آخر الأخبار

روبوتات وحصار شامل.. هكذا تستعد بكين لغزو تايوان

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تناول مقال نشره موقع "شيناري إيكونوميشي" الإيطالي أبعاد المناورات العسكرية الصينية الواسعة حول جزيرة تايوان، والتي أطلقت عليها بكين "مهمة العدالة 2025".

وقال كاتب المقال فابيو لوغانو إن هذه المناورات، التي تُعد الأكبر من نوعها في السنوات الأخيرة، تُظهر استعدادات غير مسبوقة لتطويق الجزيرة لوجستيا عبر أسلحة متطورة وحصار خانق على أبرز الموانئ، موجّهة رسائل واضحة لتايبيه وحلفائها.

شارك في المناورات 89 طائرة عسكرية و14 سفينة حربية، إضافة إلى 4 سفن انتشرت غرب المحيط الهادي

بدورها، أدانت وزارة الدفاع التايوانية المناورات ووصفتها بأنها تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي، ووضعت منظومة دفاعاتها في حالة تأهب، وفي مقدمتها أنظمة الصواريخ الأميركية هيمارس.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 حزم مقابل العتب.. هكذا تناول الإعلام بالسعودية والإمارات تطورات اليمن
* list 2 of 2 كاتبة إسرائيلية: ترامب قدّم لنتنياهو أفضل دعاية انتخابية end of list

تفاصيل العملية

أوضح الكاتب أن هذه المناورات تُعد السادسة من نوعها منذ 2022 -العام الذي زارت فيه تايبيه رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي– لكنها تحمل سمات تجعلها أكثر شمولا وخطورة من سابقاتها.

وذكر أن العملية الحالية تُجرى في 7 مناطق تحيط بالجزيرة، وهو رقم قياسي من حيث شمولية التغطية وقربها من السواحل التايوانية، والهدف المُعلن لا يقتصر على استعراض القوة، بل يشمل اختبار القدرة الفعلية على شلّ الموانئ الحيوية.

ونقل المقال عن رويترز أن المناطق المستهدفة تشمل ميناء كيلونغ شمال الجزيرة، ومنطقة كاوهسيونغ الصناعية في الجنوب.

وفرضت إدارة السلامة البحرية الصينية إغلاق مساحات واسعة في البحر والمجال الجوي، مع تدريبات رمي استمرت نحو 10 ساعات، وشاركت في المناورات 89 طائرة عسكرية و14 سفينة حربية، إضافة إلى 4 سفن انتشرت غرب المحيط الهادي.

وعلى خط التماس الساحلي، دفعت الصين بـ14 زورقا من خفر السواحل، تمركز بعضها في حالة ترقب داخل المنطقة المتاخمة للجزيرة على بعد 24 ميلا بحريا.

وانعكس التصعيد فورا على حركة الطيران، حيث تأثر أكثر من 100 ألف مسافر جراء تأخير الرحلات الدولية، وتم إلغاء 80 رحلة داخلية.

لماذا الآن؟

وأكد الكاتب أن توقيت عملية "مهمة العدالة 2025" ليس اعتباطيا، بل يمثل ردا محسوبا بعناية على حدثين أثارا غضب بكين.

إعلان

وتمثل الحدث الأول في موافقة واشنطن مؤخرا على صفقة بيع أسلحة لتايوان بقيمة 11 مليار دولار، تشمل أنظمة متقدمة تهدف إلى تحويل الجزيرة إلى حصن عسكري عالي الكلفة ضد أي محاولة غزو.

أما الحدث الثاني فتمثل في تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، التي لمّحت إلى أن أي هجوم على تايوان قد يستدعي ردا عسكريا من طوكيو، وهو ما اعتبرته بكين تهديدا مباشرا لوحدة أراضيها.

وفي هذا السياق، صرّح الكولونيل شي يي، المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني، بأن المناورات "تمثل تحذيرا جادا لمؤيدي استقلال تايوان وضد التدخلات الخارجية".

رسائل للداخل والخارج

وأوضح الكاتب أن اللقطات التي بثتها وسائل الإعلام الرسمية الصينية، والتي أظهرت استخدام كلاب روبوتية مسلحة وطائرات مسيّرة وروبوتات آلية، تهدف إلى إبراز القفزة النوعية في القدرات التكنولوجية الصينية.

ويرى أن هذه المشاهد تعكس تحولا في العقيدة العسكرية الصينية نحو مفهوم "الحرب دون تماس"، بهدف تقليص الخسائر البشرية خلال مرحلة الإنزال البرمائي، وهي المرحلة الأكثر حساسية ودموية في أي سيناريو محتمل لغزو تايوان.

وأضاف أن صور المناورات التي كانت أشبه بلقطات من أفلام الخيال العلمي، تهدف إلى إبهار الرأي العام داخليا، وبث الخوف في الأوساط الغربية في الآن ذاته، في ظل تصاعد التنسيق العملياتي بين تايوان والولايات المتحدة.

مصدر الصورة شاشة تبث أخبار المناورات العسكرية الصينية حول تايوان، في بكين 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري (رويترز)

سيناريو الحصار

ولفت الكاتب إلى أن أكثر ما يثير القلق هو اختبار الصين قدرتها على عزل تايوان عبر إغلاق موانئها. وأوضح أن الحصار البحري قد يعرقل وصول الطاقة، ولا سيما الغاز الطبيعي المسال، ويؤثر في الوقت نفسه على صادرات أشباه الموصلات إلى الأسواق العالمية.

ونقل المقال عن محللين أن بكين تعمل تدريجيا على طمس الخط الفاصل بين "التدريبات العسكرية" و"التحضير لهجوم فعلي"، بما يقلص زمن الاستعداد لمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا