في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
عمّان- في زنازين ضيقة تمتد بين جدران معتمة داخل سجون الاحتلال، يعيش الأسرى الأردنيون معاناة مركّبة تتجاوز المكان والزمان، تجمع بين الألم والأمل، وبين صمود لا ينكسر رغم أحكام تفوق أعمار البشر.
وبعد سنوات طويلة من الغياب خلف القضبان، عاد هذا الملف للواجهة من جديد مع صفقة التبادل الأخيرة بين حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) و الاحتلال الإسرائيلي ، والتي شملت عددا من الأسرى الأردنيين ذوي الأحكام العالية، مما أثار اهتماما واسعا في الشارع الأردني والعربي على حد سواء.
وفي هذا السياق، تقدّم الجزيرة نت مجموعة من الأسئلة والأجوبة عن واقع الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، وقصص اعتقالهم، وأبرز من شملتهم صفقة التبادل الأخيرة، إضافة إلى تسليط الضوء على رموز هذا الملف.
تتمثل القضية في وجود عدد من المواطنين الأردنيين المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية بتهم تتعلق بالمقاومة أو دعمها، وقد صدرت بحق بعضهم أحكام مؤبدة أو طويلة الأمد، وتعد هذه القضية من أبرز الملفات الإنسانية والسياسية بين الأردن وإسرائيل.
لم يكن الأسرى الأردنيون جزءا أساسيا من صفقات التبادل السابقة لكن مع تصاعد التنسيق بين فصائل المقاومة الفلسطينية، جرى إدراج أسماء أسرى أردنيين ضمن قوائم الإفراج، خصوصا أولئك المحكومين منذ فترات طويلة في قضايا مرتبطة بالمقاومة.
وفقا لما أكده مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين، فادي فرح، للجزيرة نت، فإن عدد الأسرى الأردنيين الذين يقبعون حاليا في سجون الاحتلال هو 20 أسيرا، بينهم من يقضي أحكاما بالسجن المؤبد أو عدة مؤبدات، وآخرون ينتظرون محاكماتهم أو صدور أحكام نهائية بحقهم.
الأسير الأردني المحرر ثائر اللوزي :
" أبو إبراهيم وفَّى بالعهد " 💚 pic.twitter.com/hIT1aOrdO7
— ثائر الصرايرة (@Thaer_Sarairah) January 25, 2025
في الصفقة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي فيما يعرف بصفقة "طوفان الأقصى" أُفرج عن مرعي أبو سعيدة (11 مؤبدا)، منير مرعي (5 مؤبدات)، هشام الكعبي (4 مؤبدات)، إضافة إلى عدد من الأسرى المحكومين بأحكام تتراوح بين 18 و28 عاما، وجميعهم قضوا أكثر من عقدين خلف القضبان.
وفقا لحماس فقد شمل الإفراج ضمن صفقة التبادل 13 أسيرا أردنيا، منهم من كان محكوما بالمؤبد كمرعي أبو سعيدة (11 مؤبدا)، منير مرعي (5 مؤبدات)، هشام الكعبي (4 مؤبدات)، عمار حويطات، هاني الخمايسة، وزيد يونس.
كما شمل الإفراج أسرى آخرين بأحكام محددة بالسنوات، مثل سامر أبو دياك (مؤبد)، فرج عدوان (28 عاما)، محمد الرمحي (23 عاما)، وليد منصور (21 عاما)، علي نزال (20 عاما)، ثائر اللوزي (19 عاما)، ونبيل حرب (18 عاما).
أكدت الحكومة الأردنية -على لسان الناطق باسم الخارجية، في أكثر من مناسبة- أنها ليست طرفا مباشرا في مفاوضات التبادل، لكنها تدعم أي جهد يؤدي إلى الإفراج عن مواطنيها وترحيلهم بعد ذلك إلى المملكة، كما حدث مع أحلام التميمي و سلطان العجلوني وغيرهما من الأسرى المحررين.
ولكن لم يعد أي من الأسرى الأردنيين الذين أفرج عنهم في صفقة " طوفان الأقصى " إلى الأردن بعد.
يُعد عبد الله البرغوثي ، -وهو أسير أردني من أصل فلسطيني- من أبرز قادة كتائب القسام ، وهو قابع في سجون الاحتلال ومحكوم عليه بـ67 مؤبدا (المؤبد الأمني 99 سنة) أي 6700 سنة، وهو ما يجعله صاحب أعلى محكومية في العالم.
وقد اعتُقل البرغوثي عام 2003 بتهمة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويُعتبر رمزا للصمود في وجه الأحكام الجائرة، إذ يرفض الاعتذار أو المساومة على مبادئه.
يعتبر محمد مهدي أصغر أسير أردني في السجون الإسرائيلية، حيث لم يتجاوز عمره 14عاما عند اعتقاله.
وقد اعتُقل خلال مواجهات في القدس المحتلة بتهمة رشق جنود الاحتلال بالحجارة، ولا يزال قيد الاحتجاز الإداري في ظروف صعبة، مما أثار تضامنا واسعا معه في الأردن عبر حملات دعم إلكترونية وشعبية.