في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
وصلت مساء اليوم الاثنين السفينة مادلين إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بعد أن استولى عليها جيش الاحتلال ومنع بلوغها غزة ، في حين نقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه "سيتم نقل النشطاء إلى منشأة احتجاز تمهيدا لترحيلهم من إسرائيل".
وقد رافقت زوارق تابعة للبحرية الإسرائيلية نحو 18 ساعة خلال اقتيادها السفينة التي كانت تقل مساعدات لسكان قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن قوات الكوماندوز البحري ووحدة سنفير وصلت إلى السفينة حين كانت تبحر في المياه الدولية، مشيرة إلى أن عناصر القوات الإسرائيلية صعدوا إلى السفينة وسيطروا عليها وأنها "تتجه الآن إلى ميناء أسدود وستصل قريبا".
وكالة "أسوشيتد برس" تفيد برصد السفينة "مادلين" قبالة سواحل إسرائيل في طريقها إلى ميناء أسدود، وتنقل عن مسؤولين إسرائيليين أن النشطاء على متنها سيُنقلون إلى منشأة احتجاز تمهيدا لترحيلهم من إسرائيل#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/VUVndf5F4H
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 9, 2025
كما نقلت الأناضول عن مركز "عدالة" الحقوقي قوله إن "مادلين" لا تزال وطاقمها في عرض البحر، حيث تواصل البحرية الإسرائيلية سحبها قسرا نحو ميناء أسدود بعد منعها من الوصول لقطاع غزة.
وقد اقتحمت قوة "كوماندوز" من البحرية الإسرائيلية -فجر اليوم- هذه السفينة التي كانت متوجهة إلى غزة وعلى متنها 12 متطوعا يحملون مساعدات إنسانية ضمن أسطول الحرية لرفع الحصار عن القطاع الفلسطيني المنكوب.
واقتادت القوات الإسرائيلية "مادلين"، في حين نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر عسكري أن السفينة ستصل إلى ميناء أسدود حيث سيجري التحقيق مع أفراد الطاقم واستجوابهم.
كما أفادت "يسرائيل هيوم" بأن مصلحة السجون تستعد لاستقبال النشطاء الذين كانوا على متن "مادلين" وقد تم تجهيز زنازين منفصلة لهم في سجن "غفعون" بمدينة الرملة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن النشطاء سينقلون من ميناء أسدود بواسطة وحدة "نحشون" التابعة لمصلحة السجون، وفي مركبات ذات نوافذ معتمة، لتقليل مظاهر الفرح العلنية قدر الإمكان.
وقد أوعز وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لمصلحة السجون بمنع إدخال أي أجهزة تواصل أو إعلام إلى الزنازين التي يتوقع أن يُحتَجز فيها النشطاء، وفق ما أوردت الصحيفة الإسرائيلية.
ومن جهته، زعم المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر أنّ إسرائيل سيطرت على "مادلين" بسلاسة دون أي إصابات، مشيرا إلى أنه سيجري التأكد من عودة من كانوا على متنها إلى عائلاتهم في أقرب وقت.
كما قالت الخارجية الإسرائيلية -في بيان- إن هذه السفينة "تتجه بأمان إلى سواحل إسرائيل، ومن المقرر أن يعود الركاب إلى بلدانهم".
وقد توالت التنديدات الدولية، اليوم الاثنين، باختطاف الجيش الإسرائيلي السفينة مادلين ومنع بلوغها غزة، في حين قال إعلام إسرائيلي إن مصلحة السجون أعدت زنازين منفصلة للنشطاء الذين كانوا على متن هذه السفينة.
وقد أفادت مصادر في الخارجية الإسبانية -للجزيرة- بأن مدريد استدعت القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية احتجاجا على ما جرى للسفينة "مادلين".
وذكرت المصادر أن السلطات الإسبانية تمارس الحماية القنصلية لمواطن ضمن طاقم السفينة، وتواصلت مع عائلته، مشيرة إلى أن الخارجية على تواصل مباشر مع نظيرتها الإسرائيلية لمتابعة تفاصيل الواقعة.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنّ بلاده كانت طالبت السلطات الإسرائيلية "بوضوح" بتجنب أيّ حوادث، مع اقتراب السفينة مادلين من سواحل قطاع غزّة ضمن " أسطول الحرية ".
وأضاف بارو أنّ باريس أبلغت إسرائيل مسبقا اعتزامها ممارسة حقها في تفعيل الحماية القنصليّة لمواطنيها المشاركين في رحلة هذه السفينة إلى شواطئ غزة.
كما قالت المتحدثة باسم البرلمان الأوروبي إنهم اتصلوا بإسرائيل لضمان أمن النائبة ريما حسن التي كانت على متن "مادلين" مشيرة إلى أن "حماية أعضاء البرلمان في أي مكان في العالم ستظل على رأس أولوياتنا".
وبدورها، قالت رئاسة الوزراء البريطانية إنها تريد أن تحل إسرائيل قضية احتجاز "مادلين" بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي ، قائلة "موقفنا بشأن الوضع الإنساني في غزة واضح، وهو أنه مريع ولا يُطاق".
كما قال وزير الخارجية الأيرلندي إن السفينة مادلين "رمز قوي للحاجة الملحة لإنهاء الحصار المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة".
وقد وصفت تركيا تدخل القوات الإسرائيلية ضد "مادلين" بأنه "عمل شنيع من حكومة بنيامين نتنياهو يثبت مجددا أن إسرائيل تتصرف كدولة إرهابية" في حين استنكرت إيران اعتراض السفينة ووصفته بأنه "قرصنة".
ومن جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن "اعتراض إسرائيل للسفينة مادلين واحتجاز طاقمها انتهاك للقانون الدولي".
باعتراضها سفينة مادلين باستخدام القوة ومنع مرورها، تستخفّ إسرائيل مرة أخرى بالتزاماتها القانونية تجاه المدنيين في قطاع غزة المحتل، علمًا أنّ الطاقم مكوّن من نشطاء ومدافعين حقوقيين غير مسلّحين كانوا في مهمة إنسانية. يجب الإفراج عنهم فورًا وبشكل غير مشروط. كما يجب حمايتهم من… pic.twitter.com/HoGlEMR09L
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) June 9, 2025
"إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو فقد تم اختطافنا من قبل الجيش الإسرائيلي أو القوات المتواطئة".. 12 رسالة وجهها ناشطو سفينة "مادلين" التي اعترضها واختطفها الاحتلال في المياه الدولية أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع #غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/QccYBV7jCl
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 9, 2025
ووصفت اللجنة الدولية لكسر حصار غزة اقتحام البحرية الإسرائيلية "مادلين" بأنه قرصنة وإرهاب دولة، وانتهاك للقانون الدولي بشكل فاضح، ودعت إلى الإفراج فورا عن جميع نشطاء السفينة الذين من بينهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ.
كما طالبت العالم بإيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى الشعب الفلسطيني بعيدا عن سيطرة الاحتلال، وشددت على ضرورة محاسبة إسرائيل على هجومها على السفينتين (مادلين والضمير) مؤكدة أن "هذه الاعتداءات الإرهابية لن توقف محاولات كسر الحصار".
كما وصف كويفا باترلي عضو تحالف أسطول الحرية -للجزيرة- اعتراض "مادلين" بأنه غير قانوني، قائلا "لا نملك القدرة على التواصل بشكل مباشر مع طاقم السفينة، وليس واضحا ما إذا كان النشطاء على متنها نقلوا إلى قارب آخر".
وخلال ليل أمس، أعلن تحالف أسطول الحرية -المنظم للرحلة- أن الجيش الإسرائيلي اعترض "مادلين" قائلا -عبر تليغرام- إن الاتصال انقطع مع السفينة وإن قوات الجيش الإسرائيلي "اختطفت" الطاقم.
وقالت تونبرغ في مقطع فيديو سجّلته مسبقا نشره تحالف أسطول الحرية "إذا شاهدتم هذا الفيديو، يعني أنه تم اعتراضنا واختطافنا في المياه الدولية".
ومن جانبها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) اعتراض إسرائيل "مادلين" التضامنية مع غزة في عرض البحر بأنّه "إرهاب دولة منظم، وانتهاك للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني".
وحيّت حماس المتضامنين على متن السفينة الذين أكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا، وطالبت بإطلاق المتضامنين فورا، محمّلة جيش الاحتلال المسؤولية عن سلامتهم، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة والتحرّك لكسر الحصار.
كما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن إقدام قوات الاحتلال على اقتحام "مادلين" انتهاك صارخ للقانون الدولي، وإن " اقتحام السفينة اختطاف دولي، ويضيف جريمة القرصنة البحرية إلى جريمة حرب الإبادة".
ومن جهتها، أعربت شبكة الجزيرة الإعلامية عن قلقها البالغ على سلامة الناشطين والصحفيين الذين كانوا على متن "مادلين" وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة مراسلها عمر فياض الذي كان ينقل الأحداث مباشرة أثناء الاستيلاء القسري على السفينة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.