تجسّد «أجندة دبي الاجتماعية 33» خريطة استشرافية لترسيخ المكانة العالمية المرموقة لدولة الإمارات، حاضراً ومستقبلاً، حيث تُعد واحدة من أسرع الخطط التنموية في ترسيخ أسس التنمية الاجتماعية المستدامة، وتوفير الخدمات التي تتصل بحياة الأفراد المباشرة من صحة وسكن وتعليم وثقافة ورياضة وتنمية المجتمع، عبر العمل على تحقيق خمس غايات.
وتفصيلاً، تمثل «أجندة دبي الاجتماعية 33» التي تقدر ميزانيتها بـ208 مليارات درهم، خريطة طريق لمجتمع دبي للسنوات الـ10 المقبلة، لتحقيق ما تصبو إليه الإمارة في مستويات سعادة الأسرة وترابطها، وتوفير أرقى المعايير في الإسكان، والرعاية الصحية، والوصول إلى بناء منظومة تعليمية أكثر قدرة على تلبية طموحات دبي المستقبلية، وتحصين منجزها بالمجتمع الأكثر تسامحاً وتمسكاً بالهوية الوطنية.
وحددت «أجندة دبي الاجتماعية 33» ستة مستهدفات طموحة للعقد المقبل، حيث يتمثل المستهدف الرئيس في أن تكون دبي من أفضل ثلاث مدن عالمياً في مستوى المعيشة، وأن يكون متوسط العمر الصحي المتوقع لمواطني دبي ضمن الـ10 الأفضل عالمياً، وأن تكون جودة التعليم في دبي من أفضل 10 مدن في العالم، كما تستهدف زيادة عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص إلى ثلاثة أضعاف العدد الحالي، وتسعى إلى توفير أرض وقرض سكني لكل أسرة إماراتية جديدة خلال عام من التقديم، وتشجيع زيادة الأسر الإماراتية الجديدة في دبي إلى الضعف بحلول عام 2033.
وتعمل «أجندة دبي الاجتماعية 33» على تحقيق خمس غايات، تتمثل الأولى في تحقيق الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالقيم والهوية الوطنية، حيث تستهدف تمكين مواطني دبي، ورفع إنتاجيتهم ومساهمتهم الاقتصادية بما يحقّق اكتفاءهم الذاتي واستقلالهم المادي، إضافة إلى ضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي للإماراتيين، والتركيز على رفع معدلات النمو الطبيعي، من خلال دعم الأسرة وتلبية تطلعاتها، مع العمل على صون الثوابت والقيَم، وتعزيز الهوية الوطنية والسمات والثقافة الإماراتية.
وتركز الغاية الثانية على المنظومة الصحية الأكثر كفاءة وجودة ومواكبة لأفضل المستويات العالمية، من خلال تعزيز أنماط الحياة الصحية (مثل النشاط البدني والتغذية السليمة والصحة النفسية)، وتطوير جودة الخدمات الصحية والوقائية والدامجة (البدنية والنفسية) بكلفة مقبولة، كما تسعى الغاية الثالثة إلى المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على مواكبة طموحات دبي المستقبلية، وتعزيز رأسمالها البشري، حيث تستهدف تطوير منظومة تعليمية متميزة، ترتقي بالتعليم في مراحله كافة من خلال التركيز على رفع الجودة، والكلفة المقبولة، وضمان توافر منصات وبدائل تعليمية متنوعة، تُكسِب الطلبة مهارات وقدرات متنوعة للمستقبل.
فيما ركزت الغاية الرابعة على المنظومة الاجتماعية الأكثر فعالية واستباقية في الحماية والرعاية والتمكين، عبر تطوير نموذج يعزز الحماية والرعاية الاجتماعية وتكافؤ الفرص لكل أطياف المجتمع، بما فيها الفئات الأكثر عرضة للضرر، ويقيهم المخاطر الاقتصادية والاجتماعية من خلال تطوير بيئة تعزز العمل المجتمعي، والإنساني، والتطوع الفردي، والمؤسسي.
كما تستهدف الغاية الخامسة لـ«أجندة دبي الاجتماعية 33»، تطوير المدينة الأمثل بتجربتها المعيشية، وخدماتها الإسكانية، وحراكها الثقافي ونشاطها الرياضي، حيث تعمل على تطوير منظومة إسكانية متاحة وملائمة لجميع أطياف المجتمع، وتطوير منظومة تحقق التنافسية في الثقافة والفنون، وتحفز المشاركة الفعالة من قبل كل فئات المجتمع، إضافة إلى إبراز قيمة التراث الوطني الثقافي، والمعماري، والبيئي، محلياً ودولياً.
abayoumy@ey.ae
المصدر:
الإمارات اليوم