آخر الأخبار

الاكتئاب يتصدر طلبات المساعدة عبر خدمة «تحدث لنسمعك»

شارك

كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن خدمة «تحدث لنسمعك»، التي تم إطلاقها ضمن منصة «معاً الرقمية» خلال عام 2022، استقبلت نحو 6000 مكالمة من أفراد المجتمع عبر «الخط الساخن» المخصص للدعم النفسي، تم تحويل 50% منها تقريباً إلى العيادات والمستشفيات لتلقي رعاية نفسية مباشرة من مختصين مؤهلين.

وتصدّرت حالات الاكتئاب قائمة الاتصالات الواردة، تليها مشكلات مثل القلق، والوسواس القهري، وتعاطي المواد المخدرة، إلى جانب سلوكيات مقلقة مثل إيذاء النفس والهروب من المنزل، خصوصاً بين فئة الشباب، كما تلقّى الخط الساخن مكالمات من أولياء أمور يستفسرون عن طرق التعامل مع التحديات النفسية التي يواجهها أبناؤهم.

وتفصيلاً، أفادت الأخصائية النفسية في مستشفى الأمل التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، علياء خوري، بأن من بين أكثر من 6000 مكالمة وردت عبر «الخط الساخن» منذ انطلاقه، تم التعامل مع الحالات وفق درجة الخطورة والحاجة إلى التدخل المباشر.

وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن «نحو 3000 حالة، أي ما يقارب نصف عدد المكالمات، تم تحويلها إلى العيادات النفسية والمستشفيات، لأنهم كانوا بحاجة إلى تقييم وجهاً لوجه أو علاج نفسي متخصص، سواء عبر جلسات منتظمة أو متابعة طبية من قِبل أطباء نفسيين».

وتابعت: «النصف الآخر من المكالمات، تلقّى دعماً نفسياً فورياً عبر الهاتف من خلال الأخصائيين العاملين ضمن الخدمة، حيث تمت مساعدتهم باستخدام تقنيات معرفية وسلوكية مبنية على أسس علمية، دون الحاجة إلى التحويل إلى المستشفيات، ونحو 2000 حالة استفادت من المتابعة النفسية عن بُعد، إما من خلال مكالمات متكررة مع الأخصائيين بشكل أسبوعي أو يومي، حسب الحاجة، أما نحو 1000 حالة أخرى، فتم تقديم تدخل فوري بسيط لها بمكالمة واحدة فقط، وكانت كافية لتحقيق الاستقرار النفسي أو تقديم التوجيه المناسب».

وأكّدت خوري أن أكثر الحالات التي يتم استقبالها عبر الخط الساخن تتعلق بـالاكتئاب والقلق والوسواس القهري، إلى جانب قضايا أكثر حساسية مثل تعاطي المواد المخدرة، والكحول، والسلوكيات الانتحارية، وإيذاء النفس، والهروب من المنزل، مشددة على أن فئة الشباب هي الأكثر تواصلاً مع الخدمة، تليها فئة أولياء الأمور.

وتابعت: «الخط لا يقتصر فقط على الأفراد الذين يعانون مشكلات نفسية، بل يشمل أيضاً عائلاتهم، إذ يتصل بنا الكثير من الآباء والأمهات القلقين على سلوكيات أبنائهم، ويسألون عن أفضل الطرق للتعامل معهم بطريقة علمية دون التسبب في ضغوط إضافية».

وأشارت إلى أن آلية فرز الحالات تتم وفق معايير دقيقة، إذ يتم تقييم الحالة النفسية خلال المكالمة، واتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت تحتاج إلى تدخل عاجل وتحويل إلى رعاية طبية، أو يمكن الاكتفاء بالتوجيه والمتابعة عن بُعد.

وأوضحت خوري أن الخط الساخن، الذي كان يُدار في البداية من قبل فريق مستشفى الأمل فقط، أصبح اليوم جزءاً من شبكة وطنية تشمل كل المنشآت الصحية التابعة للمؤسسة، ما ساعد على تحسين زمن الاستجابة، وتوسيع نطاق التغطية الجغرافية، وتخفيف الضغط على مركز الاتصال الرئيس.

ودعت أفراد المجتمع إلى عدم التردد في طلب الدعم النفسي عند الشعور بأي ضيق أو اضطراب أو قلق مستمر، أو في حال ملاحظة تغيرات سلوكية مقلقة لدى أحد أفراد الأسرة، مؤكدة أن الخط الساخن يوفّر مساحة آمنة وسرية للتحدث مع مختصين مؤهلين.

وأضافت: «نتعامل مع كل مكالمة بخصوصية واحترام كامل، وندعو الجميع – مواطنين ومقيمين – إلى التواصل معنا على الرقم 045192519، للحصول على الدعم اللازم في الوقت المناسب».

وتهدف منصة «معاً» الرقمية إلى دعم الصحة النفسية وتعزيز جودة الحياة لأفراد المجتمع، من خلال توفير محتوى تثقيفي شامل يشمل مواد تعليمية، وأدوات علمية موثوقة، وتمارين نفسية مبنية على أسس مدروسة. وتتيح المنصة الوصول إلى الدعم النفسي بطريقة مبسطة وسهلة الفهم، ما يساعد الأفراد على فهم أنفسهم بشكل أعمق، وإدارة ضغوط الحياة اليومية بفعالية ومرونة، كما تسهم المبادرة في ترسيخ الوعي المجتمعي بأهمية العناية بالصحة النفسية، وتشجّع على نشر ثقافة إيجابية تتبنّى الحوار والانفتاح والدعم النفسي المتبادل، بما يخلق بيئة صحية وآمنة نفسياً لجميع أفراد المجتمع.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا