في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
منى – يواصل حجاج بيت الله الحرام مناسكهم في مشعر منى اليوم السبت الذي يوافق أول أيام التشريق، والمعروف شرعا باسم "يوم القرّ"، في أجواء روحانية يملؤها الخشوع والدعاء والسكينة.
ويُعد يوم القر من أعظم الأيام عند الله تعالى، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن أعظم الأَيام عند اللَّه يوم النحر، ثم يوم القرّ".
سمي هذا اليوم بـ"يوم القرّ" لأن الحجاج يقرّون فيه بمشعر منى، أي يستقرون ويسكنون بعد أداء شعائر يوم النحر من رمي جمرة العقبة الكبرى، والنحر، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة. ويقضي الحجاج هذا اليوم في الراحة والذكر والتكبير تهيئةً لاستكمال رمي الجمرات في بقية أيام التشريق.
و"القرّ" في اللغة يعني الاستقرار، وهو ما يفعله الحجاج في هذا اليوم تحديدا، إذ لا تنقلات فيه، بل يقيمون في مخيماتهم بمِنى بين أداء المناسك والذكر والدعاء.
في هذا اليوم، يبدأ الحجاج برمي الجمرات الثلاث الصغرى، والوسطى، فجمرة العقبة، كل منها بسبع حصيات مع التكبير في كل رمية. ويتم الرمي بعد الزوال (وقت الظهر) ويمتد حتى غروب الشمس، وقد أُتيح للحجاج التوسعة في التوقيت نظرا لكثافة الأعداد وارتفاع درجات الحرارة.
ويعيش الحجاج في منى أجواء روحانية مليئة بالسكينة والطمأنينة، حيث يكثرون من التهليل والتكبير وتلاوة القرآن والدعاء، كما تسود المخيمات أجواء من الراحة بعد يوم مزدحم من أداء الشعائر الكبرى.
وأسهمت التنظيمات التي أعدتها الجهات السعودية المعنية في تسهيل حركة الحجاج وضمان سلامتهم، إذ تم تفعيل أنظمة التفويج الإلكترونية، وتوفير فرق ميدانية للإرشاد والإسعاف، إلى جانب وجود فرق الدفاع المدني والأمن العام في محيط منشأة الجمرات وعلى امتداد الطرق المؤدية إليها.
وزارة الصحة السعودية من جهتها أكدت أن الوضع الصحي مستقر، ولم تسجل أي أوبئة أو حالات مقلقة بين الحجاج. وحثت الوزارة ضيوف الرحمن على الإكثار من شرب السوائل، وتفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس، واستخدام المظلات الواقية، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
كما شددت على ضرورة اتباع التعليمات الوقائية وتجنب الزحام، خاصة في فترات الذروة أثناء رمي الجمرات.
ويُعد يوم القر أول أيام التشريق، وهي أيام نُهي عن صيامها، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق أيام أكلٍ وشرب وذكر الله" (رواه مسلم)، ولا يجوز صيام هذه الأيام إلا للحاج المتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي.