شهدت فعاليات يوم الإمارات للبرمجة «الإمارات تبرمج 2025»، الذي تحتفي به الدولة في 29 أكتوبر من كل عام، بالتزامن مع ذكرى تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أول حكومة إلكترونية في المنطقة عام 2001، الإعلان عن عدد من المبادرات الوطنية الكبرى الهادفة لتحفيز مختلف فئات المجتمع على تعلم أسس البرمجة، وتكريم طلاب المدارس الفائزين في «هاكاثون الإمارات تبرمج»، الذي شهد مشاركة واسعة غير مسبوقة، من 2500 طالب وطالبة في مختلف مدارس الدولة.
ونُظّمت فعاليات الإمارات تبرمج للعام الخامس، بحضور وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر سلطان العلماء، ورئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، الدكتور عمر حبتور الدرعي، وخالد الشحي من وزارة التربية والتعليم، والمدير العام التنفيذي في «شركة غوغل الشرق الأوسط»، أنطوني نقاش، والمدير العام لشركة مايكروسوفت الإمارات، عمرو كامل، وعدد من المسؤولين في الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، وقيادات القطاع الخاص، والفرق الطلابية المشاركة في «الهاكاثون» من مدارس الدولة، ومشاركة العديد من الفعاليات في دولة الإمارات، وأكثر من 270 جهة حكومية وخاصة وأكاديمية.
450 ألف مبرمج
وأكد عمر سلطان العلماء أن دولة الإمارات تحتفي بيوم الإمارات تبرمج، الذي أطلق بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في احتفال وطني أصبح مناسبة عالمية انطلقت برؤية وجهود إماراتية، ما يمثل إنجازاً نوعياً يؤكد الدور الريادي العالمي لدولة الإمارات في احتضان المبرمجين، ودعم العقول التي تشكل العالم الرقمي.
وقال إن دولة الإمارات تواصل ترسيخ دورها في تعزيز المشهد الرقمي، انطلاقاً من إدراكها أن البرمجة هي الأداة التي تُبنى بها الاقتصادات الجديدة، وتُصاغ بها حلول تحديات المستقبل، ويُطور من خلالها الذكاء الاصطناعي، فمنذ إطلاق رؤية الـ100 ألف مبرمج في عام 2020، تجاوزنا الـ450 ألفاً عام 2025، ومنذ إطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى إطلاقنا نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة عالمياً، تم ترسيخ مكانة دولة الإمارات، وتأكيد قدرتها على تحويل الأفكار الطموحة إلى واقع ملموس.
وأكد أن تنظيم «هاكاثون الإمارات تبرمج» يجسّد التزام الدولة بتوفير منصات مبتكرة تسهم في اكتشاف المواهب الوطنية في مجالات التقنية، وتعزز قدراتهم على ابتكار حلول رقمية تدعم مسيرة التنمية، مشدداً على أن هذه المبادرة تعكس رؤية الإمارات في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، واستمرار الجهود الوطنية لترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للبرمجة والتكنولوجيا المتقدمة.
وأعلن العلماء عن خمس من المبادرات الكبرى التي أطلقت بالتزامن مع يوم «الإمارات تبرمج»، والتي تشمل إطلاق أول مبادرة من نوعها في الدولة لتصميم مسكوكة تذكارية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، في تحدٍّ تنافسي لكل أفراد المجتمع، للاحتفاء بمسيرة دولة الإمارات التي تجمع بين الطموح والرؤية لتوظيف التكنولوجيا لخدمة المجتمعات.
كما أعلن إطلاق مبادرة «الذكاء الاصطناعي لمجتمع دولة الإمارات»، بالتعاون مع شركة «غوغل»، لبناء قدرات أفراد المجتمع في دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتزويدهم بالمهارات التكنولوجية، من خلال برامج تدريبية شاملة لأساسيات الذكاء الاصطناعي للأفراد في مختلف الفئات العمرية والتخصصات المهنية، يتم تنظيمها خلال عام 2026.
وأعلن إطلاق «دليل الريادة في الذكاء الاصطناعي» باللغة العربية، بالتعاون مع شركة «أوبن إيه آي» العالمية، في مبادرة استراتيجية بالتزامن مع يوم «الإمارات تبرمج»، تهدف إلى تزويد القادة بأحدث المعارف والخبرات في مجال قيادة التحول الرقمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بصورة فعالة تسهم بتحقيق نقلة نوعية في عمل القطاعات الحيوية.
وشهد الحدث إطلاق «مسار المعلمين» بالشراكة مع شركة «مايكروسوفت»، ضمن مبادرة مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي، التي أعلن عنها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لتأهيل مليون شخص بمهارات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات بحلول عام 2027، في مسار جديد يستهدف تمكين الكوادر التعليمية بمفاهيم مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم جهود القطاع التعليمي وتطوير مخرجاته، بما يتماشى مع جهود الدولة لبناء جيل من المعلمين القادرين على قيادة التحول الرقمي في التعليم.
كما شهد الحفل الإعلان عن شراكة مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وعدد من كبرى الشركات التكنولوجية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، في إطلاق مبادرة لتأهيل أكثر من 5000 من موظفي الهيئة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفرص استخدام تقنيات المستقبل في منظومة العمل.
وشهدت فعاليات يوم الإمارات للبرمجة «الإمارات تبرمج 2025» تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة في أنحاء دولة الإمارات كافة، بهدف نشر مفاهيم البرمجة وتسليط الضوء على أصحاب المواهب والخبرات الرقمية، والاحتفاء بإنجازاتهم وإنجازات الدولة في مختلف مجالات البرمجة، ومساهماتهم في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي بتشجيع المجتمع على تبني البرمجة وتوعيتهم بأهميتها.
ويهدف يوم «الإمارات تبرمج» إلى تسليط الضوء على أهمية البرمجة بوصفها أداة أساسية لتشكيل المستقبل، سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو تطوير الحلول الرقمية التي تسهم في بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، ويسعى إلى تنمية المهارات المستقبلية للأجيال الجديدة، وتعزيز الابتكار والتفكير الإبداعي بين الشباب.
«هاكاثون الإمارات تبرمج»
ونظم البرنامج الوطني للمبرمجين، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، هاكاثون يوم «الإمارات تبرمج» في دورته الرابعة، بمشاركة أكثر من 2500 طالب وطالبة من كل إمارات الدولة، في تحديات ركزت على حماية اللغة العربية والثقافة والتراث الرقمي والصحة وجودة الحياة.
وتم تنظيم «الهاكاثون» في أبوظبي، والعين، الظفرة، إضافة إلى الشارقة، واستهدف الطلاب في إمارات دبي والشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة وعجمان، وفي الفجيرة، حيث استهدف طلاب الفجيرة وخورفكان وكلباء ودبا والمناطق المجاورة.
وفاز بالمركز الأول للدورة الرابعة لهاكاثون الإمارات تبرمج، في مدارس الحلقة الأولى في إمارة أبوظبي ومدينة العين ومنطقة الظفرة، كل من مدرسة الطويلة عن مشروع «تحدي الحروف»، ومدرسة شما بنت محمد عن مشروع «أبطال شما».
وفاز في مدارس الحلقة الثانية كل من مدرسة الأصالة عن مشروع «سلامة تحكي قصة الاتحاد»، ومدرسة القوع عن مشروع «التراث الإماراتي التفاعلي»، ومدرسة الصديق عن مشروع «كن دليلي الذكي».
أما على مستوى مدارس الحلقة الثالثة، ففاز كل من مدرسة مدينة زايد عن مشروع «ريتش آوت أسيستانت»، ومدرسة مريم بنت سلطان عن مشروع «نبضي يتكلم»، ومدرسة قطر الندى عن مشروع «إيميج ريكوغنتيشن».
وفاز بالمركز الأول على مستوى مدارس الحلقة الأولى في الشارقة، الذي ضم إمارات دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة، مدرسة أحمد بن ماجد عن مشروع «رواد الضاد»، ومدرسة أذن عن مشروع تحدي اللغة العربية الذكي باستخدام تعلم الآلة، وفاز على مستوى الحلقة الثانية مدرسة الزوراء عن مشروع «برزة»، ومدرسة ابن الهيثم عن مشروع «تحدي لغتي».
وفازت على مستوى الحلقة الثالثة في هاكاثون الشارقة مدرسة ابن حزم عن مشروع «بحر اللغة العربية»، والمعهد العليم عن مشروع «منصة كلمة».
وضمت الفرق الفائزة في هاكاثون الفجيرة في حلقتها الأولى مدرسة جويرية بنت الحارث عن مشروع «رؤية تكنولوجيا العالم»، وفي الحلقة الثانية فاز مجتمع زايد التعليمي دبا الفجيرة عن مشروع «كرسي العون الذكي»، وفازت مدرسة الشفاء عن مشروع «سمارت باث آند قايد سيستم» على مستوى الحلقة الثالثة.
ابتكارات متميزة
كما شهدت الفعالية مشاركة مدير إدارة في مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، الدكتور عبدالرحمن المحمود، والمؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة نول، كِرِم ألبر، في جلسة نقاشية حول كيف يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً غير محدودة للتواصل والابتكار.
وشهد تحدي «الشخصيات غير قابلة للعب» التي زودت المشاركين بتجربة افتراضية بمتاهة تفاعلية فاز فيها سيد رضا، ونظمت بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل، وقدمها فيصل كاظم، مدير استشراف المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل، وكاتيا سيربينا، رئيسة قسم الشرق الأوسط في شركة «يونيتي».
وشهد الحفل استعراضاً لابتكارات متميزة في مجالات البرمجة والرقمنة، حيث استعرضت «بريني آند برايت» برنامج روبوتات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في تجربة تفاعلية مميزة حول التحوّل الجذري الذي تسبب فيه الذكاء الاصطناعي في عالم الروبوتات ومن خلال شاشات تفاعلية جذابة، تعرف الحضور إلى آلية عمل الروبوتات التي تتبع مساراً محدداً باستخدام الذكاء الاصطناعي، وطريقة دمج تقنيات الرؤية الحاسوبية وكاميرات التعرّف إلى الوجوه في الروبوت الذكية.
كما استعرضت «في آر أكاديمي» تجارب ذكية في رحلة افتراضية إلى القمر والحياة تحت البحر من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، بينما عرض طلاب جامعة زايد مجموعة من مشاريع التخرّج التي تتناول مجال الذكاء الاصطناعي وعرضاً توضيحياً حول استخدام منصة Hugging Face Hub، المنصة التعاونية التي يشارك من خلالها المتخصصون في مجال الذكاء الاصطناعي النماذج ومجموعات البيانات، ما يسهم في تعزيز بيئة مفتوحة للذكاء الاصطناعي يقودها المجتمع.
وقدمت «بيلي فيرس» منتجها الاستثنائي «المندوس» الذي يجمع بين التعليم والثقافة والسياحة، ويدمج بين ألعاب الورق التقليدية وبطاقات التداول وتقنيات الواقع المعزز، ليجمع الأسرة والأفراد في تجربة ترفيهية مستوحاة من التراث الإماراتي العريق، بينما قدم ألتو استديو ابتكاراً متخصّصاً في تصميم وتطوير تطبيقات ذكية، كما استعرضت «أفتر ووركس» ألعابها الذكية المستوحاة من الثقافة الإماراتية.
«طيران الإمارات» تحتفي
احتفت شركة طيران الإمارات بيوم «الإمارات تبرمج» من خلال عرض شعار الفعاليات على الشاشات في مطار دبي الدولي، كما شاركت شركة «إعمار» في الاحتفال بـ«الإمارات تبرمج» من خلال عرض شعاره على شاشات دبي مول.
«الإمارات تبرمج»
في عام 2021، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باعتماد يوم 29 أكتوبر من كل عام يوماً للبرمجة تحت شعار «الإمارات تبرمج»، في مناسبة تتزامن مع ذكرى إطلاق سموه أول حكومة إلكترونية في المنطقة في 29 أكتوبر 2001، كما تتزامن مع إعلان سموه بالتاريخ ذاته من عام 1999، إنشاء مدينة دبي للإنترنت، ما مثل خطوة رائدة أسست لبداية التحول الرقمي في المنطقة، ولتحويل الإمارات إلى دولة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار. واعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في نوفمبر 2023، مقترح دولة الإمارات بأن يكون 29 أكتوبر من كل عام يوماً عالمياً للبرمجة، ما مثل اعترافاً دولياً بالريادة الإماراتية في مجال البرمجة والتكنولوجيا، وتأكيداً لمكانتها وجهة رئيسة للمواهب والعقول المبدعة من جميع أنحاء العالم.
عمر سلطان العلماء:
• «الإمارات تبرمج» رؤية إماراتية تجسد توجيهات محمد بن راشد تحولت إلى مناسبة عالمية.
• تنمية المهارات المستقبلية للأجيال الجديدة، وتعزيز الابتكار والتفكير الإبداعي بين الشباب.
• تطوير «دليل الريادة في الذكاء الاصطناعي» باللغة العربية بالتعاون مع شركة «أوبن إيه آي».
المصدر:
الإمارات اليوم