لم يتردد طفل، يبلغ من العمر 10 أعوام، في اللجوء إلى شرطة الشارقة، بعدما شعر بالعجز عن مساعدة والدته التي تأثرت نفسياً بعد وفاة والده، فبعث رسالة استغاثة مؤثرة إلى الشرطة، قال فيها: «أمي متعبة جداً، وأشعر بأنها تحتاج إلى من يساعدها، ليس بالمال بل بالنصيحة، كيف يمكنني أن أجعلها سعيدة؟ وكيف يمكنني أن أكون ابناً جيداً لها؟»، وتعاملت الشرطة مع الرسالة بجدية وسرعة، إذ تحرك فريق مختص إلى منزل الأسرة للتحقق من أوضاعها، وتبيّن أن الأم تمر بظروف نفسية صعبة، نتيجة فقدان زوجها وتحملها مسؤولية أطفالها وحدها.
وعملت الشرطة على تقديم الدعم المعنوي للأم، حيث استمعت إلى مخاوفها والتحديات التي تواجهها في رعاية طفليها بعد وفاة زوجها، وحرصت على ربطها بمؤسسات اجتماعية متخصصة لتوفير الإرشاد النفسي والدعم اللازم لها، وألحقتها ببرامج تأهيلية تساعدها على اكتساب مهارات التكيف مع الظروف الجديدة، وتعزز قدرتها على تحقيق التوازن بين مسؤولياتها الأسرية والتزاماتها المهنية، بما يضمن استقرارها النفسي والاجتماعي، وانعكاس ذلك إيجاباً على أسرتها.
وأكدت شرطة الشارقة أن دورها لا يقتصر على الجوانب الأمنية فحسب، بل يشمل أيضاً دعم الأسر في الأزمات، وأن أبوابها مفتوحة لمساعدة الأسر بكل شفافية وسرية تامة، مشددة على التزامها بحماية الأفراد، وتعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي.
جاء ذلك خلال أعمال ملتقى الأهالي والشركاء في نسخته الخامسة، الذي تناول دور الشرطة والمجتمع في تعزيز الأمن والاستقرار، وأثره في الأفراد، إضافة إلى مناقشة تحديات عدة، من بينها تعاطي المخدرات، والقضايا الأمنية المرتبطة بفئات المجتمع المختلفة، بحضور مدير عام الإدارة العامة لمراكز الشرطة الشاملة، العميد إبراهيم مصبح العاجل، ورئيس الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أحمد إبراهيم الميل، ومدير إدارة شرطة المنطقة الشرقية، العميد الدكتور علي الكي الحمودي، وعدد من أعضاء المجلس الاستشاري بالشارقة، ورؤساء المجالس البلدية، ومديري الدوائر الحكومية بالمنطقة الشرقية، وأهالي المنطقة الشرقية، وعدد من فئة ذوي الإعاقة الحركية والسمعية.
وأكد العميد إبراهيم مصبح العاجل أهمية تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات الحكومية والمجتمعية في مواجهة التحديات، وتعزيز الوعي بين أفراد المجتمع، وتقديم خدمات شرطية استباقية للوقاية من الجريمة، مشيراً إلى أن الدور الأساس للشركاء لا يقتصر على الجهات الأمنية فقط، بل يمتد إلى بناء مجتمع يتفهم أهمية التكامل الاجتماعي، ويعزز من القيم التي تضمن حماية الأفراد.
وذكر أن التعاون بين الشرطة ومجالس الضواحي والجهات الحكومية والأسرة يصب في مصلحة المحافظ على الاستقرار المجتمعي، وذلك من خلال تقديم حلول مستدامة للتحديات الأمنية التي تؤثر في جودة الحياة في المجتمع.
من جانبه، قال العميد الدكتور علي الكي الحمودي إن الملتقى يعزز قيم التلاحم، والمسؤولية المشتركة بين المجتمع وأجهزته الأمنية في الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره، ويجسد رؤية القيادة العامة لشرطة الشارقة في «مجتمع آمن وشرطة رائدة»، والتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء أسرة متماسكة ومجتمع مستقر يسوده الأمن.
كما استعرض الملتقى محاور رئيسة حول أهم التحديات الأمنية والتوجهات المستقبلية للقيادة العامة لشرطة الشارقة في ظل التطورات التقنية والاجتماعية المتسارعة، واستدامة الاستقرار الأسري وأثره في أمن المجتمع.
شرطة الشارقة:
• دورنا لا يقتصر على الجوانب الأمنية فحسب، بل يشمل دعم الأسر في الأزمات، وأبوابنا مفتوحة للمساعدة بكل شفافية وسرية.