آخر الأخبار

حزب الله ولبنان وإسرائيل.. "الانتحار" أو "سلاح الدولة"

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مشهد سياسي وأمني محتدم في بيروت على وقع التصعيد الإسرائيلي

تتزايد حدة المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مع ارتفاع وتيرة الهجمات والاغتيالات والاستهدافات الجوية والبرية من جانب الجيش الإسرائيلي.

فإسرائيل، وفق ما أعلنه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ترفض أن يتحول لبنان إلى "جبهة جديدة" ضدها، متوعدة بعدم السماح لحزب الله بإعادة التسلح والتعافي.

أما وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فاتهم الحزب بـ"اللعب بالنار"، محذرا من تكثيف العمليات ضد مواقعه في الجنوب، وداعيا الحكومة اللبنانية إلى نزع سلاحه وإخراجه من هذه المنطقة.

كما أكد في تصريحات للقناة 14 الإسرائيلية، أن بلاده ستتعامل مع أي تهديد، مشيرا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بهذه المواقف.

كما شدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن إعادة تسليح حزب الله ستكون لها "تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان"، واعتبر أن "الإرهاب ترسخ في لبنان وإزالته ضرورة لاستقرار المنطقة".

وتُرجمت هذه المواقف ميدانيا عبر تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربات استهدفت 4 عناصر من قوة "الرضوان" التابعة لحزب الله، من بينهم مسؤول الدعم اللوجستي، كما قصفت مسيّرة إسرائيلية سيارة رباعية الدفع في دوحة كفر من عند الأطراف الشرقية للبلدة.

أما في الداخل اللبناني، فقد شدد رئيس الحكومة نواف سلام على "الاستمرار في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة"، مؤكدا أن "لبنان ماض بهذا النهج وفق خطة الجيش".

في المقابل، دعا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الحكومة إلى دعم الجيش ليتمكن من "التصدي للانتهاكات الإسرائيلية"، في وقت يرى به محللون أن "الحزب يجر الدولة اللبنانية إلى مواجهة لا علاقة لها بها".

وخلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، قدم الخبير العسكري والاستراتيجي خليل الحلو قراءة دقيقة لتشابك الموقفين الداخلي والخارجي، مؤكدا أن "قضية اللبنانيين مع حزب الله لا علاقة لها بإسرائيل"، وأن "اللبنانيين السياديين يطالبون منذ 25 سنة بحصر السلاح بيد الدولة، وليس اليوم فقط".

واعتبر الحلو أن "رئيس الحكومة اللبنانية مصر على الاستمرار في عملية نزع سلاح حزب الله واستلام الجيش كل المراكز في الجنوب والشمال"، مشيرا إلى أن "التهديدات الأميركية كان لها صدى واضح في لبنان"، وهو ما انعكس في خطاب حزب الله نفسه، حيث بدأ يقول إنه "لا ينوي مهاجمة إسرائيل إلا إذا هاجمته"، وهو ما يعده الحلو تطورا لافتا في خطاب الحزب.

وأشار الخبير العسكري إلى أن "رئيس لبنان منذ توليه السلطة وعد بحصر السلاح بيد الدولة ولم يفعل شيئا"، مضيفا أن "اللبنانيين لم يشعروا بأي جهد جدي في هذا الاتجاه"، حتى عندما طرح الرئيس التفاوض مع إسرائيل أسوة بدول المنطقة بعد قمة شرم الشيخ، عاد وتراجع تحت ضغط حزب الله الذي اعتبر التفاوض "خيانة".

ورأى الحلو أن "الجيش اللبناني يقوم بمهامه بشكل جيد"، مشيرا إلى أن " الولايات المتحدة أفرجت عن هبة بقيمة 190 مليون دولار بعدما تبين للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس فعالية الجيش في الجنوب، مما يدل على أداء إيجابي ومهني".

لكنه في المقابل أكد أن "المشكلة تكمن في الموقف الرسمي المتقلب"، موضحا أن "السلطة التنفيذية لا تترجم دعمها للجيش بخطوات عملية، ولا يوجد تلاحم حقيقي بين الجيش والحكومة".

واعتبر الحلو أن "الحديث عن حرب أهلية في لبنان غير جدي إطلاقا، لأن الحرب تحتاج إلى طرفين، ولا يوجد اليوم من يريد مواجهة حزب الله عسكريا"، مضيفا أن "الحزب لا يملك الموارد المالية الكافية لتمويل حرب كهذه، وأن إيران بالكاد تموله ليستمر".

وأشار إلى أن "حزب الله يبالغ في حديثه عن امتلاك تمويل لـ6 سنوات"، متسائلا: "إذا كان هذا صحيحا فلماذا لم يرد على إسرائيل بعد مقتل مسؤوليه وتدمير مراكزه؟".

وفي نظر الحلو، فإن "سبب ضعف الموقف اللبناني هو غياب رجال الدولة الحقيقيين الذين يحتكمون للدستور والقانون"، مؤكدا أن "هناك مراهنة خاطئة لدى بعض المسؤولين على انشغال واشنطن عن لبنان، رغم أن السياسة الأميركية واضحة في مواجهة التنظيمات غير الحكومية مثل حزب الله".

وشدد على أن "مصلحة لبنان تكمن في الاصطفاف مع العالم العربي ودول الخليج ومصر وسوريا وتركيا، لا في الابتعاد عنهم".

وعن احتمالات التصعيد، أوضح الحلو أن "القصف الإسرائيلي لم يتوقف يوما واحدا منذ 27 نوفمبر من العام الماضي" وقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأن "لبنان ليس في حالة سلام بل في قلب الحرب"، لكنه استبعد "اجتياحا بريا إسرائيليا" لأن إسرائيل تحقق أهدافها من دون ذلك.

وأضاف: "العمليات الجوية أفرغت الجنوب من سكانه بعمق يتراوح بين 5 و8 كيلومترات، بينما عاد الإسرائيليون إلى الشمال".

وختم الحلو بالقول إن "ما يمكن أن يحصل هو استمرار التصعيد الجوي ضد حزب الله وربما على نطاق أوسع، ما لم تعلن الحكومة اللبنانية موقفا واضحا يعبر عن إرادة اللبنانيين"، مذكرا بأن "اللبنانيين يطالبون منذ 25 سنة بتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش، ليس استجابة لإسرائيل أو واشنطن، بل لاستعادة سيادة الدولة".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا