في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بغداد- مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، واحتدام الصراع والتنافس بين القوى السياسية على مقاعد مجلس النواب، تبرز أصوات الشارع كمقياس حقيقي لمدى ثقة المواطن في العملية الديمقراطية.
وتباينت آراء المواطنين في أروقة العاصمة بغداد والمحافظات؛ حيث يرى فريق أنها الفرصة الأخيرة للتغيير وتحقيق الإصلاح، معلنين عزمهم على المشاركة كـ "واجب وطني".
في المقابل، يعبّر آخرون عن حالة من الإحباط العميق واللامبالاة، مرجعين ذلك إلى "تكرار الوجوه نفسها واستشراء الفساد والهيمنة الخارجية"، وهذا يدفعهم نحو خيار المقاطعة أو التردد الكبير في حسم خياراتهم التصويتية.
وأكد عدد من المواطنين على أهمية المشاركة في العملية الانتخابية باعتبارها "واجبا وطنيا" و"الجزء المهم الذي يحدث لتغيير واقع الحال". وقالت إحدى المشاركات للجزيرة نت إن "التصويت هو أقل شيء نقدمه لهذا البلد"، مشددة على ضرورة اختيار الشخص الذي يعتقد أنه الأنسب.
من جانبها، أعلنت إحدى المواطنات تأييد تجمع سياسي مرشح، مبررة ذلك بأن رئيسه "إنسان وطني نزيه، ثبتت وطنيته ونزاهته وشجاعته بشهادة من الشعب". ودعا مواطن آخر إلى التصويت "لمن يخدم البلد بصورة عامة بغض النظر عن التسميات"، مشيرا إلى أهمية اختيار الأكاديميين، كما يرى آخر أن الانتخابات هي "الحل الوحيد الآن في التغيير".
في المقابل، كانت آراء المقاطعين الذين أدلوا بشهاداتهم للجزيرة نت أكثر حدة، معبرة عن "تعب من تكرار الوعود والنتائج"، وأكد أحد المواطنين مقاطعته بسبب مشاركة "نفس الوجوه"، مشبها التغيير الموعود بـ "تغيير ريش بنكة" (مروحة سقفية)، ما يعني تغييرا سطحيا لا يغير من الواقع شيئا.
في حين أبدى مواطن آخر رفضه لكون الانتخابات أصبحت عملية "شراء كرسي"، مشيرا إلى مزاعم حول "توزيع أموال مقابل البطاقة الانتخابية"، ومتسائلا عن غياب الرقابة.
وقال آخر إن الدولة العراقية "فشلت في بناء القرار الوطني وأصبحت ضعيفة أمام الابتزاز الإقليمي والدولي"، وطالب بـ"إلغاء واقع المحاصصة السياسية". وتحدث آخر عن مقاطعته للسبب نفسه، موضحا أنه لم يذهب لاستلام بطاقته الانتخابية الأصلية ولا ينوي إصدارها مطلقا، "لأن أغلب المرشحين عبارة عن آلات تدار من الخارج" حسب تعبيره.
ورصدت الجزيرة نت آراء مجموعة من المواطنين الذين أبدوا عزمهم على الإدلاء بأصواتهم لشخصيات وكيانات سياسية محددة في الاستحقاق القادم، وأعلن أحدهم عن نيته التصويت لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ، واصفا إياه بـ "الرجل البطل الشجاع الذي يمتلك المعرفة اللازمة لقيادة دفة العراق ".
في حين لفت مواطن آخر إلى ميله لدعم رئيس مجلس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني ، مبررا ذلك بأنه "عراقي أصلي عايش معنا"، وحمّل التحديات الراهنة للظروف الخارجية المحيطة، معبرا في الوقت ذاته عن أمله بوعي الشعب العراقي باختيار من يخدم البلاد.
وأكد مواطن آخر للجزيرة نت أنه سيختار "الشخص الكفؤ" الذي يراه جديرا بتمثيله لمعالجة المشكلات اليومية وتوفير الخدمات، مشددا على مبدأ عدم اختيار من تمت تجربته سابقا.
أعداد المُرشحين المستبعدين من الانتخابات البرلمانية العراقية في تزايد.. ما الأسباب؟ pic.twitter.com/j0u0VhxKof
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 10, 2025
وفيما يتعلق بالمناطق التي عانت من ويلات الحرب، ذكر ناخب من المناطق المحررة للجزيرة نت أنه سيدعم "تحالف العزم"، لأن برنامجهم الانتخابي يركز على إعادة الخدمات والبنى التحتية للمحافظات التي عانت كثيرا، بالإضافة إلى مطالباتهم "بتمثيل سياسي حقيقي بعيد عن التبعية".
من جهته، صرح مواطن شاب في الثلاثينات من عمره للجزيرة نت بأنه سيعطي صوته لتحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي ، معتبرا أنهم "يدعمون الشباب ويرفعون شعارات تجديد الدماء في المؤسسات، وهذا هو ما يحتاجه العراق حاليا لتقليل البطالة وتوفير فرص معيشية".
وفي إطار السعي نحو حلول جذرية، أوضح مواطن آخر للجزيرة نت أنه سيتجه لدعم تحالف البديل برئاسة عدنان الزرفي، مبينا أن اختياره جاء "لحاجة البلاد الماسة إلى تأسيس دولة مدنية حقيقية، بعيدة عن هيمنة التحزبات والولاءات الضيقة التي أعاقت تقدم البلد طويلا".
كما أفاد مواطن آخر للجزيرة نت بعزمه التصويت لتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم ، مرجعا ذلك إلى "خطابهم المتوازن الذي يدعو إلى انفتاح العراق على الجميع، فهم يرون مصلحة البلد في الحياد الإيجابي والتصالح مع الذات والابتعاد عن التخندق الطائفي".
المصدر:
الجزيرة