انتُخبت دولة الإمارات العربية المتحدة نائبًا لرئيس المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في دورته الثالثة والأربعين، الذي تستضيفه مدينة سمرقند في جمهورية أوزبكستان، خلال الفترة من 30 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء، البالغ عددها 194 دولة.
وترأس الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وفد دولة الإمارات الرسمي المشارك في أعمال المؤتمر، والذي يضم علي الحاج آل علي، المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو، وابتسام الزعابي، الأمين العام المكلّف للجنة، إلى جانب ممثلين عن عدد من الجهات الوطنية المعنية بقطاعات الثقافة والتعليم والبيئة.
كما أعلنت اليونسكو، بالتزامن مع أعمال المؤتمر، عن إدراج كلٍّ من الشاعر الإماراتي الراحل أحمد بن سليم وجامعة الإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة الاحتفاءات الخاصة ببرنامجها للذكرى السنوية (2026–2027)، الذي يكرّم الشخصيات والأحداث ذات التأثير البارز في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والسلام حول العالم.
وأكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي أن دولة الإمارات تواصل التزامها بدعم رسالة اليونسكو، وإحداث تأثير ملموس في مجالات المعرفة والتفاهم الثقافي والتقدم العلمي، باعتبارها ركائز أساسية لبناء مستقبل أفضل، معلنًا في هذا الإطار عن ترشح دولة الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للفترة 2027 - 2031.
وقال في كلمته خلال المؤتمر: "نؤمن في دولة الإمارات بأن بناء السلام يمر عبر التعليم والعلم والثقافة، فهي الركائز التي تقوم عليها رسالة اليونسكو وتشكل أساس التعاون الدولي الذي يحتاجه عالمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبعد عام 2030، ينبغي أن تكون جهودنا المشتركة أكثر مرونة واستشرافاً للمستقبل، لمواجهة التحديات الجديدة واغتنام الفرص القادمة."
وشدد على أهمية التعاون الدولي في حماية التراث الثقافي، مشيرًا إلى شراكة دولة الإمارات مع اليونسكو في مبادرة "إحياء روح الموصل" بوصفها نموذجًا يُحتذى في التعاون لمرحلة ما بعد النزاعات، لافتًا إلى ترحيب الدولة بالتعاون مع جميع الدول الأعضاء والشركاء لدعم جهود ترميم وإحياء التراث الثقافي المعرّض للخطر في مختلف أنحاء العالم.
كما تم خلال المؤتمر تسليط الضوء على دور دولة الإمارات المتنامي في مجالات الثقافة والتراث والتعليم، حيث يعكس انتخابها نائبًا لرئيس المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثالثة والأربعين مكانتها كشريك موثوق في الدبلوماسية الثقافية وجهود التنمية الدولية فضلاً عن دورها الحالي في رئاسة المجموعة العربية لدى اليونسكو.
واعتمدت اليونسكو بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الاحتفاء بمرور 50 عامًا على رحيل الشاعر أحمد بن سليم، أحد أبرز شعراء الشعر الفصيح والشعبي ومن كبار الأدباء والمؤرخين في دولة الإمارات، ومرور 50 عامًا على تأسيس جامعة الإمارات العربية المتحدة (1976)، أول مؤسسة للتعليم العالي في الدولة، تقديرًا لدورهما البارز في ترسيخ القيم الثقافية والتعليمية التي تتماشى مع مبادئ المنظمة الدولية.
المصدر:
٢٤