آخر الأخبار

أسطول الصمود العالمي: إسرائيل لا تسمح للقوارب بالوصول إلى غزة، فلماذا إرسال المساعدات عبر البحر؟

شارك
مصدر الصورة

"تعرضنا لهجوم كيميائي، ولحسن الحظ لم يصب القارب الذي كنت أقوده، لأنني بدأت بمناورات متعرجة فور سماع صوت الطائرة المسيّرة تحلّق فوقنا"،هكذا يسترجع يوسف سمور، مشارك بأسطول الصمود العالمي، اللحظات التي تعرض لها قاربه لهجوم بطائرات من دون طيار أثناء إبحاره صوب غزة لإيصال مساعدات إلى هناك.

ويضيف: "لقد سقطت مواد غريبة خارج القارب مباشرة ولامس بعضها وجهي، ما تسبب بتهيج دام لمدة 30 ثانية، لكنني تمكنت من غسله بالماء وصرت بخير."

يبحر سمور على متن قارب يحمل اسم " يولارا"، وهو جزء من أسطول الصمود العالمي، الذي يضم نحو 50 قارباً وعلى متنه أكثر من 300 ناشط من 44 دولة.

منظمو القافلة، قالوا إن عدة قوارب تعرضت لانفجارات بعد أن أُسقطت أجسام مجهولة على أسطحها بينما كانت في البحر جنوب جزيرة كريت اليونانية.

وأضافوا أنهم سمعوا أصوات ما يقرب 15 طائرة من دون طيار كانت تحلق فوقهم، وأن الاتصالات كانت معطلة وأجهزة الإرسال مشوشة، واتهموا إسرائيل بارتكاب "تصعيد خطير" ضد الأسطول.

أما عبد الرحمن غزال، وهو مشارك كويتي على متن سفينة تحمل اسم "سبكترا"، فقال لبي بي سي نيوز عربي إنه كان على بعد نصف متر فقط عندما انفجر جهاز ألقته طائرة دون طيار على متن القارب.

وأضاف: "تعرضنا لثلاث قنابل؛ سقطت الثالثة على الحافة العليا للسفينة قبل أن تنزلق إلى البحر. كنت حينها في الممر الفاصل بين مكان سقوطها والماء. انبعث غاز برائحة خانقة وكريهة جداً، حتى إنني بالكاد استطعت التنفس لبضع دقائق".

وأوضح أنه تفاعل بسرعة وبشكل تلقائي حيث وضع ماء البحر على المادة التي أُسقطت على متن السفينة. والآن يتبع غزال وزملاؤه المتطوعون بروتوكولات سلامة أكثر صرامة على متن السفينة؛ فهم لا ينامون بعد الآن في الأماكن المفتوحة ويحافظون على سترات النجاة بجوارهم أثناء الراحة.

عقدت المجموعة مؤتمراً صحفياً يوم الخميس، قالت فيه إنها تلقت "معلومات استخباراتية موثوقة" عن محاولات إسرائيلية لوقف الأسطول خلال الـ48 ساعة المقبلة.

وقال متحدث باسمها: "نحن نحقق في مصدر هذه المعلومات، فإسرائيل تقول منذ أسابيع إنها ستفعل كل ما بوسعها لإيقاف هذه المهمة." وأضاف أن جميع المشاركين قد تعرضوا لتهديدات بالملاحقة القضائية بموجب قوانين مكافحة الإرهاب وأحكام سجن طويلة.

مصدر الصورة

لم يردّ الجيش الإسرائيلي على الأسئلة المتعلقة بهذا الهجوم على الأسطول، لكن المسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية، عيدن بار طال، قال إن "إسرائيل لن تسمح لأي سفينة بدخول منطقة القتال النشطة".

وأضاف بار طال: "الغاية الحقيقية من هذا الأسطول هي الاستفزاز وخدمة حماس، وليس بالتأكيد جهداً إنسانياً".

وفي خطوة غير مسبوقة من الحكومات الأوروبية، أرسلت إيطاليا وإسبانيا سفناً حربية لمساعدة أسطول المساعدات الدولية المتجه إلى غزة.

ما هو أسطول الصمود العالمي؟

مصدر الصورة

أسطول الصمود العالمي هو عبارة عن ائتلاف من القوارب المحملة بالإمدادات الإنسانية والتي تقل نشطاء من عشرات الدول.

يقول منظمو الأسطول إن هدفه "كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة بحراً، وفتح ممر إنساني، وإنهاء الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني".

أبحرت ما يقارب من 40 سفينة من موانئ في إسبانيا، إيطاليا، اليونان وتونس بعد أن أكد خبراء من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المدعوم من الأمم المتحدة أن هناك مجاعة في مدينة غزة، وحذروا من إمكانية انتشارها إلى وسط وجنوب القطاع خلال أسابيع.

يُعد هذا الأسطول هو الثامن والثلاثين الذي يبحر باتجاه غزة في محاولة لكسر الحصار البحري، وهو حصار يعود إلى ما قبل الحرب الحالية بكثير. كما أنه يُعتبر أكبر محاولة حتى الآن ضمن الجهود التي بدأت عام 2008 للوصول إلى غزة بحراً.

ويعتبر الأسطول ثمرة تعاون بين جهات مختلفة من بينها ائتلاف أسطول الحرية، الذي كان يعرف سابقا باسم حركة غزة الحرة، وأسطول الصمود المغاربي – وهو قافلة شعبية من بلدان شمال إفريقيا – وصمود نوسانتارا، الذي تنظمه ماليزيا وتسع دول أخرى.


*
*

ما فرص نجاح وصول أسطول الصمود العالمي إلى غزة؟

مصدر الصورة

في عام 2008، تمكن قارب واحد على الأقل من الوصول إلى غزة، لكن منذ ذلك الحين فشلت جميع المهمات المماثلة للأساطيل السابقة.

في عام 2010، نزلت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على متن السفينة التركية "مافي مرمرة"، وهي واحدة من ست سفن كانت تبعد نحو 130 كيلومتراً عن الساحل الإسرائيلي. وفتحت القوات النار بالذخيرة الحية – وقال من كانوا على متنها إنهم تعرضوا أولًا لهجوم بالعصي والسكاكين وسلاح ناري – ما أدى إلى مقتل عشرة نشطاء أتراك.

وُلدت فكرة أسطول الصمود العالمي في منتصف يوليو/تموز بعدما حاولت ثلاث سفن مرتبطة بـ ائتلاف أسطول الحرية – وهي سفن الضمير، ومادلين وحنظلة – الإبحار إلى غزة ما بين مايو/ أيار ويوليو/تموز من هذا العام.

يُقال إن السفينة الأولى، الضمير، قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة في مايو/أيار قبالة سواحل مالطا. وفي ذلك الوقت أكدت الحكومة المالطية أن الحريق الذي اندلع على متنها "تمت السيطرة عليه خلال الليل".

أما مادلين، فقد أبحرت في يونيو/حزيران وعلى متنها 12 شخصاً، من بينهم الناشطة في مجال تغير المناخ غريتا ثونبرغ، ما جذب اهتمامًا عالميًا. وفي ذلك الوقت، سخرت وزارة الخارجية الإسرائيلية من الرحلة ووصفتها بأنها "يخت السيلفي" الذي يحمل "أقل من حمولة شاحنة واحدة من المساعدات". وقد تم اعتراض القارب فجراً على بعد نحو 185 كيلومتراً غرب غزة، ونُقل إلى ميناء أشدود في إسرائيل، ثم تم ترحيل ثونبرغ وبقية المشاركين إلى دولهم.

وفي يوليو/تموز، أبحرت سفينة أخرى تحمل اسم "حنظلة" وعلى متنها 21 شخصاً، لكن القوات الإسرائيلية اعترضتها وصعدت على متنها وهي على بعد 75 كيلومتراً تقريباً من غزة.

وأكد ركاب السفينة حينها أنهم كانوا في المياه الدولية أثناء الاعتراض، غير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إن البحرية أوقفت السفينة "لمنعها من الدخول غير القانوني إلى المنطقة البحرية لساحل غزة" وكسر الحصار هناك.

أسطول الصمود العالمي قال إن هجوم الأربعاء الماضي على أكثر من 10 سفن تبحر صوب غزة، لم يكن الأول على الأسطول الحالي، إذ تعرضت بعض سفنه لهجمات أثناء وجودها في ميناء سيدي بوسعيد في تونس. ونتيجة للهجوم الأخير، تم اتخاذ تدابير احترازية إضافية.

من هم المشاركون في أسطول الصمود العالمي؟

مصدر الصورة

من السياسيين إلى المشاهير، يشارك في أسطول الصمود العالمي متطوعون من عشرات الدول.

يشارك في الرحلة ماندلا مانديلا حفيد نيلسون مانديلا، والممثلة الأمريكية سوزان ساراندون، والممثلة الفرنسية أديل هاينيل، إلى جانب مسؤولين منتخبين مثل إيما فورو النائبة في البرلمان الأوروبي عن حركة فرنسا الأبية، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.

ويقول الأسطول إن كل قارب يمثل "إصراراً على عدم الصمت في وجه الإبادة الجماعية".

وتشارك غريتا ثونبرغ أيضاً هذه المرة في الأسطول. وفي بث مباشر مع فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية، وصفت ثونبرغ الهجوم الأخير على الأسطول بأنه "تكتيك لترهيبنا".

وقالت: "كنا ندرك مخاطر هذه الهجمات، لذلك فهذا الأمر لن يوقفنا".

وأضافت: "نحن عازمون، وبشدة، على مواصلة مهمتنا".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا