اكتشف علماء جامعة ستانفورد أن فيروسا شائعا يصيب معظم الناس، والمعروف باسم فيروس "إبشتاين-بار" (EBV)، قد يحفز مرض الذئبة الحمراء المزمن، وهو اضطراب مناعي يهاجم خلايا الجسم.
يعاني نحو 5 ملايين شخص حول العالم من مرض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي نوى خلايا الجسم. ويلحق مرض الذئبة الضرر بأعضاء مثل الجلد والمفاصل والكلى والقلب والأعصاب، مع اختلاف الأعراض بشكل واسع بين الأفراد. ومع أن معظم المرضى يعيشون حياة طبيعية نسبيا، فإن حوالي 5% منهم معرضون لخطر يهدد حياتهم. ولأسباب غير واضحة، تشكل النساء تسعة من كل عشرة مرضى بالذئبة.
وينتقل فيروس "إبشتاين-بار" عن طريق اللعاب، ويصيب معظم الناس في مرحلة البلوغ من خلال مشاركة الأدوات والشرب من الكوب نفسه أو القبلات. ويعرف الفيروس أيضا بأنه مسؤول عن داء كثرة الوحيدات، أو "مرض التقبيل"، الذي يبدأ بحمى ثم يتحول إلى إرهاق قد يستمر لأشهر.
وأظهرت الدراسة أن الفيروس يضع مادته الوراثية في نواة الخلية المصابة، ويمكنه البقاء كامنا مختبئا عن مراقبة الجهاز المناعي، قبل أن يعاود نشاطه ويصيب خلايا أخرى. ورغم أن الفيروس يتواجد في جزء صغير جدا من الخلايا البائية للشخص المصاب، فإنه يكاد يكون من المستحيل تحديد هذه الخلايا بالطرق التقليدية.
وطور العلماء نظاما عالي الدقة لتحديد الخلايا المصابة، ووجدوا أن أقل من خلية واحدة من كل 10000 خلية بائية في الأشخاص الأصحاء المصابين بالفيروس تحتوي على جينوم خامل للفيروس. أما في مرضى الذئبة، فكانت النسبة خلية واحدة من كل 400 خلية، أي بفارق 25 ضعفا.
وأكد فريق البحث أن هذه الخلايا المصابة، رغم قلة عددها، يمكن أن تطلق هجمات مناعية قوية على أنسجة وأعضاء الجسم. وأوضحوا أن الفيروس في حالة خمول شبه تام قد يدفع أحيانا الخلايا لإنتاج بروتين فيروسي يسمى EBNA2، الذي ينشط الجينات البشرية المسؤولة عن الالتهاب، ما يجعل الخلايا البائية "شديدة الالتهاب".
ويعتقد الفريق أن هذا الاستهداف الذاتي للخلايا البائية قد يكون مرتبطا أيضا باضطرابات مناعية أخرى مثل التصلب المتعدد والتهاب المفاصل الروماتويدي وداء كرون. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح لماذا يصاب بعض الأشخاص فقط بمرض المناعة الذاتية على الرغم من أن معظم الناس يحملون الفيروس.
ويرجح الخبراء أن بعض السلالات من فيروس "إبشتاين-بار" قد تحفز هذه الخلايا لتصبح "هجومية ضد الجهاز المناعي".
نشرت الدراسة في مجلة Science Translational Medicine.
المصدر: إندبندنت
المصدر:
روسيا اليوم