آخر الأخبار

مدارس تحجب «شات جي بي تي» لتعزيز التعلم والتنافسية بين الطلبة

شارك

اتخذت مدارس حكومية وخاصة إجراءات لحجب استخدام تقنية الذكاء الصناعي المعروفة باسم «شات جي بي تي»، بهدف تعزيز التنافس بين الطلبة، ومنع استخدام البرنامج في أي عمليات للغش خلال أدائهم مهامهم الدراسية، عقب تزايد استعانة الطلبة بهذه التقنية بشكل واسع لتحقيق تقييمات لا تعبر عن مستواهم الدراسي الحقيقي.

وتفصيلاً، حدّدت إدارات مدارس حكومية وخاصة، ضوابط لاستخدام تكنولوجيا المعلومات داخل المدرسة، وقصرت استخدام الإنترنت على الأغراض الدراسية فقط، ضمن اللوائح والأنظمة والقوانين التعليمية، ومنعت الطلبة من الوصول إلى عدد من المصادر والمواقع، وفي مقدمتها برنامج «شات جي بي تي» لمنع الاستعانة به داخل الصفوف.

ونفذّت مدارس ورشاً لتوعية الطلبة في الصفوف المتوسطة والعليا بمخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في أداء المهام الدراسية، وتبعات اللجوء إليه، حيث يعتبر وسيلة غير مناسبة لخوض تجارب التقييم الدراسي، واصفة اللجوء إليه بـ«التلاعب»، وأشارت إلى أن التقييمات الأسبوعية ستتم بالطرق التقليدية بدلاً من اللجوء إلى الأساليب التقنية من أجل التأكد من قيام الطلاب باجتياز الاختبارات بأنفسهم.

وأبلغ معلمون «الإمارات اليوم»، أنه تم الابتعاد عن الأسئلة المقالية بشكل كبير خلال التقييمات الدورية التي يتم إجراؤها داخل الصف، والتركيز على الاختبارات الشفوية، لضمان عدم استعانة الطلبة بروبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي»، وتصميم خطط دراسية تلزم الطلبة بتقديم بحوث يعدونها بأنفسهم أو إخضاعهم لامتحانات ورقية.

وشدّدوا على أن الهدف الرئيس من دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية هو تطوير المنظومة التعليمية ودعم الطلبة وتحسين مخرجات التعلم، وليس تسهيل عملية الغش والاتكالية، ما يستلزم اتخاذ تدابير أوسع لمنع استعمال الذكاء الاصطناعي داخل الصفوف وفي المنازل أيضاً، خلال أداء الطلبة لواجباتهم المنزلية أو تنفيذ المشاريع والبحوث المكلفين بها.

وأوضح معلم التكنولوجيا، رامي حسان، أن برنامج «شات جي بي تي» غير قادر على فهم الموضوعات المطروحة، ويعيد تدوير المحتوى، ما يؤثر في استفادة الطلبة منه كمرجع للبحث، ضمن المراجع المفترض أن يستعين بها الطلبة، كما أن «شات جي بي تي» يستنسخ الأجوبة، على عكس ما يعتقد الطلبة بأنه يمتلك معرفة بجميع الأمور.

وأشار معلم التاريخ، محمد الضو، إلى أن اعتماد الطلبة على الذكاء الاصطناعي في الحصول على المعلومات والإجابات ضار جداً، مشيراً إلى أن أبرز تحديات «شات جي بي تي» تتمثل في ثقة الطلبة بما يقدمه لهم، رغم أن معلوماته التاريخية مشوشة وغير سليمة، فضلاً عن أن المصدر الأساسي الذي يستخدمه البرنامج لاستقبال البيانات ومعالجاتها هو الإنترنت، وهو عالم مفتوح ومعلوماته غير دقيقة، ومن ثم يقدم معلومات خاطئة للمستخدمين في مرات كثيرة.

وأشار المعلمون، أشرف خليل، ونهى مجدي، وريهام صلاح، إلى أن الطلبة يستخدمون اللاب توب والأجهزة اللوحية بالصفوف في جميع المواد الدراسية، وباتوا يستخدمون «شات جي بي تي» داخل الحصص الدراسية، لمساعدتهم على إنجاز التكليفات أو الاختبارات التي تتم داخل الصف، وحتى الأوراق البحثية المطلوب إنجازها.

ولفتوا إلى أن الطلبة أخيراً أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على «شات جي بي تي»، في إعداد تقارير وكتابة الموضوعات التعبيرية في اللغتين العربية والإنجليزية، وتوفير المعلومات التاريخية والعلمية، أو حل معادلات الكيمياء، وأسئلة العلوم والفيزياء، والرياضيات، في وقت قصير للغاية، ما يثير مخاوف حول النزاهة الأكاديمية ومستقبل التعليم، مشيرين إلى أن الإجابات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي يتم كشفها من قبل المعلمين بسهولة، حيث إنها تختلف كلياً عما ينتجه الطلبة في هذا العمر، وتفتقد للأخطاء البشرية الطبيعية سواء في الصياغة أو العرض، أو الوصول للنتيجة مباشرة دون الخطوات اللازمة التي من المفترض أن يجريها الطالب. وحذّروا من أن توسّع الطلبة في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بات يقلق المجتمع التعليمي لما يترتب عليه من تآكل في المهارات التعليمية، حيث يقلل من قدرة الطلبة على الاعتماد على الذات، والتفاعل والتفكير المستقل، وحلّ المشكلات بشكل فردي، ما يحدّ من قدرتهم على التحدي والابتكار، وهي من المهارات الأساسية للنجاح في الحياة بشكل عام، وسوق العمل بشكل خاص، ما يستلزم معالجة سريعة وتقييماً شاملاً، ووضع ضوابط أخلاقية للاستعانة بالذكاء الاصطناعي في التعليم، ضمن استراتيجية واضحة ومحددة تضمن دمج الذكاء الاصطناعي، بطريقة تعزز التعلم الذاتي وتحافظ على جودة التعليم واستدامته، وتعزّز أيضاً من التفاعل البشري والأنشطة الإبداعية في الوقت ذاته.

إدارات مدرسية:

. تجارب التقييم الدراسي الأسبوعي، ستتم بالطرق التقليدية بدلاً من الأساليب التقنية، للتأكد من اجتياز الطلبة للاختبارات بأنفسهم.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا