صدمة بالغة لم تُفق منها زوجته الشابة التي اقترن بها حديثاً ولا عائلته، إذ كان شاباً نموذجياً بكل ما تعنيه الكلمة، متفوقاً في دراسته، وأثبت كفاءة مهنية في وظيفته، وليست لديه أي سوابق، لكنه سقط في فخ المخدرات وجلب معه من الخارج كمية كبيرة، تتجاوز ما يمكن اعتباره قانوناً حيازة بقصد التعاطي، فطبق عليه القانون وعاقبته محكمة الجنايات بالسجن 10 سنوات.
وقال رئيس نيابة مساعد بنيابة المخدرات في دبي، المستشار عبدالله صالح الرئيسي، إن المخدرات كانت سبباً في تدمير مستقبل شباب واعدين، أو تعطيل مسيرتهم المهنية والأسرية، ودخولهم في دوامة لم يستطيعوا الخروج منها بسهولة.
وأضاف على هامش ندوة نظمتها النيابة العامة في دبي تحت عنوان «دردشات قانونية»، أنه من القضايا التي لا يمكن أن ينساها، قضية شاب يبلغ 26 عاماً، كان متفوقاً طوال مسيرته الدراسية، سواء في المرحلة الأساسية أو الجامعية، والتحق بوظيفة جيدة، وتفوق فيها أيضاً.
وأشار إلى أن أوضاعه تبدّلت فجأة بسبب قرار خطأ انحرف به إلى طريق المخدرات المدمّر، وضبط أثناء عودته إلى الدولة من الخارج وبحوزته كمية من الماريغوانا تزيد على 80 غراماً، وتمت إحالته إلى النيابة العامة للتحقيق معه في الواقعة.
وتابع الرئيسي أن هذا الشاب لم تكن لديه أي سوابق جنائية، سواء في ما يتعلق بالمخدرات أو جرائم أخرى، وكان متزوجاً حديثاً، لكن تمثلت الإشكالية في الكمية التي ضبطت بحوزته، لأن القانون يُفرّق بين الحيازة بقصد التعاطي، وبحسب حالة المتعاطي وما إذا كانت المرة الأولى أو ضبط أكثر من مرة، وبين الحيازة بقصد الترويج أو الاتجار، لافتاً إلى أن كمية الماريغوانا التي كانت معه تدخل في نطاق الترويج أو الاتجار، ومن ثم غلظت عقوبته، وقُضي عليه بالسجن 10 سنوات.
وأكد أن هذه القضية تُعدّ درساً لكل من يستهين بجرائم مثل الجلب، خصوصاً للقادمين من دول تُشـرّع التعاطي، لافتاً إلى أن هذه الواقعة أثّرت في أسرة بالكامل، بسبب سلوك شخص لم يحافظ على مستقبله، ولم يراعِ ظروف أسرته الصغيرة ولا الكبيرة.
وأوضح أن المرسوم بقانون رقم 30 لسنة 2021 منح فرصاً عدة للمتعاطين، باعتبارهم مرضى يستحقون العلاج والتأهيل، لكنه يتشدد في حال تكرار التعاطي.
وأشار إلى أن أساليب الترويج والاتجار بالمخدرات تغيرت إلى حد كبير، فأصبحت تأتي من الخارج، وتباع «أونلاين»، لكن من الضروري أن يدرك الجميع أن الدولة لديها أجهزة مكافحة على أعلى مستوى من الحرفية، ويمكن تتبع مسار هذه التجارة المشبوهة.