استولى أحد المنتجين السينمائيين على رواية لي وحوّلها إلى فيلم دون موافقتي، فهل يحق له ذلك أم لا؟ (م.م) - دبي
نحن هنا بصدد الحديث عن المصنّفات المشتقة، وهي عبارة عن تحويل لون من ألوان الأدب أو الفنون أو العلوم إلى لون آخر، مثال ذلك تحويل قصة مكتوبة إلى فيلم سينمائي، كما في سؤال القارئ، أو إلى حلقات تلفزيونية أو إذاعية، أو تحويل مؤلف علمي إلى قصة مشوقة، أو تلخيص لمصنّف ما، أدبي أو علمي، بطريقة واضحة تنقله إلى الجمهور بصورة مصنّف مشتق متميز عن المصنف الأصلي، سواء من حيث حجمه أو من حيث الصياغة والأسلوب، أو من حيث اختيار الأفكار الملائمة للتعبير عن مضمون المصنّف الأصلي في التلخيص.
ويؤدي ما سبق إلى إضفاء الأصالة والابتكار على المصنف المشتق، وبالتالي يتمتع بالحماية القانونية، وفقاً لحق المؤلف. وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كان المصنف الأصلي لم يسقط في الملك العام، فيجب على القائم بالتحويل أن يحصل على موافقة المؤلف، وعليه لا يحق للمنتج السينمائي أن يأخذ قصة الروائي دون موافقته لطرحها كفيلم سينمائي، وهذا يعتبر اعتداء على حقوق الملكية الفكرية، وهو اعتداء على حقوق المؤلف الذي يتمتع بالحماية القانونية وفقاً لحق المؤلف، وهذا بالنسبة لسؤال القارئ. ولو توسعنا قليلاً في المصنف المشتق وفرضنا أن المخرج السينمائي أخذ موافقة الروائي، وجاء مخرج مسرحي وأخذ القصة من الفيلم السينمائي وأخرج بها مسرحية، فلا يجوز في ما بعد أن يتم تحويل الفيلم السينمائي إلى مسرحية دون استئذان الروائي، لأن حقه مازال قائماً لم يستنفد، وكذلك يجب استئذان صاحب الفيلم السينمائي.