آخر الأخبار

"دبي بودفست 2024" يجمع نخبة صناع المحتوى الصوتي في العالم العربي لبحث مستجدات البودكاست

شارك الخبر

تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، نظّم نادي دبي للصحافة اليوم (الاثنين) الدورة الرابعة من "دبي بودفِست"، الحدث الأول من نوعه في المنطقة، وأكبر تجمع للبودكاسترز وصُنّاع المحتوى الصوتي العرب، لمناقشة مستقبل البودكاست العربي، والتأسيس لمرحلة جديدة من تطوره في ضوء مستجدات التقنيات والأدوات المستخدمة في صناعة المحتوى، وتسليط الضوء على التجارب الملهمة واكتشاف وتشجيع الكفاءات المبدعة في هذا المجال.

 وتناولت هذه الدورة، التي استقطبت نخبة صُنّاع المحتوى الصوتي من داخل دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم العربي، مجموعة من الموضوعات المهمة في سياق العديد من المحاور المرتبطة بما وصلت صناعة المحتوى الصوتي من تقدم في العالم العربي، وأبرز العوامل المؤثرة في انتشار البودكاست في المنطقة وزيادة عدد ساعات الاستماع.

دور رائد

 ورحّبت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيس نادي دبي للصحافة بجميع المشاركين في "دبي بودفِست 2024"، وأكدت أن الحدث يواصل في دورته الرابعة هدفه المتمثل في رسم صورة واضحة لواقع ومستقبل قطاع إعلامي سرعان ما نجح في أن يفسح لنفسه مساحة معتبرة على خارطة الإعلام العربي، والتي صفتها بأنها آخذة في التمدد، بفضل ظهور العديد من التجارب الناجحة التي تمكنت من الاستحواذ على اهتمام ومتابعة قاعدة جماهيرية عريضة.

 وقالت سعادتها: نجح صُنّاع المحتوى الصوتي في إكساب هذا الشكل الإعلامي الذي لم يعد جديداً، مكانة جديرة بالتوقف عندها والنظر في المقومات التي أفضت إلى هذا النمو اللافت الذي نشهده للبودكاست في العالم العربي، وربما من أهم تلك المقومات نوعية المحتوى المُقدّم عبر مجموعة كبيرة من التجارب الناجحة والمتميزة والتي نجحت في إقصاء شبهة "السطحية" بالاهتمام بموضوعات حيوية تلامس حياة المجتمع، ما أسهم في إكساب هذا الشكل الإعلامي قبولاً سريعاً ونمواً قوياً محققاً أصداء إيجابية كبيرة لدى المتلقي العربي؛ ولاشك في أن البودكاست إضافة مهمة للمشهد الإعلامي العربي ونحن حريصون على مواصلة العمل بشكل وثيق مع شركائنا في القطاع لدعم نموه وتعزيز مردوده الإيجابي في المجتمع

 وأكدت سعادة منى المرّي، أن مبادرة نادي دبي للصحافة لإطلاق "دبي بودفِست"، قبل سنوات كأول حدث من نوعه والأكبر على مستوى المنطقة لصناع المحتوى الصوتي، يعكس مكانة دبي الريادية في مجال العمل الإعلامي العربي، وسعيها المستمر لتحفيز الإبداع والاحتفاء بالمبدعين في شتى المجالات الإعلامية، لافتة إلى أن الحدث يضم في هذه الدورة، كما هو الحال في دوراته السابقة، مجموعة من أبرز وانجح التجارب العربية والمحلية في هذا المجال، لمزيد من تبادل الآراء والأفكار حول سبل الارتقاء بالبودكاست العربي وتأكيد فرص استدامته كساحة إعلامية جديدة كنافذة يطل منها الفكر المبدع على المتلقي العربي في كافة أنحاء العالم.

 وقد أسهمت صناعة المحتوى الصوتي في توسيع تنوع وسائل الإعلام وإمكانية الوصول إليها وكانت سبباً في تقديم تجربة أكثر تخصيصة ومرونة وتركيزًا على المتلقّي، حيث من المتوقع أن يستمر تأثيرها على الأفق الإعلامي مع مواصلة النمو، خاصة مع دمج التقنيات الجديدة مثل الواقع المعزز، والتي ستنقل الإعلام إلى مرحلة جديدة أكثر تفاعلية.

حوار شامل

 وأكدت مريم المُلا مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، القيمة الكبيرة لاجتماع هذه النخبة من صُناع المحتوى الصوتي في دبي ضمن حوار شامل حول ما يمكن القيام به من أجل تعزيز مستقبل هذه الصناعة الإعلامية التي أشارت إلى تناميها في العالم العربي أسوة بالنمو الذي تشهده على الصعيد العالمي.

 وقالت المُلا، في الكلمة الافتتاحية للدورة الرابعة لدبي بودفِست، إن صناعة البودكاست في المنطقة العربية أصبحت بلا شك جزءا أساسياً من مستقبلها الإعلامي، مشيرة إلى أن التجربة العربية خلال السنوات الماضية ناجحة وينتظرها مزيد من الازدهار، فيما أثبتت تلك التجربة أكثر من متغير، بدءاً من ظهور ثقافة البودكاست سواء المصور أو المسموع وانتشاره السريع في المنطقة العربية، ما أكد أن الوسائط الإعلامية لا تموت وإنما تتحول وتتجدد، فيما تشكل المتغير الثاني في الانطباع العام حول انتشار الفيديوهات القصيرة وثقافة (الريلز) والمحتوى المصور ومدته دقيقة أو دقيقتين، حيث كان هذا الاتجاه حتى وقت قريب من ضمن تطلعات المتلقّي العربي، ولكن مع ظهور البودكاست انقلبت الاتجاهات وتغيرت رغبات الجمهور، لدرجة أننا أصبحنا نرى اتجاه المتابع للاستماع لحلقات البودكاست لمدة ساعة وأحياناً ثلاث ساعات، ما يمثل ظاهرة إعلامية لافتة.

 وأضافت الملا: كل هذه المتغيرات نضعها اليوم تحت المجهر لدراسة الاتجاهات الإعلامية الحديثة ومنها البودكاست على وجه التحديد، مؤكدة حرص نادي دبي للصحافة على مواصلة جهوده لدعم إطلاق العديد من المنصات والمدونات الصوتية في دولة الإمارات والمنطقة العربية، تأكيداً على مكانة دبي كمركز رئيسي للتقنية والإبداع والابتكار وترسيخاً لدورها الرائد ومكانتها المتنامية كوجهة أولى لتطوير الإعلام الرقمي في المنطقة.

 وتشير الإحصاءات المنشورة على موقع "ستاتيستا" الإحصائي العالمي إلى أن صناعة البودكاست آخذة في النمو عالمياً، حيث من المتوقع أن يكون عدد المستمعين للمحتوى الصوتي حول العالم قد تخطى النصف مليار مستمع، بنهاية العام 2023، مع توقع استمرار مؤشرات النمو في الارتفاع لهذا القطاع خلال السنوات المقبلة، كما يشير الموقع ذاته.

 ويذكر الموقع أنه، وبشكل عام، فقد نجحت المدونات الصوتية في ترسيخ مكانتها في المشهد الإعلامي وتطورت لتصبح جزءاً أساسياً من صناعة الإعلام في السنوات الأخيرة، وبفضل تنوع محتواها وسهولة استخدامها، أصبحت المدونات الصوتية مكوناً مهماً من مكونات الإعلام المعاصر فيما تشير التوقعات إلى أن الأعداد المتنامية من مستمعي المحتوى الصوتي سيستمر في الازدياد مستقبلاً، خاصة إذا تمكنت الوسائط الإعلامية من الوصول إلى فئات جديدة في المجتمع.

جلسات متنوعة

 واستعرض المشاركون في النسخة الرابعة من "بودفِست دبي" أوضاع ومستقبل المحتوى الصوتي العربي وذلك بمشاركة العديد من أهم وأبرز صناع البودكاست وبحضور عدد من ممثلي مؤسسات إقليمية متخصصة في صناعة البودكاست والتدوين الصوتي وجمع من الإعلاميين والمهتمين بهذه الصناعة في المنطقة.

 وشهد الحدث الأول من نوعه في المنطقة المعني بقطاع البودكاست ونظم دورته الرابعة نادي دبي للصحافة بمقره في وان سنترال- مركز دبي التجاري العالمي، وعلى مدار يوم واحد، مناقشات معمقة تم خلالها فتح الباب لجميع المشاركين للإدلاء بأفكارهم وتصوراتهم حول واقع ومستقبل صناعة المحتوى الصوتي أو "البودكاست" في المنطقة العربية.

 وأكد المشاركون في تلك الجلسات على ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة من خلال توفير التمويل اللازم لها ورصد المقومات اللازمة لتحفيز نمو المحتوى الصوتي وتوسيع نطاق متابعيه بما يسهم في النهوض بهذا الشكل الإعلامي الجديد، فضلا عن ضرورة العمل على تعزيز التواجد العربي في مشهده العالمي من خلال محتوى رفيع الجودة وذي مردود إيجابي على المجتمعات العربية، وأهمية العمل على إيجاد مساحة أكبر لنمو هذه الصناعة في العالم العربي.

مستقبل البودكاست

 واستضافت الجلسة الرئيسية لدبي بودفِست 2024، جيمس كريدلاند، رئيس تحرير موقع وبودكاست "بود نيوز دوت كوم" المتخصص في نشر الأخبار المعنية بصناعة المحتوى الصوتي والذي تأسس في العام 2017، وحملت الجلسة عنوان "مستقبل البودكاست - توجهات إبداعيّة وتقنيّة ترسم مسار القطاع".    

 وقدّم كريدلاند خلال الجلسة عرضاً شاملاً تناول حال البودكاست على مدار عام مضى، وما آل إليه في الوقت الراهن، وقراءته لمستقبله في المرحلة المقبلة، في ضوء ظهور التقنيات الجديدة ومن أهمها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحول البودكاست من الاعتماد فقط على المحتوى الصوتي إلى تضمين المحتوى المرئي، مقدماً أمثلة لهذا التحول من خلال تتبع عدد من المنصات الرقمية العالمية.

 وقال المتحدث إن صناعة البودكاست مرت بعام وصفه بالصعب، مستشهداً ببعض الحالات التي أنهت فيها بعض المنصات تعقادتها مع عدد كبير من العاملين فيها، فيما تم توجيه الاتهام للبعض الآخر بعدم تسديد المستحقات المالية لصناع المحتوى، فضلا عن قيام شركة "أبل" بإجراء بعض التحديثات البسيطة على نظام تحميل المواد الإعلامية في نظام iOS17 ولكنها أدت إلى بعض التعقيدات في عمليات التحميل، عند محاولة الرجوع إلى محتوى أقدم على المنصة، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد عمليات التحميل للمحتوى على "أبل".

 إلا أن كريدلاند رأى أن هذا الوضع لم يدم طويلاً مع بوادر مشجعة على تحول الأمور إلى الأفضل، مستشهداً بعدد من الأمثلة لمنصات عالمية كبرى تمكنت من تحقيق نمو مالي جيد، وأشار إلى حقيقة أن المحتوى الصوتي المقدم عند الطلب (On demand) بات يتصدر المشهد متقدماً على المحتوى المُقدّم عبر أثير البث الحي.

 واستعرض جيمس كريدلاند خلال الجلسة مجموعة من الإحصاءات التي تشير إلى مدى نمو صناعة المحتوى الصوتي، وقال إن عدد منصات البودكاست على "أبل بودكاستس" وصل إلى نحو (2,716,700) بودكاست، مشيراً إلى أن تصنيفات البودكاست تتركز بصورة كبيرة في ما هو منها "تعليمي" وتأتي في المقدمة برصيد يزيد على 400 ألف بودكاست ومن ثم "المجتمعي والثقافي" ويليهم من حيث الانتشار "الاقتصادي" و"الفني".

 وحول الأجهزة التي يتم الاعتماد عليها بصورة واسعة في استقبال المحتوى، قال كريدلاند إن انتشار البودكاست يعتمد بصورة أساسية على أجهزة الهاتف النقال والتي تمثل نسبة 94 بالمئة من الأجهزة التي يتم من خلالها تلقي المحتوى الصوتي، ومن ثم جهاز الحاسوب بنسبة 4 بالمئة

فن إخراج البودكاست

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك الخبر

إقرأ أيضا