آخر الأخبار

بين الانهيار والاستثمار.. قصة بيوت اليهود في دمشق

شارك

دمشق- في جزء من دمشق القديمة، لا يزال يعيش 6 سوريين يهود حتى يومنا هذا، 4 رجال، وسيدتان يقطنون حيّا قديما يحمل اسمهم "حارة اليهود" المتاخم لمنطقة سكن المسيحيين في باب شرقي وحي القشلة.

وبالرغم من عدم فوز هنري حمره من الطائفة اليهودية بمقعد في مجلس الشعب السوري ، الذي جرت انتخاباته في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإن هذا الترشّح يعدُّ سابقة في الحياة السياسية للسوريين.

مصدر الصورة بيخور شمنطوب رئيس الطائفة اليهودية في سوريا داخل منزله (الجزيرة)

حياتهم وأعمالهم

ويوضح رئيس الطائفة اليهودية في سوريا، بيخور شمنطوب، أن نظام حافظ الأسد كان يمارس مضايقات شتى بحق اليهود في سوريا ، أهمها عدم السماح لهم بالسفر، أو التملّك.

ويقول للجزيرة نت "وصل عدد اليهود حتى مطلع التسعينيات في سوريا إلى نحو 5 آلاف، وبعد السماح لهم بالسفر عام 1992، انخفض عددهم إلى نحو 30 شخصا، بقي منهم 6 على قيد الحياة".

وبحسب محمد الجيلاني، أحد أصحاب المحلات التجارية في شارع الأمين داخل دمشق القديمة، فإن يهود سوريا كانوا يعيشون حياة طبيعية دون تمييز.

ويضيف للجزيرة نت "كان معظمهم يمتهن العمل التجاري، كما اشتغلوا بأعمال صياغة الذهب، والحفر على النحاس، واشتهر منهم أطباء مثل إيزاك طحطح، وجميل ربيع، وكانت عيادتهما هنا في شارع الأمين".

ومن السهل تمييز بيوت اليهود داخل الحيّ الدمشقي القديم، إذ تظهر أبوابها موصدة من الخارج بسلاسل معدنية، وأقفال، وتبدو معالمها منهكة ومتآكلة بفعل الإهمال، وغياب أعمال الترميم والصيانة الدورية لها.

مصدر الصورة محرس كان يتبع لفرع فلسطين داخل الحي اليهودي بدمشق القديمة (الجزيرة)

أملاك اليهود

ومنذ شهر فبراير/شباط الماضي، بدأ تنظيم عقود استثمار لعدد من تلك المنازل، يقوم بموجبها الطرف المستفيد بترميم المنزل على نفقته الخاصة، واستئجاره مدّة تتطابق مع كلفة الترميم، والتي تتراوح غالبا بين 3 إلى 5 سنوات.

إعلان

أما صاحب هذه المبادرة، فهو أمين سرّ "إدارة أملاك اليهود الغائبين" المهندس يوسف حمدان، وهي دائرة حكومية كانت تتبع لفرع فلسطين (أحد أكثر الأفرع الأمنية توحشا ودمويّة أيام النظام السابق) وبعد سقوط نظام بشار الأسد ، أصبحت تتبع لوزارة الداخلية السورية.

ويقول حمدان للجزيرة نت "لا داعي للقلق حيال موضوع أملاك اليهود في دمشق، فهي مصانة وفق القوانين السورية"، مؤكدا أن تلك العقود ليس فيها تحايل ونقل ملكية، ويبررها بأنها تُخلّص المنطقة من البيوت المتهالكة، والآيلة للسقوط، والتي قد تُضر بالمساكن المجاورة لها.

مصدر الصورة نوافذ منزل أحد اليهود السوريين تعكس الإهمال والنسيان حيث تعكف الحكومة على إعادة ترميمها (الجزيرة)

لكن هذا الإجراء، يقرؤه بيخور شمنطوب، المعروف أيضا باسم "عيد" داخل الحيّ اليهودي الذي يقطنه، كعنوان واضح لاستباحة بيوت اليهود في دمشق.

ويقول للجزيرة نت "الحكومة السورية الحالية تدعو اليهود السوريين للعودة إلى منازلهم، لكنها في الوقت نفسه تسمح باستثمار تلك المنازل، لقد أصبحت أملاك اليهود السوريين مستباحة، ولم تكن كذلك أيام النظام البائد، واليهود مستاؤون من هذا الإجراء".

ويدافع شمنطوب عن موقعه الاجتماعي كمواطن سوري، وينفي أن يكون قد تعرّض ذات يوم إلى أي مضايقة بسبب دينه، ويقول "جاري فلسطيني وهو صديقي، وأنا ابن هذا المكان، وعلاقتي جيدة مع الجميع".

مصدر الصورة منزل يهودي أعيد ترميمه واستثماره في غياب مالكه (الجزيرة)

إنصاف قانوني

ويعتبر المحامي عادل مارديني، الذي يتابع واحدة من تلك القضايا، أن عقود الاستثمار مرتبطة فقط بمنازل كان يستأجرها اليهود، وبالتالي ينطبق عليها قانون الإيجار السوري.

ويوضح للجزيرة نت "عقود استثمار منازل اليهود تتم عادة لبيوت كان يستأجرها يهود وفق عقود إيجار قديمة، وامتنعوا عن تسديد مبلغ الإيجار بسبب غيابهم".

ويضيف موضحا المسار القانوني "من حق صاحب البيت اللجوء إلى القضاء لاسترداد منزله عبر رفع دعوة استرداد حيازة عقارية، أما بيوت اليهود المملوكة بأوراق طابو، فلا أحد يقترب منها".

مصدر الصورة كنيس يهودي مغلق في حي اليهود بدمشق (الجزيرة)

وكذلك يبدي حمدان الكثير من المرونة في هذا الشأن، ويقول إن اليهودي إذا عاد إلى سوريا من حقه استرداد منزله، شرط أن يدفع الكلفة التي أنفقها المستثمر على بيته، أو أن ينتظر انتهاء مدة العقد، ويسترد منزله دون أن يدفع أي مبلغ.

وهناك حوالي 22 كنيسا يهوديا في منطقة سكن اليهود بدمشق القديمة، وجميعها مغلق، ولديهم أيضا مدرسة ابن ميمون الخاصة بهم، وتضم جميع الصفوف التعليمية، لكنها الآن مغلقة، إضافة إلى مدفنهم الكائن مقابل كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا