نجحت الإمارات في بناء منظومة متكاملة لحلول الطاقة تعتمد على الطاقة الشمسية، والنووية السلمية، والحلول الهيدروجينية، إلى جانب تعزيز كفاءة استهلاك مصادر الطاقة التقليدية، بهدف تحقيق أمن الطاقة، وخفض الانبعاثات، وتأسيس نموذج اقتصادي مستدام يمهد للتحول نحو اقتصاد ما بعد النفط.
وفي هذا الإطار، أشار المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي رئيس "شبكة بيئة أبوظبي"، إلى أنه "منذ إطلاق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 في 2017 وحتى تحديثها في 2023، انتقلت الدولة من رؤية طموحة إلى منظومة تنفيذية متكاملة تجمع بين السياسات، والتكنولوجيا، والتمويل، والحوكمة".
وأوضح أن "التحديث الأخير جاء ليتحوّل من خطة للطاقة إلى نظام وطني مرن للطاقة المتكاملة يشمل الطاقة المتجددة بأنواعها، وإدارة الطلب وكفاءة الاستهلاك، إلى جانب شبكات النقل الذكية والتخزين الكهربائي، وأخيراً الاقتصاد الدائري للطاقة والمياه والنفايات".
وأكد سعد، أن الإمارات دخلت فعلياً في مرحلة التحول من دولة نفطية إلى دولة "طاقية" متعددة المصادر، يقودها الابتكار وليس الوقود الأحفوري فقط.
وقال: "لا ننسى أن بناء هذه المنظومة استند على ركائز استراتيجية أولها الرؤية الواضحة وثانيها الأطر المتكاملة، فالرؤية تهدف إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 مع ضمان أمن الطاقة والنمو الاقتصادي بالدولة، والارتباط المتبادل بين عدد من الاستراتيجيات الوطنية أهمها استراتيجية الطاقة 2050، واستراتيجية الحياد المناخي 2050، واستراتيجية الاقتصاد الدائري 2031، واستراتيجية جودة الحياة 2031. هذه المنظومات التكاملية جعلت التحول الطاقي سياسة دولة شاملة لا مشروعاً قطاعياً".
من جانبها، لفتت الدكتورة رفيعه القبيسي، خبيرة في الاستدامة، إلى أن الإمارات نجحت بترسيخ مكانتها كمنصة عالمية لابتكار حلول الطاقة النظيفة، وتقدم نموذجاً متقدماً في الموازنة بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
وقالت: "تلتزم الإمارات ببناء مزيج طاقي متوازن ومستدام يضمن أمن الطاقة ويحافظ على البيئة، عبر الاستثمار في مشاريع متنوعة للطاقة المستدامة تشمل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الهيدروجينية والكهرومائية، كما طورت مشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة، إضافة إلى إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في محطات براكة".
وأكدت د. القبيسي، أن "الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة، تواصل تعزيز مكانتها الريادية في قطاع الطاقة، وتسعى لابتكار حلول عملية ومستدامة لمعالجة أزمات الطاقة، بما يضمن استمراريتها للأجيال القادمة".
ولفت محمد كرم، خبير في الاستدامة والاقتصاد الأخضر والمدير العام الإقليمي في شركة "إنسينكراتور"، إلى أن الإمارات نجحت في بناء منظومة متكاملة لحلول الطاقة، تقوم على استراتيجية شاملة تجمع بين التنويع الذكي لمصادر الطاقة، والاستثمار المكثف في التقنيات النظيفة والمستدامة، مثل الطاقة الشمسية، والهيدروجين، والطاقة النووية السلمية.
وقال: "تركّز الإمارات على تطوير بنية تحتية متقدمة ومرنة، قادرة على تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بإمكانات المستقبل، مع ضمان استمرارية الإمداد ورفع كفاءة استخدام الموارد، وهذا النهج يعزز أمن الطاقة، ويقلل من الانبعاثات الكربونية، ويمهد الطريق نحو اقتصاد مستدام يدعم التحول نحو مرحلة ما بعد النفط، مع فتح فرص استثمارية جديدة في القطاعات التكنولوجية والصناعية المرتبطة بالطاقة النظيفة".
المصدر:
٢٤