آخر الأخبار

الفتى الذهبي.. ما معنى أن تكون "مسلما جيدا" بأميركا؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في مقال طويل بنيويورك تايمز، تناولت الكاتبة ميهر أحمد قصة الشاب المسلم زهران ممداني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك وقالت إن مساره يختزل الصورة المركبة للمسلمين في الولايات المتحدة بما يرتبط بها من صور نمطية وما تعيشه تلك الجالية يوميا من مشاكل وتحديات.

ولاحظت ميهر أحمد، وهي تقريبا من جيل زهران ممداني (33 عاما) ونشأت بدورها في نيويورك، أنه كلما ازداد زخم ممداني، اليساري الديمقراطي، كلما زادت حدة المشاعر المعادية للمسلمين في أميركا، رغم أن الثقافة الإسلامية ما فتئت تنتشر في البلاد بحيث أن كلمة "إن شاء الله" باتت دارجة على ألسنة غير المسلمين وانتشرت المقاهي اليمنية بشكل لافت في جميع أنحاء أميركا.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 محللون إسرائيليون: ندفع ثمن مماطلة نتنياهو وحماس استعادت السيطرة على غزة
* list 2 of 2 كاتبة أميركية: فجر ترامب "الجديد" قد يكون سرابا end of list

وهكذا، تضيف الكاتبة، فإنه مع كل طفرة يحققها المسلمون اجتماعيا أو سياسيا في أميركا، يزداد حجم الكراهية ضدهم وخاصة ضد أي شخصية مسلمة تشغل منصبا مرموقا، وهو أمر أصبح مألوفا منذ هجمات 11 سبتمبر /أيلول 2001 ومحكا حقيقيا لمعنى أن تكون "مسلما جيدا" في الولايات المتحدة.

وبالتالي فإنه لم يكن مفاجئا أنه مباشرة بعد فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ضمن السباق لرئاسة بلدية نيويورك، أطلق عليه الساسة اليمينيون لقب "محمد الصغير"، واتهموه بالرغبة في فرض الشريعة الإسلامية، وألمحوا إلى أن فوزه قد يؤدي لأحداث أخرى مثل هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

لكن الأخطر، في نظر الكاتبة، هو مشاعر كراهية الإسلام التي تفجرت في أعقاب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وانتشرت أيضا في الأوساط الليبرالية التي تدّعي معارضة العنصرية والتحيز، وهو ما مهد الطريق أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب لإقرار سياسات وقوانين معادية للمسلمين.

وبعد عامين من الحرب الإسرائيلية على غزة، ومرور حوالي 9 أشهر من بدء العهدة الثانية للرئيس ترامب، تقول الكاتبة إن التعامل مع ممداني أصبح بمثابة ضوء كاشف لمظاهر التعصب ضد المسلمين السائد داخل المؤسسات الأميركية، بل إن ذلك التعامل بات دليلا على ازدواجية المعايير التي يُعامل بها المسلمون في أميركا اليوم.

إعلان

وعن تربيته في أميركا، يقول ممداني "نشأت كمسلم في مدينة نيويورك بعد أحداث 11 سبتمبر، وكنت مصنّفا كشخص مختلف. وعلى غرار ما واجهه الأطفال المسلمون، أطلقت عليّ نفس الألقاب والتوصيفات.. لكن كان ذلك بمثابة تحضير للانخراط في السياسة".

وقد لوحظ ذلك الاستعداد بشكل جلي خلال الحملة الانتخابية حيث كان ممداني يجيب بروح مرحة على التساؤلات الكثيرة والمُلحّة حول مواقفه من اليهود ومعاداة السامية، وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، وأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، وحق إسرائيل في الوجود.

الهوية الإسلامية

وعن خلفيات ما يطرح من تساؤلات متكررة عن آرائه بشأن إسرائيل، يقر ممداني أن الأمر راجع إلى هويته الإسلامية وإلى دفاعه عن حقوق الفلسطينيين طوال مسيرته السياسية، إذ كان من مؤسسي فرع لـ"طلاب من أجل العدالة في فلسطين " في كلية بودوين، وكان يشارك بانتظام في الاحتجاجات ضد الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ بداية الإبادة الجماعية التي اقترفتها إسرائيل في غزة، أصبح الدفاع عن الفلسطينيين جزءا من أجندته السياسية، وبصفته عضوا في المجلس التشريعي لولاية نيويورك، قدم مشروع قانون لمنع الشركات غير الربحية من دعم المستوطنات الإسرائيلية، وقاد إضرابا عن الطعام لمدة 5 أيام أمام البيت الأبيض ، وتم اعتقاله خلال اعتصام لمنظمة " الصوت اليهودي من أجل السلام " أمام منزل السيناتور تشاك شومر.

