آخر الأخبار

الرموش الاصطناعية.. «تريند تجميلي» ينتهي بحرق الجفون والعمى الجزئي

شارك

حذّر أطباء من تفاقم ظاهرة تركيب الرموش الاصطناعية بين النساء، مؤكدين أنها أصبحت ممارسة تجميلية شائعة، تنطوي على مخاطر جسيمة قد تصل إلى التهابات حادة في القرنية، وتورم شديد في الجفن نتيجة دخول مواد كيميائية أو بكتيرية إلى سطح العين، ما يجعل الاستخدام المتكرر أو الخاطئ للرموش الاصطناعية يؤدي إلى تساقط دائم للرموش الطبيعية، وهو ما يؤدي في بعض الحالات إلى تأثير مؤقت في النظر أو عمى جزئي ناجم عن الالتهابات الشديدة.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن انتشار هذه الظاهرة يرتبط برغبة العديد من النساء في الحصول على مظهر أكثر جاذبية وكثافة، مدفوعاً بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير، حيث أصبحت الرموش الطويلة رمزاً لمعايير الجمال الحديثة، مؤكدين أن هناك صالونات تروّج لهذه الممارسات على أنها آمنة وسريعة، رغم ما تتطلبه من احتياطات طبية دقيقة.

وأكدوا أن العيادات باتت تشهد تزايداً ملحوظاً في الحالات الناتجة عن تركيبات الرموش، خصوصاً مع انتشار التركيبات المنزلية ومقاطع «التريند»، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التهيج والحساسية، وتساقط الرموش الطبيعية بين النساء.

وشدّد الأطباء على ضرورة تجنّب المواد غير المرخّصة، مثل الحناء السوداء المحتوية على مادة (PPD) وغراء «السوبر جلو»، والابتعاد عن اللواصق مجهولة المصدر التي تُباع عبر الإنترنت، محذرين أربع فئات من النساء من استخدامها، أبرزها «اللواتي يعانين حساسية جلدية أو أكزيما حول العين، والمصابات بالتهابات متكررة في الجفن أو تساقط الشعر (مثل الثعلبة)»، محذّرين من خمس علامات تستدعي مراجعة الطبيب فوراً بعد تركيب الرموش، لتجنّب مضاعفات خطرة، منها الاحمرار الشديد أو الألم الحارق في العين، وحدوث تغيّر في الرؤية أو ضبابية مفاجئة.

ورصد الأطباء خلال ممارساتهم السريرية عدداً من الحالات التي تضررت بشدة جراء استخدام الرموش الاصطناعية، راوحت بين التهابات حادة في العين بسبب المواد الكيميائية، وحروق في الجفن، وصولاً إلى تساقط دائم للرموش الطبيعية، بسبب تلف بصيلات الشعر.

الأصباغ المستخدمة

وتفصيلاً، قال أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية، الدكتور أنور الحمادي، إن معظم لواصق الرموش يحتوي على صمغ خاص للتثبيت، إلا أن هذه المواد عند تحللها تُطلق مادة الفورمالدهيد، وهي مادة مهيجة ومحسسة، قد تؤدي إلى تهيّج العين وتحسس الجلد المحيط بها، فضلاً عن احتمال التحسس من الأصباغ المستخدمة في بعض المنتجات. وأوضح أن استخدام هذه اللواصق قد يسبب نوعين من التهابات الحساسية، الأول هو الأكزيما التلامسية التحسسية، وتظهر على شكل حكة واحمرار وتقشر في الجفن، أما النوع الثاني فهو التهاب تهيجي كيميائي، ويحدث غالباً نتيجة استخدام لواصق رديئة التهوية أو سيئة التطبيق.

وأضاف أن هناك فرقاً واضحاً بين الرموش اليومية وشبه الدائمة من حيث درجة المخاطر، مشيراً إلى أن الرموش اليومية، التي تأتي على شكل شريط وتُزال يومياً، تعدّ أقل ضرراً نسبياً، لكن نزعها بطريقة عنيفة أو استخدام لاصق قوي قد يزيد من احتمالية الإصابة بالتهيج أو تساقط الرموش، أما الرموش شبه الدائمة (الوصلات التي تبقى لأسابيع)، فهي الأكثر خطورة، إذ قد تسبب التهاباً مزمناً في حواف الجفون، وزيادة في احتمالية العدوى، فضلاً عن تساقط الرموش الطبيعية، وصعوبة إزالتها بطريقة آمنة.

وأكد الحمادي أنه لا ينصح باستخدام الرموش الاصطناعية إطلاقاً، خصوصاً لمن لديهم تاريخ مرضي مع الحساسية أو الأكزيما، أو من يعانون جفاف العين، أو من يضعون العدسات اللاصقة، وكذلك من أجروا عمليات تصحيح البصر (الليزك).

وأكد أن العيادات باتت تشهد تزايداً ملحوظاً في الحالات المرتبطة بتركيبات الرموش، خصوصاً بعد انتشار التركيبات المنزلية والـ«تريندات» المروجة للرموش الاصطناعية، مشيراً إلى أن التهيج والحساسية وتساقط الرموش من أكثر الأعراض التي تُسجل بين المراجعين، لافتاً إلى رصده حالات عدة أصيبت بالالتهابات الجلدية التلامسية وتساقط الرموش، خصوصاً بين من يكررون الاستخدام لفترات طويلة.

وشدّد على ضرورة تجنب المواد غير المرخّصة، مثل الصبغات الكيميائية المضافة، خصوصاً الحناء السوداء المحتوية على مادة PPD، إلى جانب غراء «السوبر جلو»، ومحاليل رفع الرموش، مؤكداً أهمية الابتعاد تماماً عن اللواصق مجهولة المصدر التي يتم الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

معايير الموضة

قالت أخصائية الأمراض الجلدي والتجميل، الدكتورة سارة يعقوب، إن العديد من النساء يلجأن إلى الرموش الاصطناعية بدافع الرغبة في الحصول على مظهر أكثر كثافة وجاذبية للعين، إذ أصبحت الرموش الطويلة اليوم رمزاً للجمال، وفقاً لمعايير الموضة الحديثة، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير أسهموا في تعزيز هذا الاتجاه، ما يدفع الكثير من النساء إلى تجربتها دون إدراك للمخاطر المحتملة، لافتة إلى أن بعض الصالونات يروّج لها على أنها إجراءات آمنة وسريعة، بينما تتطلب في الواقع احتياطات طبية وجلدية دقيقة.

وأضافت أن هناك بدائل وتطورات تجميلية حديثة، يمكن أن تمنح المرأة مظهراً طبيعياً وآمناً دون الحاجة للرموش الاصطناعية، من أبرزها السيرومات الطبية التي تحتوي على الببتيدات والبروستاغلاندين، وتعمل على تحفيز بصيلات الرموش للنمو وتقويتها، إضافة إلى العلاجات الضوئية منخفضة الطاقة (LED therapy) التي تساعد على تحسين الدورة الدموية حول العين، كما أشارت إلى أهمية التغذية الغنية بالبيوتين والزنك في دعم نمو الشعر. وذكرت أن هناك مستحضرات طبية مرخصة، مثل LATISSE يمكن استخدامها تحت إشراف الطبيب فقط للحصول على نتائج طبيعية وآمنة.

وحول الأخطاء الشائعة في تركيب الرموش داخل الصالونات، أوضحت الدكتورة يعقوب أن أبرزها يتمثل في استخدام لواصق تحتوي على مواد مهيجة، مثل الفورمالدهيد، أو تثبيت الرموش مباشرة على الجلد بدلاً من الشعيرات، ما يؤدي إلى انسداد المسام والتهابات الجفن، إضافة إلى إعادة استخدام الأدوات أو الرموش لأكثر من شخص، ما يسبب نقل العدوى الفطرية أو البكتيرية، فضلاً عن إزالة الرموش بعنف دون استخدام مزيلات مخصصة، الأمر الذي يؤدي إلى اقتلاع الرموش الطبيعية، وتهيج الجلد المحيط بالعين.

وأكدت أن الاستخدام المتكرر للرموش الاصطناعية، خصوصاً مع الشد المستمر أو استعمال المواد اللاصقة الثقيلة، يؤدي إلى إجهاد بصيلات الشعر وضعفها التدريجي، وقد يُصبح بعض البصيلات غير قادر على إنتاج رموش جديدة، ما يسبب فراغات دائمة في خط الرموش، مشيرة إلى أن هذا الضرر قد يكون جزئياً أو دائماً، حسب نوع المادة المستخدمة، ومدة التعرض لها.

وحذّرت أربع فئات من النساء من استخدام الرموش الاصطناعية نهائياً، وتشمل: النساء اللواتي يعانين حساسية جلدية أو أكزيما حول العين، والمصابات بالتهابات متكررة في الجفن أو تساقط الشعر (مثل الثعلبة)، ومن خضعن حديثاً لعمليات جراحة في العين مثل تصحيح البصر، ومن خضعن لتجميل أو حقن حول العين، والحوامل والمرضعات، لأن بعض المواد اللاصقة قد يحتوي على مكونات غير آمنة أو مهيّجة.

وأشارت إلى أنها رصدت في العيادات حالات متضررة بشدة نتيجة ممارسات تجميلية خاطئة، راوحت بين التهابات الجلد حول العينين بسبب المواد الكيميائية، وحروق سطحية أو تصبغات في الجفن جراء استخدام مواد لاصقة ساخنة، وصولاً إلى تساقط دائم للرموش الطبيعية بسبب تلف بصيلات الشعر، مؤكدة أن بعض الحالات احتاج إلى علاج طويل بالأدوية الموضعية والمضادات الحيوية لإعادة الترميم والوقاية من التندّب أو العدوى.

وشددت على أهمية اتباع إرشادات الأمان والجمال الصحي، منها اختيار صالون موثوق يستخدم منتجات طبية مرخصة ومعقمة، وتجنب الرموش الدائمة أو الثقيلة، والاكتفاء بتطبيقات مؤقتة في المناسبات، مع إراحة الرموش الطبيعية بين كل جلسة وأخرى، كما أوصت بالاعتماد على السيرومات المقوية للرموش بدلاً من المواد اللاصقة، وإزالة المكياج بلطف دون فرك منطقة العين، إلى جانب اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن لدعم صحة الشعر والرموش، مؤكدة أن الجمال الحقيقي يجب ألا يكون على حساب صحة العين والجلد.

مواد كيميائية

وحذرت اختصاصية طب وجراحة العيون، الدكتورة بافلي معوض حنا، من الرموش الاصطناعية والمواد اللاصقة الخاصة، حيث قد تسبب عدداً من المشكلات الشائعة والخطرة على الأعين، وأن بعض الحالات قد يتطوّر إلى التهاب في القرنية (Keratitis)، خصوصاً عند استخدام لاصق يحتوي على مواد مهيجة، مثل الفورمالدهيد أو الأمونيا، أو عند إجراء التركيب في بيئة غير معقّمة.

وأكدت أن مثل هذه الحالات قد يسبب تورماً شديداً في الجفن أو دخول مواد كيميائية أو بكتيريا إلى سطح القرنية، مشيرة إلى أن الاستخدام المتكرر والخاطئ للرموش الاصطناعية يؤدي إلى تساقط دائم للرموش الطبيعية، وهو ما يجعل العين أكثر عرضة للغبار والجفاف، وفي بعض الحالات النادرة قد يتأثر النظر ويُصاب بعمى مؤقت، وتأثر في النظر، بسبب الالتهاب أو التورم الشديد.

وبيّنت أن الرموش الطبيعية تعمل كـ«درع واق» في حماية العين من الأتربة والجزيئات الدقيقة، إضافة إلى مساهمتها في توزيع الدموع وترطيب سطح القرنية، واستخدام الرموش الاصطناعية أو المواد اللاصقة الثقيلة يُضعف هذه الوظيفة الحيوية، لأنه يعيق حركة الرموش الطبيعية، وقد يسد المسامات الدقيقة المسؤولة عن ترطيب حافة الجفن، ما يؤدي إلى جفاف العين وتهيّجها المستمر.

وحذّرت من خمس علامات تستدعي مراجعة الطبيب فوراً بعد تركيب الرموش، لتجنّب مضاعفات خطرة، مثل التهاب القرنية أو القرحة القرنية، وتشمل العلامات: «احمراراً شديداً أو ألماً حارقاً في العين، وتغيّراً في الرؤية أو ضبابية مفاجئة، وتورماً واضحاً في الجفن أو حول العين، وإفرازات أو دموعاً مفرطة، وحساسية للضوء أو صعوبة في فتح العين».

وبيّنت أنها رصدت حالات متعددة، راوحت بين التهابات سطحية في الجفن وإصابات قرنية حادة نتيجة تسرب المواد اللاصقة أو نزع الرموش بعنف، مشيرة إلى أن بعض الحالات يتطلب إزالة الرموش الاصطناعية جراحياً، وتنظيف العين بالمضادات الحيوية، فيما تعرّضت حالات أخرى لتساقط دائم في الرموش الطبيعية، ولم تنمُ مجدداً نتيجة تلف بصيلات الشعر.

• سيدة أصيبت بالتهابات حادة في القرنية.. وأخرى بحروق وتساقط دائم بسبب المواد الكيميائية جراء استخدام الرموش الاصطناعية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا