في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد محللون أن قيام الاحتلال الإسرائيلي بإحراق مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يدخل في إطار عملية التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال لمناطق الشمال.
وفي شهادته لما جرى، كشف مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش أن أكثر 350 شخصا كانوا داخل مستشفى كمال عدوان، من بينهم 75 مريضا و180 من الكوادر الصحية.
وقال إن هؤلاء الأشخاص (350) أنزلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى ساحة المستشفى وقامت بتعريتهم وإجبارهم على خلع ملابسهم، كما تعرضت للنساء والممرضات وطلبت منهن خلع الملابس لكنهن رفضن الانصياع، ما عرضهن لإهانات شديدة.
وكشف الدكتور البرش أن قوات الاحتلال أجبرت البعض على الخروج إلى مراكز إيواء قريبة، واعتقلت البعض الآخر، مؤكدا أن مصير المعتقلين وبينهم كوادر طبية غير معروف، لأن الاتصال انقطع معهم.
وأكد أن مستشفى كمال عدوان تعرض خلال 80 يوما إلى 37 اعتداء إسرائيليا، حيث كانت قوات الاحتلال تأتي بصناديق متفجرة بجوار المستشفى ثم تقوم بتفجيرها، وبالأمس فقط تم تفجير 10 صناديق.
وقال إن الاحتلال عندما حاصر مستشفى كمال عدوان بالأمس، كان قد قتل 5 من الكوادر الطبية، على رأسهم طبيب أطفال، بصاروخ "إف 16".
وأشار الدكتور الفلسطيني -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"- إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في الخيام، حيث الأجواء شديدة البرودة والأطفال تتجمد جراء البرد.
وأوضح أنه خلال 72 ساعة توفيت طفلة عمرها 21 يوما، وطفل عمره 4 أيام، وطفلة أخرى عمرها 14 يوما، وطفل آخر عمره 3 أشهر، كما عثر على طبيب ميتا في خيمته.
وعن سبب لجوء الاحتلال لإحراق مستشفى كمال عدوان، قال الدكتور البرش إن الاحتلال جاء بالإعلام الدولي من أجل الترويج لأكاذيبه في مستشفى الشفاء، لكن انكشف وثبت زيف ادعاءاته.
وأكد أن مستشفى كمال عدوان ظل مفتوحا أمام الصليب الأحمر وغيره من المنظمات الدولية، متسائلا لماذا دمر الاحتلال 24 مستشفى من أصل 38؟
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف فقط إلى ممارسة القتل الجماعي وقطع النسل الفلسطيني.
ونفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -أمس الجمعة- بشكل قاطع وجود أي مظهر عسكري أو مقاومين في مستشفى كمال عدوان.
وطالبت -في بيان- الأمم المتحدة بإدانة تدمير الاحتلال لمستشفى كمال عدوان، وتشكيل لجنة تحقيق فيما ارتكب بمنطقة شمال غزة.
وفي السياق نفسه، أشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي إلى أن حركة حماس ليست بحاجة لإثبات أنه لم يكن لديها أي وجود عسكري في مستشفى كمال عدوان.
وأوضح أن المبعوثين الدوليين، بمن فيهم مبعوثو الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، دخلوا إلى المستشفى ورأوا ما فيه خلال زيارات سابقة لهم، مؤكدا أن الأكاذيب الإسرائيلية لا تنطلي على أحد.
وقال البرغوثي إن تركيز الاحتلال على كل المرافق الصحية والمستشفيات والعيادات ومراكز الإغاثة هدفه الجوهري هو التطهير العرقي لمناطق شمال قطاع غزة مثل بيت لاهيا وجباليا.
ووصف ما يجري بأنه جريمة وإبادة وتطهير عرقي، مشيرا إلى أن غزة هي الكاشف للوضع الإنساني العالمي، حيث لم يعد هناك أي احترام للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني.
ويتفق الدكتور البرش مع الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية من كون غزة باتت كاشفة وفاضحة لما أسماها الجريمة النازية التي يقوم بها الاحتلال، لافتا إلى مشاهد مؤلمة جدا لجثث شهداء ملقاة على قارعة الطريق والكلاب تنهشها.
ويؤكد أستاذ القانون الدولي الإنساني، البروفيسور لكس تاكنبرغ -في حديثه- أن ما يجري في غزة هو استهداف ممنهج للمدنيين الفلسطينيين في نظر القانون الدولي، بهدف إخراجهم من أرضهم.
وقال تاكنبرغ إن إسرائيل تستهدف المؤسسات الطبية لأنها تساهم في الصمود وبقاء الناس على الحياة.
واعتبر المشكلة ليست في القانون الدولي، بل في الإرادة الدولية التي لا تحمل إسرائيل المسؤولية عن ما يجري في غزة.
وشدد على ضرورة أن تتحرك محكمتا العدل الدولية والجنائية الدولية، لتطبيق القرارات الصادرة عنهما وخاصة توقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.