وفي هذا الصدد تؤكد الكاتبة أن الوعي بالقضية الفلسطينية هو جزء من هوية المسلمين في أميركا وتقول "أن تكون مسلما الآن يعني أن تكبر على فهم أعمق للظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون. على مدار معظم العقدين الماضيين، كان فهم المسلمين الأميركيين للنضال الفلسطيني جزءا لا يتجزأ من إدراكهم أن واقعنا المعيشي لا علاقة له بالرواية السائدة عن الحرب على الإرهاب".

أن تكون مسلما الآن يعني أن تكبر على فهم أعمق للظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون. على مدار معظم العقدين الماضيين، كان فهم المسلمين الأميركيين للنضال الفلسطيني جزءا لا يتجزأ من إدراكهم أن واقعنا المعيشي لا علاقة له بالرواية السائدة عن الحرب على الإرهاب

وتوقفت الكاتبة مليا عند حالة الخوف التي سادت في الأوساط المسلمة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، حيث بدأت الجاليات المسلمة تخضع للمراقبة وتعرضت عدة بلدان في العالم الإسلامي للقصف والغزو، ورغم ذلك لم يكن أحد يستطع أن يجاهر بالقول إن الحرب على الإرهاب جلبت الفوضى والموت لمئات الآلاف من المسلمين الذين لا علاقة لهم بهجمات 11 سبتمبر/أيلول.

وفي تلك الأجواء، كانت الشرطة في مدينة نيويورك، تراقب آلاف المسلمين في إطار برنامج ترقب شامل -أُعلن لاحقا أنه غير دستوري- يتذكر ممداني، وكان في ربيعه التاسع آنذاك، كيف كانت أنشطة عادية مثل زيارة مسجد أو ملعب كرة قدم، تخضع للمراقبة وهو ما قلب في نفسه معاني "البراءة والذنب".

إنجازات ولكن

لكن تلك المعادلة بدأت تنقلب تدريجيا بعد أن تراجعت حدة الشوفينية التي بلغت ذروتها أثناء غزو أفغانستان (2001) ثم غزو العراق (2003). ويقول كاشف الشيخ، رئيس صندوق بيلارز، وهي منظمة غير ربحية تساعد في تمويل المشاريع الثقافية والسياسية للمسلمين الأميركيين: "بدأنا نشهد تقدما طفيفا. حققنا الكثير من الإنجازات على مدى العقدين الماضيين".

وفي هذا المضمار، تأسست أو توسّعت منظمات سياسية إسلامية مثل الائتلاف المدني الإسلامي ومجلس الشؤون العامة الإسلامية، وبرز المسلمون في صفوف المجتمع الأميركي، ولوحظ تراجع في حجم الخوف الذي خيّم على الجالية المسلمة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

إعلان

وساقت الكاتبة نموذج علي نجمي (41 عاما) وهو محامي ممداني في الانتخابات وأحد المقربين منه سياسيا منذ فترة طويلة، وقالت إنه رمز للعديد من الأميركيين المسلمين الذين وجدوا موطئ قدم في الساحة السياسية الأميركية.

علي نجمي وهو محامي ممداني وأحد المقربين منه يعد من بين عشرات المسلمين الذين يساهمون الآن في صياغة سياسات الحزب الديمقراطي على غرار النائبتين رشيدة طليب ذات الأصول الفلسطينية وإلهان عمر ذات الأصول الصومالية

وأضافت أن نجمي، وهو ابن مهاجرين باكستانيين، يعد من بين عشرات المسلمين الذين يساهمون الآن في صياغة سياسات الحزب الديمقراطي على غرار النائبتين رشيدة طليب ذات الأصول الفلسطينية وإلهان عمر ذات الأصول الصومالية.

ومع احتضان الثقافة الشعبية الأميركية السائدة للمزيد من أفراد الجالية المسلمة مثل رامي يوسف وريز أحمد وبيلا حديد، لم يعد المسلمون مجرد "إرهابيين"، كما قال كاشف الشيخ، بل أصبح ينظر إليهم بصفتهم بشرا كاملين.

لكن اجتياز اختبار التمييز بين الخير والشر ليس بالأمر الهين بالنسبة للمسلمين الطامحين إلى الوصول إلى أعلى مراتب السلطة في المجتمع الأميركي، كما هو الحال بالنسبة لممداني الذي يستعد للانتخابات الحاسمة لمنصب عمدة نيويورك في الرابع من نوفمبر/تشرين المقبل.

وحصل ممداني على عدد من الأصوات في الانتخابات التمهيدية يفوق أي مرشح ديمقراطي آخر في نيويورك منذ أكثر من 3 عقود، ورأى كثيرون أن ذلك الفوز يمثل بارقة أمل للحزب الديمقراطي، وأنه دليل قاطع على أن تحالفا متعدد الأعراق والطبقات قادر على ضخ الحيوية في الحزب الذي يواجه حاليا الكثير من المتاعب.

اجتياز اختبار التمييز بين الخير والشر ليس بالأمر الهين بالنسبة للمسلمين الطامحين إلى الوصول إلى أعلى مراتب السلطة في المجتمع الأميركي، كما هو الحال بالنسبة لممداني الذي يستعد للانتخابات الحاسمة لمنصب عمدة نيويورك في الرابع من نوفمبر/تشرين المقبل.

تهم جاهزة

وخلال الأشهر التي تلت الانتخابات التمهيدية، وُصف ممداني مرارا وتكرارا بأنه معاد للسامية، وقد ترسخت تلك التهمة في الأذهان رغم أنه أشرك في حملته الانتخابية المراقب المالي براد لاندر وهو أعلى مسؤول يهودي في مدينة نيويورك، ورغم أن استطلاعات الرأي أظهرت أن أغلبية من يهود المدينة كانوا يعتزمون التصويت له.

لكن بعد عامين من أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تقول ميهر أحمد إن تهمة معاداة السامية التي توجه الآن لممداني، باتت أمرا مألوفا لدى كثير من المسلمين، بحيث تم تهميش المئات، إن لم يكن الآلاف من المسلمين، أو إسكاتهم منذ ذلك الحين تحت ذريعة معاداة السامية.

وفي الأجواء التي تلت أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تم تسجيل الكثير من حالات الطرد من العمل في حق موظفين مسلمين بسبب الإعلان عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، علاوة على التضييقات على حرية التعبير.

كما زادت الحوادث المعادية للمسلمين، وكان أبرزها مقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي البالغ من العمر 6 سنوات في ولاية إلينوي، وإطلاق النار على 3 طلاب جامعيين فلسطينيين في ولاية فيرمونت، إضافة إلى عشرات حوادث تخريب المساجد.

وبينما زاد استعمال ذريعة معاداة السامية لقمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين، ذكرت منظمة "فلسطين ليغال"، وهي منظمة إغاثة تدعم الأصوات المؤيدة للفلسطينيين التي تواجه إجراءات قانونية في الولايات المتحدة، أنها تلقت أكثر من 2000 طلب مساعدة قانونية في عام 2024 وحده.

سحر عزيز: المسلمون في أميركا يعيشون حاليا في أجواء مشابهة لما بعد أحداث 11 سبتمبر عندما كان قمع الحريات المدنية سياسة حكومية، وأخشى من أن المستقبل قد يكون أسوأ عندما تصبح الأمور مبنية على قوانين مؤسساتية

وقالت سحر عزيز، وهي أستاذة القانون في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي إن المسلمين في أميركا يعيشون حاليا في أجواء مشابهة لما بعد أحداث 11 سبتمبر عندما كان قمع الحريات المدنية سياسة حكومية، وأعربت عن تخوفها من أن المستقبل قد يكون أسوأ عندما تصبح الأمور مبنية على قوانين مؤسساتية.

وقد أصدر الرئيس ترامب في مستهل ولايته الحالية أمرا تنفيذيا "لمكافحة معاداة السامية" وأعطى الضوء الأخضر لوزارة العدل لإنشاء فرقة عمل معنية بمعاداة السامية، قامت باعتقال وترحيل أو "محاسبة" من يُعتبرون مذنبين بمضايقات معادية للسامية بموجب تعريف غامض لما قد ينطوي عليه ذلك المفهوم.

ومن بين ضحايا تلك الحملة، الطالبة التركية روميساء أوزتورك والطالب الفلسطيني محمود خليل، وهما من بين عشرات المسلمين الذين يواجهون خطر الترحيل بسبب احتجاجاتهم على الحرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023.

إعلان

وتعليقا على ذلك يقول ممداني: "إن اتهامات التعاطف مع الإرهاب والتطرف هي من حقائق الحياة اليومية لكثير من المسلمين المنخرطين في أي جانب من جوانب الحياة العامة. وبالتالي فإن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين أصبح يصنف كنوع من التعصب وتهمة توجه للكثيرين كلما عبروا عن ذلك التضامن".

وقد سبّب ذلك الأمر انقساما في القيادات البارزة في الحزب الديمقراطي ذلك أن بعضهم بمن فيهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، لم يعلنوا تأييدهم لممداني رغم أنه قد يصبح العمدة الديمقراطي للمدينة، وبرروا جميعا موقفهم بكون ممداني ينتقد إسرائيل.

ولم يسلم ممداني من شبهة معاداة السامية حتى في الأوساط الديمقراطية، وعلاوة على ذلك كيلت له الكثير من الاتهامات العنصرية، إضافة لتصريحات معادية للإسلام من أنصار حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" (ماغا) مثل النائبة مارغوري تايلور غرين، التي نشرت صورة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لتمثال الحرية وهو يرتدي البرقع بعد فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية، ولورا لومر ، إحدى المقربات من ترامب، التي كتبت على مواقع التواصل الاجتماعي أن ممداني "مدعوم من الإرهابيين. ونيويورك على وشك أن تشهد أحداث 11 سبتمبر ثانية".

مصدر الصورة لومر اتهمت ممداني بأنه مدعوم من الإرهابيين (غيتي)

تهديدات بالقتل

وقالت الكاتبة ميهر أحمد إن الأمر يتجاوز التصريحات الإلكترونية، ولفتت إلى أن مكتب ممداني تلقى سلسلة من التهديدات بالقتل منذ أن بدأ حملته الانتخابية، بينها رسالة صوتية يقول المتحدث فيها "عليك العودة إلى أوغندا.. قبل أن أُطلق النار على رأسك.. وعلى عائلتك بأكملها أيضا. أيها المسلمون.. لا مكان لكم هنا. أنتم لا تتوافقون مع قيمنا الغربية".

وقالت الكاتبة إن ما يتعرض له ممداني يعتبر مؤلما للغاية بالنسبة للعديد من المسلمين في أميركا رغم ما أحرزوه من تقدم، إذ تألق في صفوفهم سياسيون وأساتذة جامعيون وقادة أعمال ورموز ثقافية بارزة، لكن ذلك قوبل أحيانا بالخذلان والخيانة في قلب المجتمعات التي ظنوا أنها احتضنتهم كما هو الحال بالنسبة لممداني الذي لم يحصل على تأييد كامل من الحزب الديمقراطي.

الفتى الذهبي

وترى الكاتبة أن ممداني يبدو، من نواحٍ عديدة، حالة فريدة في ظل التناقضات التي يواجهها المسلمون بأميركا في الوقت الراهن، لكن سحره كشاب عادي قد يكون السبب في كونه من أوائل السياسيين المسلمين الذين اقتحموا المشهد العام الأميركي بهذه الطريقة.

وقالت ميهر أحمد إنها كثيرا ما كانت تمزح مع أصدقائها المسلمين بالقول إن ممداني هو "الفتى الذهبي" بالنسبة إليهم بالنظر إلى انضباطه وسلوكه النموذجي.

وتلاحظ الكاتبة أن ممداني كان مستعدا منذ بدء حملته الانتخابية للردود العنيفة تجاهه وواعيا بالتناقضات التي تحيط به، ونقلت عنه قوله "أن تكون مسلما في الحياة العامة يعني أن تعلم أنك ستواجه أمورا من هذا القبيل. هذا لا يعني أنها مقبولة، ولا يعني أنها ليست مقززة، ولكنه يعني أيضا أنها ليست مفاجئة".

ممداني: أن تكون مسلما في الحياة العامة يعني أن تعلم أنك ستواجه أمورا من هذا القبيل. هذا لا يعني أنها مقبولة، ولا يعني أنها ليست مقززة ولكنه يعني أيضا أنها ليست مفاجئة

وعبرت الكاتبة عن شعورها بالإحباط وهي تسمع ممداني يُسلّم بهذا الواقع، وقالت إن حالة حزن تسود في صفوف المسلمين بأميركا طيلة العامين الماضيين يتم التعبير عنها في المجالس الخاصة تحت وقع الألم الناجم عن مشاهدة الأهوال في قطاع غزة، وهو ألمٌ يتفاقم بفعل نفاق وعدائية العديد من المؤسسات الأميركية، وفق تعبيرها.

وقالت إن الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت دمارا هائلا، بحيث إن مدنا بكاملها مُحيت من على الخريطة، واستشهد عشرات الآلاف، وسُجل أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث، وإن تلك الحرب خلفت ألما عميقا في نفسية المسلمين الأميركيين.

وترى الكاتبة أن ذلك الألم ينبع من الانحياز الرسمي الأميركي لإسرائيل، لكنها تسجل في المقابل أن الأمر ليس كذلك في صفوف المواطنين، إذ إن أكثر من نصف البالغين الأميركيين لديهم الآن نظرة سلبية نوعا ما أو سلبية جدا تجاه إسرائيل، وتقول أغلبية واضحة إنهم قلقون بشأن المجاعة في غزة والحرب الإسرائيلية التي تتسبب في مقتل المدنيين الفلسطينيين.

وتخلص الكاتبة إلى أن المسلمين في أميركا ظلوا مُجبرين لأكثر من عقدين على تحمل الإساءات وعلى الابتسام في الوقت نفسه، وهي ديناميكية يجسدها حاليا ممداني الذي يقف بثبات في وجه سيل من الإساءات المعادية للمسلمين، وسيواجه المزيد منها على الصعيد الوطني إذا فاز بمنصب عمدة نيويورك.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا