آخر الأخبار

«صاحبات همّة» يصنعن النجاح بلغة الإرادة

شارك

بهممٍ تعانق السماء، وإرادةٍ لا تعرف المستحيل، تبرز «صاحبات همّة» في ميادين العمل، مستثمرات الدعم اللامحدود من القيادة التي وفرت فرص توظيف متكافئة وعادلة للمواطنين من «أصحاب الهمم»، وأسهمت في تمكينهم من الوصول إلى الفرص المتاحة على النحو الذي يكفل ممارسة حقوقهم في العمل على قدم المساواة مع الآخرين، إلى جانب بيان الالتزامات التي تقع على الجهات المعنية لإعمال حقوقهم وفقاً لما تنص عليه التشريعات المعمول بها في الدولة.

وتزامناً مع «يوم المرأة الإماراتية»، التقت «الإمارات اليوم» مجموعة من «صاحبات همّة» لتسليط الضوء على تجاربهن العملية المملوءة بمحطاتٍ من التميز والنجاح.

تمكين

وقالت تنفيذي أول في الإدارة العامة لإسعاد المجتمع بشرطة دبي، حمدة باوزير، التي تعاني إعاقة حركية: «بفضل توجيهات القيادة، الخاصة بتوظيف أصحاب الهمم ودعمهم، إذ شكّل ذلك مسؤولية مضاعفة لنا لرد الجميل للوطن، أمارس عملي في (إسعاد المجتمع) بشرطة دبي، التي تحرص على تمكين موظفيها بشكل عام، ومنهم (أصحاب الهمم) بشكلٍ خاص، فقد حرصوا على الاستثمار في مهاراتي، عبر إلحاقي بدورة متخصصة أصبحت من خلالها مدربة معتمدة، وهذه الدورة أحدثت نقلة نوعية في أسلوبي التدريبي، وتم تعييني عضواً في مجلس تمكين أصحاب الهمم في شرطة دبي، الذي يُعنى بتمكين موظفي الشرطة من أصحاب الهمم، إضافة إلى تقديم خدمات للجمهور الخارجي من أصحاب الهمم، بهدف إسعادهم وتعزيز جودة حياتهم».

وعن الدافع الذي شجعها على العطاء في مجال تمكين أصحاب الهمم، قالت: «والدتي وصديقاتها من أمهات أصحاب الهمم كنّ مصدر الإلهام الأول، لما قدمن من جهود في التعليم الدامج، الذي لمست أثره الإيجابي ليس في المستفيدين من أصحاب الهمم فحسب، بل في أسرهم، وشكل الدافع الأكبر بالنسبة لي لمواصلة الطريق في مجال تمكين أصحاب الهمم، الذي لا أتوانى عن التأكيد عليه في مجلس شرطة دبي».

ومن إنجازات «باوزير» أنها كانت ضمن 3000 حول العالم يحصلون على مؤهل عالمي في «إمكانية الوصول»، الذي يُعنى بإدماج أصحاب الهمم في المباني والبيئة الرقمية، وأصبحت عضواً في الرابطة الدولية لمختصي إمكانية الوصول، وشاركت في تقديم دراسة حالة بـ«مناسبة اليوم العالمي لإمكانية الوصول»، حول تجربة جامعة زايد في استخدام التكنولوجيا المساعدة أثناء فترة التعليم عن بعد خلال جائحة كورونا، كما عملت مدربة معتمدة متخصصة في «التصميم الدامج» الذي يخدم جميع أفراد المجتمع، وقدمت ورشاً فيه، وفي العام الماضي نظمت باوزير ورشة تفاعلية في مدينة إكسبو، بمناسبة اليوم العالمي للكراسي المتحركة، كما شاركت باوزير في تقييم مبانٍ لشركات من حيث جاهزيتها وفق المعايير المحلية والعالمية لإمكانية الوصول. ومن المبادرات اللافتة التي قادتها باوزير كذلك، تقديم ورش لأصحاب الهمم الباحثين عن عمل، تضمنت كيفية اجتياز المقابلات الوظيفية، وتحسين السيرة الذاتية، وتطوير المهارات، ما أسهم فعلياً في حصول عدد منهم على فرص عمل حقيقية.

ونوهت باوزير «نقدر جهود الدولة في دعم المرأة و(صاحبات الهمة) بشكلٍ خاص، لذلك علينا أن نعمل بإخلاص لرد الجميل للوطن، وأن نكون فاعلين بشكل إيجابي ومستدام، ونُثبت أن الإعاقة ليست نهاية، بل بداية لمسار إنجاز مختلف».

دعم

وأكدت البطلة الرياضية في نادي دبي لأصحاب الهمم، فاطمة الكعبي، التي تعاني إعاقة حركية، وهي أمّ لطفلين من أصحاب الهمم، أن الدعم اللامحدود لصاحبات الهمة في الدولة أسهم في توليها مناصب مختلفة وتحقيقها الإنجاز تلو الآخر في شتى المجالات.

وذكرت الكعبي، التي تحلم بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، أن دورها كامرأة، وأمّ، وبطلة رياضية، هو إعداد جيل قادر على التحدي والنجاح، وعليه تحرص على إعداد ابنها محمد ليكون بطلاً رياضياً يمثل نادي دبي لأصحاب الهمم ودولة الإمارات.

وتبرز موهبة الكعبي التي بدأت مشوارها الرياضي برفع الأثقال، في رياضة الرماية بالمسدس التي اتجهت إليها لرغبتها في التميز والتفرد: «أحب التميز ولا أميل للتكرار، وتجذبني الأشياء القوية التي أثبت من خلالها أنني أستطيع الإنجاز بشكل أكبر وأفضل من غيري».

وأشارت الكعبي إلى الدعم الكبير الذي حظيت به من نادي دبي لأصحاب الهمم، الذي أسهم بشكلٍ كبير في تخطي العقبات وتذليل الصعاب، ولعب دوراً كبيراً في مشاركاتها في البطولات، ومن أبرزها المشاركة في كأس آسيا لرفع الأثقال في ماليزيا عام 2010، حيث «حصدتُ الميدالية الذهبية، وشاركتُ في الألعاب العالمية لرفع الأثقال في الهند عام 2011، وحصلت على المركز الثالث، إضافة إلى مشاركتي في الدورة العربية في القاهرة عام 2008، وظفرت بالمركز الثاني».

مهارات

من جانبها، أكدت هاجر علي (21 عاماً)، من ذوات «متلازمة داون»، أن دولة الإمارات تسعى دائماً لإبراز مهارات المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، مشيرة إلى أنها تشعر بالفخر، لكونها جزءاً لا يتجزأ من هذا التمكين والدعم المتواصل، وقالت: «القيادة الرشيدة لا تتوانى عن دعم المرأة الإماراتية لإبراز مهاراتها، والدليل أنني حظيت بفرصة العمل في ثلاثة أماكن مختلفة».

وتشارك هاجر في مقهى تملكه عائلتها، حيث تقوم بمهام متعددة مثل إعداد القهوة، وأخذ الطلبات من الزبائن وتقديمها، «ما يجلب لي سعادة كبيرة، وشعوراً بالإنجاز عندما أرى في أعين الزبائن الرضا والتقدير»، مشيرة إلى الدور الكبير الذي لعبه في حياتها «الداعمون الأوائل أفراد أسرتي ومعلماتي».

ووجهت الهاجري رسالة للمرأة الإماراتية في يومها: «نحن أكثر نساء العالم سعادة، وأكثر حظاً بقادتنا، و(صاحبات الهمة) يملكن أكبر الفرص للمشاركة في عملية نهضة وتطور المجتمع».

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا