وصل رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، مساء السبت 8 من نوفمبر/تشرين الثاني، إلى العاصمة الأمريكية، في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس سوري إلى واشنطن منذ عام 1946.
ومن المقرر أن يلتقي الشرع بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإثنين 10 من نوفمبر/تشرين الثاني. ويُتوقع أن يشمل جدول أعمال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، وجهود خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
ويسعى الشرع إلى رفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده، وإقناع المجتمع الدولي بالمشاركة في جهود إعادة إعمار سوريا والاستثمار بها، بعد صراعٍ دامٍ عاشته البلاد لما يزيد عن 13 عاما.
وتشكل إعادة الإعمار أحد أبرز التحديات التي تواجه السلطة الانتقالية، إذ يُقدر البنك الدولي احتياج سوريا إلى قرابة 216 مليار دولار، من أجل إعادة تأهيل البنية التحتية وما دمرته الحرب السورية.
كما يُتوقع أن تشهد الزيارة توقيع رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على اتفاق انضمام سوريا إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد ما يعرف بـ "تنظيم الدولة الإسلامية".
وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، قد قال مطلع الشهر الجاري، إنه يأمل أن يُوقع الشرع خلال الزيارة على اتفاق انضمام سوريا إلى التحالف الدولي.
وكذلك ترغب الولايات المتحدة في التوصل إلى تفاهمات وإطار تسوية بين سوريا وإسرائيل.
ويأمل ترامب في إقناع المزيد من الدول بالانضمام إلى ما يُعرف بـ"الاتفاقات الإبراهيمية"، وفي هذا الإطار تُعد سوريا إحدى الدول المرشحة في نظره.
لكن يستبعد مراقبون أن يوافق الشرع على الانضمام إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" دون تسوية تقبل بها دمشق لوضع مرتفعات الجولان المُحتلة من جانب إسرائيل.
وفي المقابل، يرى محللون أنه من المتوقع أن يحاول الشرع إقناع الرئيس الأمريكي بممارسة ضغوط على إسرائيل لوقف الاعتداءات واحترام سيادة سوريا.
وتأتي الزيارة بعد يومين من موافقة مجلس الأمن الدولي على رفع العقوبات عن الشرع ووزير داخليته، أنس خطاب، بناء على مشروع قرار تقدمت به واشنطن.
كما رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوباتهما على الشرع، بعد أن كانت واشنطن قد رصدت، سابقا، مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
وتُعد هذه زيارة الشرع الأولى لواشنطن، والثانية إلى الولايات المتحدة، عندما حضر الشرع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025.
والتقى الشرع ترامب للمرة الأولى، في مايو/أيار الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بوساطة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال زيارة تعهّد خلالها الرئيس الأميركي برفع العقوبات المفروضة على سوريا.
ويرى مراقبون أن لقاء الشرع وترامب يحمل رسائل متعددة: فبالنسبة لدمشق اعتراف دولي بعودة الشرعية السورية إلى الساحة الدولية، وبالنسبة لواشنطن فرصة لاختبار توجهات القيادة الجديدة في دمشق بعد سنوات من القطيعة والعقوبات.
وربما يمنح الانفتاح الأمريكي على دمشق واشنطن، فرصة إيجاد موطئ قدم في بلدٍ كان النفوذ الروسي والإيراني هو السائد خلال سنوات من حكم الأسد.
ومن المقرر أن تستمر زيارة الشرع عدة أيام، يعقد خلالها لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وأعضاء في الكونغرس.
والتقى الشرع في واشنطن، الأحد 9 من نوفمبر/تشرين الثاني، بعدد من ممثلي المجتمع والمنظمات السورية، وتحدث الشرع عن أهمية روح التعاون بين السوريين في المهجر، مؤكدا أن "سوريا تُبنى بسواعد أبنائها في الداخل والخارج".
برأيكم،
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة