخل المركز أو في العيادات الخارجية، وبمرور الوقت تقل نسبة انتكاسة المرضى الذين يصلون إلى هذه المرحلة.
ويؤكد المركز أهمية دور الأسر في رحلة العلاج، من آباء وأمهات وأشقاء وزوجات، إذ تحمل كل حالة قصة ملهمة لأسرة قرّرت احتواء مريضها ومساعدته، مشيراً إلى أن المتعافين هم أقرب إلى عائدين من رحلة بالغة الصعوبة، ولايزال أمامهم طريقاً طويلاً يتحتم عليهم السير فيه.
وبحسب حالات عدة، رصدتها «الإمارات اليوم»، فإن كثيراً من المرضى الذين لجأوا إلى مركز «إرادة» لم يكن لديهم قناعة كاملة في البداية بفعالية العلاج، ومنهم الذي أتى بهدف ما، ربما لتهدئة غضب أسرته أو مسايرتها، لكن يتغير الوضع حين يلتحقون ببرنامج «ماتريكس»، إذ يكتشفون أنهم ليسوا أصحاب تجربة فريدة، بل إنها معاناة متكررة يرونها في أقرانهم الذين يلتحقون معهم بالبرنامج ذاته، ومن ثم يُبنى جدار من الثقة، وتأهيل نفسي ومعرفي وسلوكي، ومنهم الذي يستكمل الرحلة بنجاح، ومنهم الذي ينتكس مرات عدة إلى أن يسترد حياته أو يفقدها بشكل أو بآخر.
المصدر:
الإمارات اليوم