كيف نربي أبناءنا على المواطنة الإيجابية، ونعزز في نفوسهم الهوية الوطنية في ظل التحديات التكنولوجية الجديدة؟
الأسرة هي اللبنة الأولى في تأصيل الهوية والحس الوطني وغرس القيم في نفوس الأطفال، لذا يجب أن تحرص الأسر على أن يعكس سلوكها ونمط حياتها القيم الإماراتية لكي تغرس الهوية الوطنية في نفوس أفرادها وتحولها إلى ممارسة يومية، تعكس الولاء للقيادة والانتماء للوطن، والاعتزاز بالدين الإسلامي، والتمسك باللغة العربية، إذ إنها لغة القرآن، إضافة إلى تعزيز قيم الشجاعة والكرم والمسؤولية المجتمعية.
تمثل الهوية الإماراتية نموذجاً متفرداً، إذ شُكِّلت على امتداد مئات السنين، وتُعد أولى مسؤوليات المواطن تجاه وطنه هي المحافظة على عقيدته وأرضه وتراثه وثقافته ولغته وطاعة ولي الأمر وأعوانه الذين يفنون أوقاتهم في خدمة الوطن الحبيب، فالهوية الوطنية هي أغلى وأعظم ما لدى كل مواطن، كما أن التكيف مع التغيرات العالمية لا يتعارض مع الحفاظ على الثوابت والقيم التي تعزه وترفعه في مكانة عالية وتمنحه قيمة بين الأمم والشعوب، وكذلك يجب على المقيم تجاه بلد الإقامة الحفاظ على هويتها واحترام تقاليدها والتزام قوانينها.
ويدعم تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء استقرار الفرد والمجتمع، وهي مسؤولية المجتمع كله وليست الأسرة فقط، فالمدرسة والجامعة لهما دور، حيث تلعب الثقافة والتعليم دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية وخلق جيل واعٍ قادر على مواكبة العصر الحديث، متسلح بجذوره وتراثه.
أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بعدد من الجامعات الإماراتية
المصدر:
الإمارات اليوم