أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها على "بُعد ساعات" من الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، مع استعداد السلطات لاستقبالهم فور تسليمهم. وفي الوقت نفسه، تشهد مدينة شرم الشيخ استعدادات مكثفة لانعقاد قمة السلام حول غزة اليوم، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والقادة الدوليين.
في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد في بلدتي نعلين وسلواد غربي مدينة رام الله، عكف شبان فلسطينيون ملثمون على تعليق أعلام حركة "حماس" الخضراء على الأعمدة والجدران، في إشارة رمزية للاحتفال بصفقة التبادل المرتقبة بين إسرائيل والحركة.
لكن رفع الأعلام لم يدم طويلاً، إذ لم تمضِ سوى ساعة واحدة حتى اقتحمت القوات الإسرائيلية البلدتين، وأزالت الأعلام المرفوعة. كما دهم الجيش الإسرائيلي منازل عدد من عائلات السجناء المتوقع الإفراج عنهم، محذّراً إياهم من إقامة أي مظاهر احتفالية.
سليمان القنّة، شقيق السجين صالح القنّة الذي من المقرر الإفراج عنه وإبعاده إلى مصر، قال في حديث لبي بي سي، إن ضابطاً من المخابرات الإسرائيلية اتصل به مباشرة وأبلغه بضرورة الامتناع عن تنظيم أي احتفالات، مهدداً باقتحام المنزل واعتقال جميع أفراد العائلة.
وأضاف أن الجيش لم يكتفِ بالاتصال، بل اقتحم المنطقة التي تقطنها الأسرة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية منذ منتصف الليلة الماضية، ويتمركز حتى الآن قرب المنزل، ما اضطر العائلة لمنع أطفالها من الذهاب إلى المدارس خوفاً من تعرضهم لأي مضايقات.
ويُذكر أن السجين صالح القنّة محكوم عليه بالسجن المؤبد مرتين و25 عاماً إضافياً، أمضى منها 24 عاماً، بعد اتهامه بتنفيذ عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين.
وفي السياق ذاته، قالت آمنة خندقجي، شقيقة السجين باسم خندقجي، إنّها حاولت صباح الأحد مغادرة الضفة الغربية عبر معبر الكرامة متوجهة إلى الأردن ثم إلى مصر، حيث من المقرر إبعاد شقيقها، غير أن السلطات الإسرائيلية منعتها من السفر.
وأضافت أن أكثر من عشرين عائلة من عائلات المعتقلين الذين سيُفرج عنهم حاولت السفر بالطريقة نفسها، لكنها مُنعت جميعها "لدواعٍ أمنية".
أعلن مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنه سيشارك في "قمة السلام" الدولية في شرم الشيخ يوم الإثنين، والتي تهدف إلى إقرار اتفاق نهائي لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.
تأتي مشاركة عباس بناء على دعوة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي سيستضيف القمة في مدينة شرم الشيخ الساحلية.
ومن المقرر أن يشارك في القمة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى جانب عدد من القادة الغربيين والإقليميين.
وتنصّ خطة ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة على إمكانية منح السلطة الفلسطينية دوراً في المرحلة القادمة بعد تنفيذها إصلاحات داخلية، رغم معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لأي دور للسلطة الفلسطينية.
وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى مصر، مساء الأحد، قبيل انعقاد قمة السلام حول غزة المقررة غدًا في مدينة شرم الشيخ الساحلية.
ويُعدّ ستارمر أحد أبرز القادة المشاركين في القمة، التي يُنتظر أن تتضمن مراسم توقيع اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
وقالت رئاسة الوزراء البريطانية إن ستارمر سيعرب خلال المؤتمر عن شكره للدول الوسيطة الرئيسية، وهي مصر وقطر وتركيا، كما سيُوجّه تحية خاصة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يشارك في استضافة القمة إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
تتواصل الاستعدادات في مدينة شرم الشيخ الساحلية بجنوب شبه جزيرة سيناء، عشية انعقاد قمة السلام حول غزة المقررة يوم الاثنين.
وسيعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحادثات المشتركة، بمشاركة عدد من القادة الدوليين البارزين.
ومن بين القادة الذين تأكدت مشاركتهم في القمة: رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه سيكون من بين الحاضرين.
وفي آخر ساعة، نقلت شبكة أكسيوس الأمريكية عن مسؤول فلسطيني رفيع أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيشارك أيضاً في القمة.
وما زالت التأكيدات بشأن باقي المشاركين تتوالى، مع متابعة التطورات من موقع الحدث في شرم الشيخ.
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن عملية تسليم الرهائن يُرجّح أن تبدأ في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، قبيل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل.
وبحسب مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات، تحدثتْ لبي بي سي، قرّرتْ حركة حماس تقديم موعد تسليم الرهائن، فيما وصفه أحد المصادر بأنه "لفتة تجاه الرئيس ترامب"، بما يتيح له لقاءهم فور وصوله إلى تل أبيب، في مستهل زيارته إلى المنطقة التي تهدف، وفق تصريحاته، إلى إتمام ما وصفه بـ"اتفاق تاريخي" لتبادل الرهائن.
كيف ستُنفّذ عملية التسليم؟
أفادت مصادر أمنية ودبلوماسية تحدثتْ لبي بي سي بأن حركة حماس ستسلم الرهائن الأحياء إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر داخل قطاع غزة.
وأضافت المصادر بأن اجتماعاً من المقرر عقده خلال الساعات القادمة بين ممثلين عن حماس والفصائل الفلسطينية لبحث التفاصيل النهائية لآلية التسليم، بإشراف من اللجنة الدولية.
ما الذي سيحدث بعد نقل الرهائن إلى إسرائيل؟
بعد تسلّمهم من قِبل الصليب الأحمر، سيتولى الجيش الإسرائيلي نقل الرهائن إلى داخل إسرائيل، حيث سيتم نقلهم إلى مستشفيات مخصّصة لإجراء فحوصات طبية أوّلية تشمل تقييم حالتهم الجسدية والنفسية، ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرهائن لاحقاً خلال زيارته لإسرائيل، بحسب المصادر.
كيف سيتم تسليم الجثامين؟
تشير المصادر ذاتها إلى احتمال وجود جثامين لإسرائيليين في مناطق داخل قطاع غزة تُعرف بـ"المناطق المغلقة"، وهي أراضٍ يُعتقد أن الجيش الإسرائيلي منع الوصول إليها منذ سنوات.
وبحسب هذه المعلومات، شُكّلت لجنة رباعية تضمّ مصر وتركيا وقطر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لمتابعة هذا الملف.وفي حال أُبلغت حركة حماس اللجنة بوجود جثامين في موقع محدد، تقوم الأخيرة بإخطار الجانب الإسرائيلي، الذي يُفترض أن ينسحب مؤقتاً من المنطقة المعنية للسماح بدخول فرق مختصة لانتشال الجثامين، ومن المتوقع أن تستغرق هذه العملية عدة أيام.
أفاد مراسل بي بي سي في القدس، مهند توتنجي، نقلاً عن مصادر خاصة، أن العملية المرتقبة لتسليم الرهائن ستبدأ في الساعات الأولى من فجر الاثنين، بين الساعة الثانية والثالثة صباحاً.
ووفقاً للمصادر، من المتوقع أن تبدأ حركة حماس عملية تسليم نحو 20 رهينة في ذلك التوقيت، على أن تُنفَّذ العملية في أكثر من موقع واحد.
وأضافت المصادر أن عدد الرهائن الكبير، وتعدد نقاط التسليم المحتملة، يعني أن عملية التسليم قد تستغرق عدة ساعات، مشيرةً إلى أن إسرائيل لا يُتوقع أن تتسلّم الرهائن عند الساعة الثالثة صباحاً، بل من المرجّح أن تبدأ باستقبالهم قرابة الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، وذلك وفقاً لأحدث التقديرات العسكرية.
وختم مراسلنا بأن هذه هي التقديرات الأخيرة حتى هذه اللحظة، ما لم يطرأ أي تغيير جديد سواء على مستوى القرار أو في التحركات اللوجستية على الأرض.