في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إن قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية آفي بلوث يمثل الوجه الأخلاقي الحقيقي لإسرائيل، حيث يستخدم الجنرال سلطته لحماية المستوطنين ويسمح لهم بارتكاب مذابح بحق الفلسطينيين دون رادع.
وأوضح ليفي أن بلوث أمر بتنفيذ "عمليات إعادة هندسة" في قرية المغيّر الفلسطينية، وهدد بأن "كل قرية تجرؤ على رفع يدها ضد أي من السكان" ستواجه العقاب، كل ذلك لأن مستوطنا أصيب "بجروح طفيفة نتيجة إطلاق نار أثناء قيادة مركبة على أرض مسروقة".
واستنكر ليفي -في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية- وصف المستوطنين بالسكان، قائلا إن السكان الحقيقيين هم الفلسطينيون الذين يحاولون الدفاع عن أراضيهم.
وأكد الكاتب أن "عمليات إعادة الهندسة" ما هي إلا عمليات تخريبية تستهدف الفلسطينيين بهدف الترهيب والعقاب الجماعي جراء ما حصل للمستوطن.
ويُعتبر العقاب الجماعي جريمة حرب وفق القانون الدولي، وعليه يستحق بلوث -وفق مقال ليفي- أن يحال إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي .
ورصد ليفي آثار تلك العمليات في المغيّر الواقعة شمال شرقي مدينة رام الله وسط الضفة، حيث اقتلع المستوطنون 3100 شجرة -معظمها أشجار زيتون- قبيل موسم الجني.
كما دعم بلوث انتشار 10 مستوطنات عشوائية حول القرية، مما أرغم الفلسطينيين على ملازمة منازلهم، ومنعهم عن العمل في أراضيهم، حسب المقال.
وعلق ليفي بعد تجوله وسط الأشجار الملقاة على الأرض بأنه "من المستحيل أن يرى شخص يحب هذه الأرض أو شخص يحب الناس أو يمتلك ولو بعضا من الإنسانية هذا المشهد ولا يشعر بالصدمة".
وخاطب الكاتب الجنرال المسؤول عن ذلك قائلا "ماذا عن معاقبة المجرمين الحقيقيين، أولئك الذين يعيشون في المعاقل الإجرامية المعروفة بالمستوطنات؟ كيف تنام ليلا يا بلوث وأنت تتبع هذه السياسات العنصرية؟".
وأشار ليفي إلى أن بلوث تخرّج في مدرسة دينية بمستوطنة إيلي سيناي، وكان يسكن بمستوطنة نفيه تسوف قبل انتقاله، مما يفسر اندماجه مع المستوطنين ودعمهم له، على عكس القادة العسكريين السابقين المسؤولين عن الضفة.
ويرى الكاتب أن سياسات بلوث تنبع مما تعلمه في إيلي سيناي، وهو أن اليهود هم "سادة الأرض"، ويحق للمستوطنين حرق وتدمير واقتلاع وقتل من يشاؤون، أما الفلسطينيون فهم "ليسوا بشرا".
وتجسد هذه المفاهيم بدقة -حسب الكاتب- الفكر الصهيوني للجيش الذي ينتمي إليه "الجنرال الدموي" بلوث.
ولفت الكاتب إلى ازدواجية معايير الجنرال، قائلا "إن بلوث لا يجرؤ على مواجهة المستوطنين العنيفين، فهم من نفس القرية، ولهم نفس الشعر ويضعون نفس القبعات المائلة"، في حين يُحرم الفلسطينيون من أبسط حقوقهم، مثل التنقل وحصاد الزيتون، بل وحتى التنفس أحيانا.
وقال ليفي ساخرا إن اسم بلوث يعني "الدم" بالألمانية، وإن تعابيره العسكرية -مثل "عمليات إعادة الهندسة"- مفهومة باللغتين الألمانية والعبرية.
وخلص ليفي إلى أن بلوث بات النموذج الأوضح الذي يكشف الصورة الأخلاقية الحقيقية للجيش الإسرائيلي أمام العالم، مضيفا أن "الجنرال الدموي قد يكلَّف مستقبلا بقيادة إبادة جماعية" في الضفة الغربية بعد قضاء الجيش الإسرائيلي على غزة.