في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تساءلت مجلة إيكونوميست البريطانية عما إذا كان ما جرى في مدغشر ثورة لجيل شباب زد أم انقلاب عسكري واضح المعالم، في حين أكدت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحيتها اليوم أنه لا شيء يضمن أن يبادر العسكريون إلى تلبية مطالب السكان الذين يعانون.
ونقلت إيكونوميست عن مايكل راندريانيرينا -العقيد في وحدة النخبة المعروفة باسم "كابسات" الذي عين نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- قوله إن ما جرى "ليس انقلابا"، مضيفا أنه استجابة "للنداء المتواصل لشعب مدغشقر".
وتابعت المجلة أنه رغم أن الشباب بشعاراتهم كشفوا ضعف نظام الرئيس أندريه راجولينا ، إلا أن عناصر الجيش هم الذين أطاحوا به، وقالت إن السؤال الآن يدور حول ما إذا كان الجيش سيتخلى عن السلطة مستقبلا.
وأوضحت المجلة أن كثيرين في مدغشقر -في ما يبدو- يريدون منح العقيد راندريانيرينا (51 عاما) فرصة لإثبات نفسه، ويشيرون إلى الأزمات السياسية الأخرى التي شهدتها البلاد للتأكيد على أن هناك عودة في نهاية المطاف إلى الحكم المدني.
غير أن المجلة أوضحت أن ذلك يعتمد على العقيد راندريانيرينا نفسه، مبرزة أنه شخصية غير معروفة، حتى في مدغشقر نفسها.
فهو ينحدر من جنوب البلاد الفقير للغاية، وهو عضو في قبيلة لها جذور في أفريقيا ، ولذلك فهو أحد القادة القلائل الذين لا ينتمون إلى مجموعة ميرينا العرقية المهيمنة، التي تعود أصولها إلى جنوب شرق آسيا. وستساعده خلفيته كغريب على كسب تأييد المضطهدين، على الرغم من أنها قد تخيف النخبة.
وعند توليه السلطة، قال العقيد مايكل راندريانيرينا الرئيس العسكري الجديد: "السلطة للشعب، وليست لي"، وتعهد بإجراء انتخابات في غضون العامين المقبلين، وعلقت المجلة على هذه التصريحات بقولها: "قادة الانقلابات في جميع أنحاء العالم غالبا ما يقطعون وعودا مماثلة، ثم ينقضونها".
عند توليه السلطة، قال العقيد مايكل راندريانيرينا: "السلطة للشعب، وليست لي"، وتعهد بإجراء انتخابات في غضون العامين المقبلين، وعلقت إيكونوميست على ذلك بقولها: "قادة الانقلابات في جميع أنحاء العالم غالبا ما يقطعون وعودا مماثلة، ثم ينقضونها".
من جهتها قالت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحيتها اليوم إنه لا شيء يضمن أن العسكريين الذين استولوا على السلطة في مدغشقر سيتمكنون من تحقيق تطلعات الشعب، مبرزة أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يقبل بمزيد من المعاناة للشعب، بعد أن غض الطرف لسنوات عن تجاوزات الرئيس أندريه راجولينا الذي فر إلى الخارج.
وتابعت أنه منذ بدء المظاهرات التي أطلقتها حركة جيل "زد" وهروب الرئيس راجولينا الأحد الماضي 12 أكتوبر/تشرين الأول، تحولت المطالب بإنهاء انقطاعات المياه والكهرباء المتواصلة إلى دعوة لاستقالة رئيس الدولة.
وذكرت الصحيفة أن سقوط هذا الرئيس المنتخب في ظروف سياسية واقتصادية صعبة في بلد يتمتع بإمكانيات مهمة ولكنه يعاني من فساد مروع ليس خبرا سيئا.
هذا الرئيس -تتابع لوموند- وصل إلى رئاسة البلاد لأول مرة عام 2009 من خلال انقلاب مدعوم من الجيش، ثم أُجبر عام 2013 على الانسحاب من الساحة السياسية.
وبعدها انتُخب مرتين في انتخابات شابتها العديد من المخالفات، في عامي 2018 و2023، ووعد حينها بتحقيق في 5 سنوات ما لم يتحقق خلال الـ60 عاما التي انقضت منذ الاستقلال، وهو تحويل مدغشقر إلى بلد ناشئ.
لكن الأمر ما انفك يزداد سوءا عاما بعد عام، إذ يعيش الآن 80% من سكان مدغشقر على أقل من 3 دولارات في اليوم، والنظام التعليمي منهار، وشبكة الطرق الصالحة للسير أقل كثافة مما كانت عليه عند الاستقلال.
بالمقابل، انتعشت نخبة صغيرة حول الرئيس، واستولت على العقود العامة والاحتكارات على استغلال الموارد الطبيعية ، التي يتم تصديرها عبر قنوات غير رسمية في بعض الأحيان.
وأكدت أنه لا شيء يضمن أن العسكريين في السلطة سيرغبون في تحقيق آمال السكان، أو أنهم قادرون على ذلك. لكن المجتمع الدولي، "الذي غض الطرف عن تجاوزات السيد راجولينا، سيكون منافقا إذا لم يقم باللازم اتجاه شعب يعاني الشيء الكثير".
وانتقدت لوموند موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وقالت إنه كان من الأفضل له أن يمتنع عن الإدلاء بتصريحاته في 13 أكتوبر/تشرين الأول حول حرصه على "الاستمرارية المؤسسية" في مدغشقر، مكررا رسالة كثيرا ما توجهها باريس إلى القادة الأفارقة الفاسدين ولكنهم أصدقاء لها.